رضا حسن باعو يكتب…تحرير سنجة…فرحة منقوصة!

رضا حسن باعو يكتب…تحرير سنجة…فرحة منقوصة! البرهان من سنجة: هذا الانتصار سيكون له ما بعده

نعم تم تحرير حاضرة ولاية سنار التاريخ مدينة سنجة بعد شهور من دخول المليشيا المتمردة وتدنيسهم أرضها الخضراء ،وابتهل الناس فرحين في كل مكان في السودان وحتي امدرمان التي لاتزال فرحتها غير مكتملة ابتهجت وخرجت جماهيرها فرحة بعودة أول فرقة عسكرية لحضن المؤسسة العسكرية.
لكن وآه من لكن هذه الفرحة تظل منقوصة بدرجة كبيرة خاصة لنازحي ولاية الخرطوم الذين تفرقوا بين نازحين يشكون لطوب الأرض ولاجئين تنتهك كرامتهم في دول ظنناهم جيران اعزاء وأخوة كرام وتابعنا مايحدث لأبناء السودان الذين لجأوا الي تشاد ومصر وجنوب السودان التي تعد أفضل مكان بالنسبة لهم حيث يعيشون كمواطنيين غير منقوصي الحقوق.
نعم فرح بعض الشعب السوداني وكل اهل سنجة بعودة مدينتهم الي حضن الوطن ولم ينتظروا كثيراً و(بقجوا عفشهم) وغادروا صوب مدينتهم حفاظاً علي ماتم من كرامتهم التي أهدرت في مناطق النزوح حيث ظلوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء لأيام طوال في ظروف قاسية ومعاناة أشد.
لكن مع هذا الفرح الناقص يتألم نازحو شرق الجزيرة والخرطوم الذين طال شوقهم للعودة إلى مدنهم بعد أن صاروا غراب في الديار التي نزحوا إليها رغم أنها ارض سودانية ولكنهم يعانون ويشكون لطوب الأرض من ويلات وشرور في ظل غياب شبه كامل للدولة التي لاتهتم كثيراً بانسانها في الداخل والخارج والشواهد علي ذلك كثر.

نكتب وفي الحلق غصة وفي الفؤاد ألم وجرح نازف بعد أن تطاول علينا الم البعاد والشتات حيث كل منا في مكان بحثاً عن أمان كذوب لكنه أفضل الخيارات السيئة أمامنا فقد غادرنا ديارنا التي نهبها ودمرها أوباش الدعم السريع وكنا نحلم بالعودة إليها لكن طال الأمد ويطول.
يعاني السواد الأعظم من السودانيين بالداخل والخارج في ظل غياب شبه كامل للدولة التي لاتعلم حجم الألم والمعاناة التي نعيشها وتتعاطي مع قضايانا كأن شيئاً لم يكن لدرجة أن نفوسنا ملأها الغبن والغبينة ممايحدث لنا دون أن تتحرك حكومتنا وتفيق من نومها العميق.

ربما يقول قائل إن الوقت غير مناسب لمثل هذا الحديث لهؤلاء واولئك نقول ( اليدو في الموية،مازي اليدو في النار), فبمثلما صمد وصندد مقاتلونا في كل مكان دفاعاً عن الأرض والعرض صبرنا ولازلنا نصبر علي الامنا واوجاعنا لكن طفح الكيل ولن نصبر بعد الآن لأن الشعور العام الذي تملكنا أننا في اخر قائمة أولويات حكومتنا التي لا تشعر بأننا ندفع أثمان باهظة وفواتير كبيرة لم يعد في مقدرونا تحملها بعد الآن.
الألم كبير والوجع راقد واوصل أن مد الله في الاجال لكن المرة القادمة سيكون أكثر مرارة علي الجميع لشعور بفقدان الإنتماء.

Exit mobile version