بعد إغلاق الباب أمام أي تسويات….هل تمضي الحرب إلي نهاياتها؟
تقرير: هبة علي
ليست المرة الأولى التي يعلن فيها رئيس مجلس السيادة قائد القوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان تمسك الجيش بخيار الحسم العسكري ورفض التسويات والحوار، بيد أن الإعلان يأتي هذه المرة تفنيداً لتصريحات أمريكية بجانب حدوث تغييرات عسكرية على أرض الحرب واسترداد حاضرة سنار (سنجة)، وعدد من مناطقها والسيطرة على مقر الفرقة 17.
مالذي جاء بحديث البرهان؟
نفى أمس الإثنين رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش صحة الأنباء المتداولة بشأن تسوية أو تفاوض مع مليشيا الدعم السريع، وأكد عزم الجيش ومضيه قدمًا في القضاء على ما وصفه “بالتمرد”.
وقال البرهان خلال مخاطبته مؤتمر قضايا المرأة بشرق السودان ببورتسودان، إن الحديث حول الدعوة لعقد مؤتمر للقوى السياسية غير صحيح.
وأكد أنه ليس هناك أي تسوية مع أي جهة سياسية مبينًا أن ما يشاع في هذا الخصوص عار عن الصحة تماما.
وأردف: “أن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين يمضون بكل عزيمة وإصرار نحو القضاء على التمرد واستئصال “مليشيا آل دقلو الإرهابية المجرمة”.
و أوضح البرهان أن باب التوبة والرجوع للحق مفتوح أمام كل من وضع السلاح وجنح للسلم.
تسوية يتم الإعداد لها…
وقبل أيام كشف المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية كاميرون هدسون الزميل البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، عن زيارة قام بها إلى بورتسودان حيث التقى برئيس مجلس السيادة.
وألمح هدسون المهتم بالشأن السوداني من خلال منشوره إلى تسوية يتم إعدادها بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع في الأيام القادمة.
وقال هدسون في منشور بثه على حسابه الرسمي في “X” على مواقع التواصل الاجتماعي إنه قضى إسبوعًا في السودان، وتابع خرجت بانطباع مختلف تمامًا، على الأقل من جانب القوات المسلحة السودانية.
وأضاف هدسون سمعت حاجة واضحة جدًا لإنهاء الحـرب، وأن الحـرب ستنتهي دون منتصر واضح، واستعدادًا وحتى توقعًا للتفاوض على نهايتها مع قوات الدعــم السـريع.
ليس إغلاق كامل للمسار السياسي…
ويرى المحلل السياسي عثمان ميرغني خلال حديثه لـ”النورس نيوز” أن خطاب البرهان هو تأكيد لما قاله أكثر من مرة في عدة خطابات سابقة.
وأضاف: “لكن لا يجدر قراءته على أنه إغلاق كامل للمسار السياسي في التعامل مع الأزمة السياسية، بل ربما يكون تهيئة لانخراط جدي في الحل السياسي”.
الحرب تمضي بسرعة نحو نهايتها
من جانبه قال المحلل السياسي د. الفاتح عثمان إن حديث الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان الذي نفي فيه وجود اي تسوية سياسية كلام دقيق لجهة أنه لا زالت الأزمة السودانية بعيدة جداً عن اي تسوية سياسية بسبب ان رعاة تمرد الدعم السريع اي الامارات وبريطانيا لا زالوا بعيدين جدا عن ادراك مدي رفض مواطني السودان لاي تسوية تعطي الدعم السريع شرعية عسكرية او سياسية بعد المجازر القبيحة التي ارتكبها في ولاية الجزيرة وولاية غرب دارفور وولاية سنار.
و أوضح عثمان خلال حديثه لـ”النورس نيوز” أن التسوية السياسية ممكنة فقط باستبعاد أي قوة عسكرية بخلاف الجيش السوداني ومحاسبة ال دقلو علي جرائم الدعم السريع ضد مواطني السودان والتي تعتبر جرائم حرب وربما ترقي الي كونها جرائم ابادة جماعية وتطهير عرقي، على حد قوله.
وأوضح أن: “حديث البرهان جاء في اطار مخاطبته لمؤتمرات حاشدة وهو خطاب لا يغلق الباب امام التسوية السياسية لانه يجعل اتفاق جدة للسلام اساس اي اتفاق سلام مع الدعم السريع.
وأضاف: “الحرب في السودان تمضي بسرعة نحو نهايتها ويبدو انها قد تكون اسرع بكثير مما يبدو عليها، وربما تكون أعياد رأس السنة خالية من الحرب في ظل تحرك المملكة العربية السعودية لانهاء الحرب في السودان.