رئيس مجلس السيادة: لن نذهب للمفاوضات إلا باستسلام المليشيا المتمردة
البرهان: ماقام به المؤتمر الوطني مرفوض …ولا نقبله
استكمال الفترة الانتقالية بعد نهاية الحرب وتطبيع الحياة
جبريل إبراهيم يطلق بشريات للعاملين بالدولة
محافظ البنك المركزي يكشف أسباب استبدال العملة
تقرير اخباري : النورس نيوز
علي الرغم من تعامل اللجنة المنظمة للمؤتمر الإقتصادي الأول الذي نظمته وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي مع الإعلام بصورة لم يقبلها الكثيرين،بيد أن أهمية الحدث الأقتصادي الأبرز في هذه المرحلة جعل الكثيرين من الصحافيين حتي الساخطين علي طريقة اللجنة المنظمة للمؤتمر يتابعونه باعتباره حدثا مهماً لايمكن تجاوزه لأنه جاء في فترة عصيبة ويحمل في جوفه عدة دلالات تحتاجها البلاد لتشكيل ملامح الفترة التي تلي الحرب.
شهد المؤتمر مشاركة واسعة من الجهاز التنفيذي والقطاع الاقتصادي بمختلف تشكيلاته بجانب الحضور الدولي الكبير الذي تمثل في البعثات الدبلوماسية المتواجدة في العاصمة الإدارية بورتسودان وكان فرصة لايمكن تغافلها رغم الهنات هنا وهناك.
البرهان …رسائل في عدة اتجاهات!
حمل خطاب رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان الذي خاطب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العديد من الرسائل في مختلف الاتجاهات وكان حديثه شاملاً غطي معظم القضايا علي رأسها بطبيعة الحال قضية الحرب التي قال فيها انها لن تتوقف إلا باستسلام المليشيا المتمردة وأكد عدم الذهاب لأي مفاوضات لوقف إطلاق النار إلا بعد أن تنفذ المليشيا المتمردة هذا الشرط المهم وهو الاستسلام بالكامل.
وأضاف البرهان أن وقف إطلاق النار مرتبط بفك الحصار عن المدن وفتح الطرق والانسحاب الكامل من القري والمدن التي دنستها المليشيا المتمردة.
تحديات اقتصادية..
كشف البرهان أن السودان يواجه تحديات إقتصادية بسبب الحرب التي قاربت العامين وأنهكت الشعب السوداني وأفقرت جزءً كبيراً منه.
وأوضح البرهان أن هناك كثير من التحديات وقليل من الفرص وأضاف أن إيجاد المعالجات اللازمة للتحديات الإقتصادية يقع العبء الأكبر فيها على عاتق الخبراء والمختصين في الشأن الإقتصادي وأشار إلي معاناة الشعب السوداني من النزوح والتشرد والقتل والإغتصاب منذ إندلاع هذه الحرب التي شنتها مليشيا الدعم السريع الإرهابية ضد الدولة ومؤسساتها، وهي مليشيا مدعومة من الحاقدين والحانقين على الشعب السوداني.
وأعرب عن أمله في أن يخرج المؤتمر بتوصيات قابلة للتنفيذ وتعمل على رفد موازنة الدولة للعام المقبل وقال أن الظروف الإقتصادية التي تمر بها البلاد معلومة للجميع ودعا المؤتمرين للخروج بتوصيات تسهم في تخفيف المعاناة عن كاهل المواطنيين.
وحيا البرهان القائمين على أمر القطاع الخاص الذين ظلوا يبذلون الجهد لضخ الدم في شرايين الإقتصاد الوطني وأشاد بأصدقاء وأشقاء السودان من الدول الشقيقة والصديقة ووكالات الأمم المتحدة الذين وقفوا بجانب الشعب في هذه الأزمة التي يعيشها.
وقال أن السودان سيبني علاقاته وتعاونه مع الدول في المستقبل وفقاً لمحصلات هذه الحرب وذلك تقديراً للمواقف المشرفة للدول التي وقفت بجانبه وساندته وأضاف ” لن تكون هناك مهادنة مع أعداء الشعب السوداني وكل من ساندنا ودعمنا هو صديقنا في المستقبل “.
