إجتماعات القوى السياسية بجنيف.. فرص النجاح والفشل

النورس نيوز- هبة علي

قبل انطلاقها و وسط تكتم لأجل نجاحها بدأت تلوح في الأفق مظاهر انسداد اجتماعات جينيف وذلك باعتذار الكتلة الديمقراطية عن المشاركة بها ودعوتها لحوار سوداني_سوداني، ويأتي اعتذار الكتلة في وقت يترقب به المجتمع الدولي وأطراف محلية إحداث اختراق بالأزمة السودانية لجهة تعقيدات الأوضاع الأمنية والإنسانية بالبلاد.

 

ومن المقرر أن تنطلق أمس السبت في مدينة جنيف السويسرية، الاجتماعات الثالثة للمائدة المستديرة، والتي تضم قوى سياسية ومدنية متنوعة في آرائها تجاه حل الأزمة السودانية، تحت تنظيم ورعاية منظمة (بروميديشن).

 

وفي بيان صدر أمس تحصلت “النورس نيوز” على نسخة منه أعلنت قوى الحرية والتغيير “الكتلة الديمقراطية” اعتذارها عن المشاركة في ورشة عمل ستعقد في سويسرا، داعيةً  إلى ضرورة تنسيق الجهود الدولية لتيسير حوار سوداني سوداني شامل لا يستثني أحداً.

 

وساد يوم أمس جدلاً واسعاً على خلفية تداول وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي توضيحًا صحفيًا منسوبًا إلى الناطق الرسمي باسم الكتلة الديمقراطية، عمر خلف الله يوسف، حيث أكد فيه أن الكتلة ستشارك في ورش العمل المزمع إقامتها في سويسرا، بيد أن الكتلة نفت ذلك وعادت لتؤكد اعتذارها كموقف متفق عليه داخل الكتلة وفقاً لتصريحات لعدد من وسائل الإعلام.

واعتبر المحلل السياسي طاهر المعتصم إصدار الكتلة الديمقراطية لبيان عدم المشاركة بمثابة تأكيد على أن ليس هنالك فرص للنجاح او إحداث إختراق في الأزمة السودانية، مشيراً إلى أن هذا امتداد لصيرورة فشل النخب السودانية في إنجاز مشروع وطني، إضافةً إلى أن هذا عدم إهتمام بالدماء التي تسكب يوماً بعد يوم واستمرار للحرب.

 

وأوضح المعتصم من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” أن الإجتماعات تأتي في سياق أن السودان يشهد أكبر أزمة في تاريخه واستمرار الحرب لحوالي 19 شهر والكوارث الإنسانية التي تحدث تجعل البحث عن مشروع وطني وتوافق وقوة ثالثة تملك أدوات للضغط على الأطراف لوقف هذا التدمير الذاتي للدولة السودانية، واصفًا الإجتماعات بالمهمة جداً.
وأضاف: “كل يوم تتضح الحوجة الماسة لصوت ثالث مدني يستطيع الضغط”.

ونوه إلى أن الإجتماعات تختلف هذه المرة عن الإجتماعات السابقة لجهة زيادة وتيرة الإنتهاكات حيث وأصبح من الواضح لكل ذي لب المخاطر من تفتت الدولة السودانية أصبحت ماثلة أمام العيان، هذا بجانب التدخلات الدولية التي أصبح قدحها معلى، وتابع:” السياق الذي تجري فيه الإجتماعات يجعلها مختلفة عما قبلها”.
وأردف: “القاهرة اجتهدت في يوليو الماضي في جمع القوى المدنية بمؤتمر القاهرة واستطاعت أن تجمع معظم القوى المدنية وكان من المفترض أن تكون هنالك نسخة ثانية من إجتماع القاهرة، ثم البناء على ماتم التوافق عليه في إجتماع القاهرة او مخرجاته للوصول إلى حالة من التوافق والالتحام تجاه هدف واحد وهو الحفاظ على السودان، بيد أن اعتذار الكتلة الديمقراطية قضى على هذه الفرص.

من جهته يرى المحلل السياسي أسامة عبد الماجد أن لا جديد لدى القوى السياسية لحل الأزمة والمساعدة في إيقاف الحرب، وفقط تدثر بشعار لا للحرب دون أن تبين كيف تتم هذه الخطوات لأنه حتى الآن لاتزال مليشيا الدعم السريع تواصل جرائمها المروعة في حق الشعب السوداني في كل مكان خاصة في ولاية الجزيرة.
وأوضح عبد الماجد من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” أن اجتماع جينيف ليس هو الأول، وسبق وأن عقدت حوالي ثلاث لقاءات في جينيف ولقائين في القاهرة ولقاءات أخرى في عدد من العواصم الأوروبية و الأفريقية ولم تفلح في إحراز أي نتيجة او تقدم.
وأردف: “القوى السياسية مختلفة فيما بينها فتنسيقية تقدم تختلف تماماً عن الكتلة الديمقراطية وعن بقية الكتل الأخرى بالمشهد السياسي.
وتابع:” أرى أن القوى السياسية أصبحت عاجزة عن المساهمة في إيجاد حل للمشكلة السودانية”.

Exit mobile version