بعد تسعة أشهر من تعيينه مبعوثاََ خاصاََ للسودان حطت طائرة توم بيريليو، مطار بورتسودان الدولى يوم الإثنين، في زيارة رسمية إستغرقت يوماً واحداََ إلتقي خلالها رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وعدد من المسؤولين بالدولة.
تقرير إخباري : النورس نيوز
تزامن زيارة
تأتي زيارة المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو الأولى منذ أن تسلّم منصبه في فبراير 2024م، عندما أعلنت الخارجية الأمريكية تعيينه مبعوثاً خاص للسودان بالتزامن مع تحرّك دولي تقوده بريطانيا للحصول على دعم من أعضاء آخرين في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، بشأن مطالبة طرفي الصراع بوقف الأعمال القتالية، والسماح بالمساعدات الإنسانية الذي تم إجهاضه بإستخدام روسيا لحق الفيتو، كما تأتي في إطار تحرك إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من أجل الوصول إلى تسوية للنزاع الدائر منذ أبريل 2023م، قبل مغادرته البيت الأبيض في يناير المقبل.
مناقشة مواضيع
بيريلو إلتقى خلال زيارته رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان.
وقال سفير السودان لدى الولايات المتحدة الأمريكية السفير محمد عبدالله في تصريح صحفي أن اللقاء تم فيه تناول كل مايدور بشأن الأزمة الراهنة خاصة فيما يتعلق بالأضرار الكبيرة التي لحقت بالمواطنين جراء الإستهداف الممنهج الذي مارسته مليشيا التمرد في حق المدنيين والنازحين واللاجئين، مبيناً أنه تم الحديث أيضاََ حول خارطة الطريق وكيفية إيقاف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية ورتق النسيج الإجتماعي. فضلاََ عن العملية السياسية كمخرج نهائي لما بعد الحرب،ولفت سفير السودان بواشنطن إلى أن نالمبعوث الأمريكي قدم مقترحات في هذا الصدد ووافق عليها رئيس مجلس السيادة وقال أن الحكومة السودانية أوفت بكل الإلتزامات التي قطعتها بشأن فتح المعابر والمطارات من أجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية مؤكداً إنفتاح الحكومة نحو كل ما من شأنه إيصال هذه المساعدات للمحتاجين، مبيناً أن رئيس المجلس السيادي أكد عدم موافقة حكومة السودان على إستغلال معبر أدري لتوصيل السلاح للتمرد.
نظرة دقيقة
يضع أستاذ العلاقات الدولية في الجامعات السودانية د. راشد التجاني زيارة المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو للبلاد في إطارين خاص وعام.
وقال التجاني لـ ( النورس نيوز) أن الإطار الخاص يتعلق ببيرييلو نفسه بعد الانتقادات التي وجهت له وفشله في الجلوس مع المسؤولين السودانيين بحجة المحاذير الأمنية التي كانت خاطئة إضافة إلى التغييرات التي ستطال الإدارة الأمريكية والتي قد تشمله وهو يحاول أن يقدم شيء أنجزه قبل المغادرة، وأوضح التجاني أن الزيارة تأتي كذلك في الإطار العام والتفوق الظاهر للجيش وأنه هو الأقرب لحسم المعركة، وقال إن أمريكا تنظر لذلك نظرة دقيقه والتوجه نحو الحكومة السودانية بإعتبار أن الكفه تميل نحوها، ولفت إلى أن أمريكا تخشي من فقد نفوذها بعد توجه الحكومة السودانية نحو روسيا والصين.
مد وجزر
كما إلتقى بيرييلو نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار حيث تطرق اللقاء لكل القضايا بما فيها قضية كيفية إيقاف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية لمستحقيها واتفاق جدة.
وأكد عقار للمبعوث الأمريكي بأن العلاقات السودانية الأمريكية شهدت فترات مد وجزر في مراحل مختلفة لكن حكومة السودان تتطلع إلى بناء علاقات صحية متناسقة مع أهداف الشعب السوداني ومبنية على الإحترام المتبادل، وأشار نائب رئيس مجلس السيادة إلى أن الأزمة التي يمر بها السودان هي صنيعة أيادي سودانية ومباركة أمريكية وأوروبية إلى جانب الدعم المادي من دولة الامارات وإذا رغبت الولايات المتحدة بصورة جادة في إنهاء الحرب فعليها بحكم علاقاتها مع دولة الإمارات أن يطلبوا منها الكف عن دعم مليشيا آل دقلو.
عدم تأثير
يرى القيادي بالحزب الإتحادي الديمقراطي خالد الفحل أن
زيارة المبعوث الأمريكي جاءت متأخره ولن يكون لها أى تأثير على الأحدث في السودان وأشار إلى أن المبعوث الأمريكي إستنفد وقته فى جولات خارجية منذ أن تم تعيينه ولم يفكر فى الحضور إلى السودان أو لقاء أصحاب المصلحة أو المتضررين من انتهاكات مليشيا الدعم السريع المتمردة وذلك يأتي فى صياغ التهرب من مواجهة الفاعل الرئيس وأطرافه الخارجية الراعية للتمرد.
ولفت الفحل في حديث لـ ( النورس نيوز) إلى أن توقيت الزيارة تزامن مع جلسة مجلس الأمن الخاصة بمشروع القرار البريطاني الذي تم إجهاضه بإستخدام روسيا لحق الفيتو مما أفشل مخطط زيارة المبعوث الأمريكي فى الزمن الضائع، وقال
إن المبعوث غادر السودان ولن يعود فى ظل الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب وختم مشوارة بالفشل فى إدارة الملف وإنتهت حقبه بيرييلو كما إنتهت مهمه رئيس بعثة اليونيتامس فولكر بيرتس.
سلسلة لقاءات
المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو عقد سلسلة من اللقاءات شملت وزير الخارجية السفير علي يوسف. حيث تمت مناقشة العديد من القضايا السياسية والعلاقات الثنائية والقضايا الإنسانية وكيفية إيقاف الحرب.
كما إلتقى السلطان سعد بحر الدين سلطان عموم دار مساليت ، حيث وقف على الأحداث التي وقعت بولاية غرب دارفور والتي إرتكبت فيها مليشيا الدعم السريع الإرهابية سلسلة من الجرائم الشنيعة في حق المدنيين من تهجير قسري وقتل على الهوية وإغتصاب.
رسائل واضحه
بدوره أعرب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان عن سروره بزيارة السودان ولقائه عدد من المسؤولين بالدولة وزعماء قبائل، مبيناً أن زيارته للسودان تحمل رسالة واضحة من الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تقف بجانب الشعب السوداني، وقال أنه من دواعي الفخر والإعزاز أن تكون الولايات المتحدة من أكبر الداعمين للمساعدات الإنسانية للنازحين في داخل السودان أو للاجئين الذين عبروا الحدود نحو دول الجوار .معرباََ عن سعادته لما حدث من تقدم خلال الفترة الماضية الأمر الذي وسع من فرص حصول المواطنين على الدواء والغذاء، وقال أن بلاده ستظل تعمل مع السودان لضمان حصول أي شخص على المساعدات اللازمة من دواء وغذاء وماء بكرامة.