وقال البرهان نحن نطمئن الشعب بأن هذه الحرب ماضية لنهاياتها وأن المليشيا الي زوال ولن تكون لها فرصة في المستقبل ولا لداعميها.
الموقف الروسي….
وحول الموقف الروسي الداعم للسودان ، قال البرهان ان هناك الكثير من المشككين الذين ذكروا بأن السودان كان موافق على هذا القرار ، والصحيح هو أن السودان لم يوافق عليه باعتبار انه منذ البداية كان قراراً معيباً ويخدش السيادة السودانية ولايلبي مطلوبات الشعب وأوضح أن الحديث حول أن هناك جوع وتشريد وقتل حديث غير دقيق بإعتبار أن كل هذا حدث بسبب هجمات المتمردين ودعم بعض الدول لهم وأضاف القرار لم يتضمن أي إلزام للمتمردين بضرورة الخروج من منازل المواطنين حتى يعودوا لمناطقهم ويمارسوا حياتهم الطبيعية، فضلاً عن أن القرار لاتوجد فيه أي إدانة للمتمردين الذين تسببوا في هذه الازمة.
وجدد البرهان رفض السودان لأي تدخلات خارجية تفرض حلول على السودان وأشار الي أن الحل لهذه المؤامرة موجود في الداخل وتايع أن الحل النهائي هو القضاء على التمرد بإعتبار أن وجودهم يعني استمرار الأزمة مستقبلاً.
تحية المقاتلين ….
حيا البرهان المقاتلين من القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية والمستنفرين الذين لقنوا العدو دروساً في البسالة والشجاعة في مدينة الفاشر وبابنوسة وكافة محاور القتال.
وقال البرهان أن هناك رسالة يجب توجيهها للقوى السياسية بضرورة التوحد خلف القضايا الوطنية وأوضح أن هذا المؤتمر يجب أن يكون مدعوما من القوى الوطنية والسياسية.
وأضاف أن العمل الذي قام به المؤتمر الوطني خلال الأسابيع الماضية مرفوض تماماً ولن نقبل به وزاد قائلاً ” لن نقبل بأي عمل سياسي مناوئ لوحدة السودان” وقال أن الذين يدّعون بأن المقاتلين في معركة الكرامة يتبعون للمؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية ليس صحيحاً وأكد أن هؤلاء المقاتلين منخرطين في معركة الكرامة من أجل الوطن وقضيتهم هي الحفاظ على أمنه وإستقراره واضاف ” نحن لسنا في حاجة لأي صراعات او تشتت.
وضوح الرؤية…
قال البرهان “رؤيتنا واضحة ونقدمها لجميع من يريد مساعدتنا، وهي يجب أن تتوقف الحرب أولاً وخروج المتمردين لمناطق يتجمعوا فيها بعد الاتفاق عليها، ومن ثم يتم تطبيع الحياة وبعد ذلك يمكن النظر في الشأن السياسي وإستكمال الفترة الإنتقالية عبر تشكيل حكومة مدنية من المستقلين من خلال حوار سوداني سوداني يتفق فيه جميع السودانين ليقرروا في مصير ما تبقى من الفترة الإنتقالية.
وأكد أن إستمرار الحرب لايتيح المجال أمام اي عملية سياسية مع ضرورة عدم الخلط بين المسارين الأمني والسياسي.
وزير المالية واستحقاقات العاملين…
بث وزير المالية والتخطيط الاقتصادي الدكتور جبريل إبراهيم تطمينات للعاملين في الدولة بشأن مرتباتهم في ظل هذه الظروف التي تعيشها البلاد بسبب الحرب وأعلن عن إلتزام الحكومة بسداد استحقاقات العاملين بنسبة (١٠٠%) خلال موازنة العام المقبل وأوضح أن ذلك يؤكد حرص الحكومة علي دعم العاملين وتعزيز الاستقرار المالي في البلاد.
وأشار إبراهيم للنجاح الذي حققه الموسم الزراعي السابق، وأكد أهمية هذا الإنجاز في تعزيز الاقتصاد الوطني وكشف عن استعدات مكثفة تجريها الحكومة للموسم الزراعي الشتوي المقبل بهدف زيادة الإيرادات العامة.
