محافظ مشروع الجزيرة المهندس مصطفي ابراهيم علي (للنورس نيوز): هكذا نتجاوز تحديات الموسم الشتوي
انطلاق عمليات حصاد 200 ألف فدان “قمح” بمشروع الجزيرة
حاوره: رضا حسن باعو
بث محافظ مشروع الجزيرة المهندس إبراهيم مصطفي علي تطميناته للمزارعين بالمشروع وأكد أن إدارة المشروع تعمل ليل نهار من أجل تذليل كافة العقبات التي تواجه العروة الشتوية للمزارعين وأشار إلي أنها تتمثل في الري وتطهير القنوات والترع وإزالة الاطماء منها وكشف عن تدمير كبير طال آليات الري بالمشروع من قبل مليشيا الدعم السريع التي قال أنها عمدت علي فعل ذلك من أجل أن تحدث فجوة غذائية باعتبار أن المشروع يسهم في توفير الغذاء للشعب السوداني وأضاف لكن رغم ذلك نقول لهم لن يجوع إنسان السودان واثني علي المجهود الكبير الذي يقوم به المزارعين في كافة تفاتيش المشروع،حاثا إياهم علي ضرورة التوسع الرأسي في الزراعة لزيادة الإنتاجية وقال أي مزارع لديه القدرة علي زراعة أي مساحة عليه أن لا يتأخر عن ذلك رداً علي الساعين لتدمير المشروع وإحداث مجاعة بالبلاد.
وكشف علي في حوار مع ( النورس نيوز) عن مجهودات كبيرة جداً تقوم به الإدارة العليا للمشروع لتذليل كافة العقبات التي تواجه المزارعين وأكد أن مزارعي الجزيرة قدموا نموذج وقاموا بعمل كبير رغم الظروف التي تعيشها البلاد وأكد أن المساحات المستهدفة للزراعة في العروة الشتوية سيتم تحقيقها بفضل جهود المزارعين.
واثني محافظ مشروع الجزيرة علي ماظلت تقوم به إدارات المشروع المختلفة وأشار إلي أنهم ظلوا في مواقعهم بالعاصمة الإدارية لولاية الجزيرة المناقل الأمر الذي كان له أثرا كبيراً في تذليل الصعاب وأشار للدور الكبير الذي قام به والي الجزيرة الطاهر ابراهيم الخير واهتمامه بالمشروع.
الكثير من القضايا نناقشها مع محافظ مشروع الجزيرة في ثنايا الحوار التالي:
ماهو حجم الدمار الذي طال مشروع الجزيرة علي يد المليشيا المتمردة ؟
من الواضح جداً أن مشروع الجزيرة كان مستهدف من المليشيا بعد دخول الجزيرة حيث تم نهب الآليات والاستيلاء علي كميات كبيرة من المدخلات الزراعية في الأيام الأولي ، وتم الاستيلاء علي كل المتحركات من تركتورات بكل المقاسات والاليات المتطورة التي تقدر باكثر من خمسين آلة ،بجانب نهب كل السيارات الخاصة بالمشروع من عربات صالون وبكاسي ،كما تم التعدي علي الورش والمحالج والمخازن وحتي اثاثات المكاتب تم نهبها وكذلك المولدات والموتورات ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تم نهب المزارعين محاصيلهم التي حصدوها ولازال يمارسون ذلك في بعض المناطق التي يتواجدون فيها.
كيف تعامل المزارعين بعد كل ماحدث؟
المزارعين امتصوا هذه الصدمة وعادوا الي مزارعهم وأعمالهم ففي الموسم الصيفي تم زراعة أكثر من (٦٠٠) ألف فدان بجهد خالص من المزارعين علي الرغم مما حدث لهم ،لكنهم لم يستكينوا،وطبعا قنوات الري والترع تعرضت لتكسير وتدمير ممنهج لكن ربنا سبحانه وتعالى عوضنا بأمطار غزيرة ساهمت في إنجاح الموسم الصيفي بعدما قام المزارعين بجميع العمليات الفلاحية ،وبدأنا الآن الاستعداد للموسم الشتوي واجهتنا مشاكل أكثر مما حدث في الموسم الصيفي ،لان قنوات الري تعرضت كما أشرت لتدمير بالكامل لكن بفضل الجهود الكبيرة التي قام بها عضو مجلس السيادة مسؤول القطاع الاقتصادي الفريق مستشار إبراهيم جابر ووزارتي المالية والري بالإضافة لوزارة النفط الذين قاموا باعانة إدارة المشروع في توفير احتياجات الموسم الشتوي خاصة الوقود الذي تناقصت أسعاره الآن خاصة بعد فتح طريق ربك سنار ،حيث فرنا أكثر من (٥٠٠) ألف لتر جازولين عبر وزارة النفط.