تحديات البنك المركزي..
أكد برعى صديق ، محافظ بنك السودان المركزي أن انعقاد هذا المؤتمر يمثل خطوة محورية لمواجهة تداعيات الحرب وتأثيرها العميق على الاقتصاد السوداني. وشدد على أهمية تضافر الجهود الوطنية لإيجاد حلول عملية وواقعية تضمن تعافي الاقتصاد واستدامته في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وأشار المحافظ إلى أن الحرب التي شنتها مليشيا الدعم السريع المتمردة تسببت في تدمير البنية التحتية وتعطيل الأنشطة الاقتصادية في مختلف القطاعات الحيوية، مما أدى إلى تراجع الإنتاج الزراعي والصناعي وخروج عدد كبير من المنشآت عن الخدمة، إلى جانب الضغوط التضخمية التي ألقت بظلالها على استقرار العملة الوطنية. وأضاف أن هذه التحديات تفاقمت نتيجة النهب الواسع الذي طال رئاسات وفروع البنوك، بما في ذلك البنك المركزي وشركة مطابع السودان للعملة، مما أثر بشكل مباشر على المخزون النقدي وانتشار العملات المزيفة.
التعامل مع آثار الحرب…
وفي ظل هذه التداعيات، كشف محافظ البنك المركزي عن السياسات التي تبناها البنك للتعامل مع آثار الحرب. وأوضح أن البنك أطلق سلسلة من السياسات الرامية إلى تحقيق الاستقرار النقدي، شملت ضبط استدانة الحكومة من الجهاز المصرفي، ترشيد استخدام النقد الأجنبي، واستعادة نظم الدفع المصرفية المتضررة وأشار إلى إنشاء محفظة السلع الاستراتيجية برأسمال مبدئي قدره مليار دولار، والتي ساهمت في استقرار سعر الصرف وضمان توفير الاحتياجات الأساسية من السوق الرسمي بدلاً من السوق الموازي.
استبدال العملة ضرورة..
أشار محافظ البنك المركزي ، إلى قرار استبدال العملة الوطنية، ووصف أنه إجراء ضروري لمعالجة الآثار السلبية الناتجة عن انتشار العملات المزيفة ونهب مخزون الأوراق النقدية،وأوضح أن هذا القرار جاء بعد دراسات معمقة وبدأت خطواته العملية منذ بداية العام الجاري، بالتنسيق الكامل مع الجهات الاقتصادية والأمنية ذات الصلة وبإشراف مباشر من مجلس السيادة الانتقالي بهدف حماية الاقتصاد الوطني وتعزيز الثقة في النظام المصرفي.
نظم الدفع والتقنية المصرفية..
وفيما يتعلق بنظم الدفع والتقنية المصرفية، أكد المحافظ أن البنك المركزي بذل جهوداً كبيرة لاستعادة الأنظمة المتضررة وتحديث البنية التحتية المصرفية،وشملت هذه الجهود إعادة إنشاء المحول القومي للقيود، والذي سيتيح استئناف خدمات المصارف مثل البطاقات المصرفية ونقاط البيع. وأشار إلى استعادة نظام الصادر والوارد والربط بين البنك المركزي والوزارات والمؤسسات ذات الصلة لضمان استمرارية عمليات الصادر بشكل فعال وتقليل المخاطر المرتبطة بها.
وفي إطار تعزيز الشفافية والحوكمة الرشيدة، أكد أن بنك السودان المركزي يعمل على تحديث الأطر التشريعية المنظمة لعمله، بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية.
وشدد المحافظ على أهمية بناء شراكات استراتيجية مع مختلف الجهات الوطنية والدولية لتعزيز المناخ الاستثماري ودعم جهود التعافي الاقتصادي.
وعبر محافظ بنك السودان المركزى عن شكره وتقديره لجميع المشاركين في المؤتمر ولمن ساهم في تنظيمه، وأكد أن البنك المركزي ملتزم بدعم جميع الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي وإيجاد حلول مستدامة للتحديات الراهنة ودعا إلى مواصلة التعاون والعمل الجماعي من أجل بناء اقتصاد قوي يلبي تطلعات الشعب السوداني.