ماهي المعالجات لمشكلة الري باعتباره عصب المشروع؟
الان وصل وكيل وزارة الري لمحلية المناقل العاصمة الإدارية للولاية والتقي بمدير إدارة الري بالمشروع وكل الإدارات الموجودة التي لم تغادر الولاية ونشكرها علي ذلك كما نشكر والي الولاية الطاهر ابراهيم الخير لدوره الكبير في تذليل كافة الصعوبات لإدارة المشروع وفي ظل هذه الجهود، نتوقع أن تنتهي مشكلة الري بعد الاجتماع مع أصحاب الآليات الخاصة هناك عبر وكيل وزارة الري وباذن الله في غضون الأيام المقبلة ستكون هذه المشكلة قد حلت تماماً ، وقمنا بحصر الآليات ووفرنا لهم الوقود وتم توزيعها علي المناطق المستهدفة.
هل هناك مشكلة أخري تواجهكم ؟
تبقت المشكلة الثانية وهي مشكلة التقاوي المحسنة لأنها أساس الإنتاج ونبهنا المزارعين ولازلنا ننبهم لضرورة الاستفادة من تقاويهم الموجودة لزراعة كافة المساحات المستهدفة،ونبهنا المزارعين لضرورة الاهتمام بهذه التقاوي خاصة وأننا لدينا مساحة (٧٠) ألف فدان تمت زراعتها تقاوي بالجهد الذاتي للمزارعين بالإضافة للتنسيق مع الشركات العاملة في مجال التقاوي ،وكذلك مستوردي المبيدات في القطاع شاركوا مشاركة فعالة ووفروا كميات كبيرة من المبيدات.
كم تبلغ المساحات المستهدفة في الموسم الشتوي؟
المساحة المستهدفة حوالي (٣٠٠) ألف فدان قد تتناقص أو تزيد حسب الترتيبات التي نقوم بها لكن لانتوقع أن تنقص عن (٢٥٠) ألف فدان، ووجهنا الشركات التي تعمل في مجال الأسمدة للجلوس مع البنك الزراعي لتوريد الأسمدة المختلفة ، والمبيدات الورقية والحشائشية، وتوجهت هذه الشركات للبنك الزراعي للترتيب لأمر المبيدات والأسمدة أيضاً قام البنك الزراعي بتوجيه التقاوي الموجودة لديه من الداب لتوزيعها علي المزارعين، ونحن نعمل جاهدين علي تسهيل كل الوسائل التي تسهل التمويل للمزارعين لإنجاح الموسم الشتوي.
من المعلوم أن المزارعين أساس هذا العمل ماذا تقول لهم؟
نقول لاخوتنا المزارعين الذين يبادرون علي تمويل زراعتهم ذاتياً أننا مع بعض نتجاوز هذه التحديات ونعبر بها لتحقيق إنتاجية عالية مثلما حدث في الموسم الصيفي، ونقول لهم لابد من التوسع الرأسي ونحن ساعين للتوسع الرأسي حتي نتمكن من زيادة الإنتاج في هذا الموسم، ونطمئن المزارعين بأن الدولة في كل مستوياتها هي سند لهم من أجل تحقيق الإنتاجية المستهدفة،حتي تغطي الجزيرة مثلما كانت الحوجة.
ماهي مساهمة الجزيرة في الحوجة الكلية للبلاد؟
المعلوم أن الجزيرة كانت تغطي حوالي (٣٥%) من حاجة البلاد إذا كان مثلاً الحوجة ثلاثة ملايين طن فإن الجزيرة لوحدها تنتج أكثر من مليون طن وهذا لابد له من تضافر الجهود بين كافة الجهات وزارة الزراعة ووزارة الري والبنك الزراعي بالإضافة للمزارعين، وكل البنوك المتخصصة وأخوانا في اتحاد منتجي التقاوي ، واتحاد مستوردي المبيدات والأسمدة وكل من له صلة بالعملية الزراعية،ومن هنا لابد أن نشيد بالاعلام والتحية لدوره الكبير و(للنورس نيوز) خاصة فالإعلام هو أحد أهم مدخلات الإنتاج الزراعي بالتوعية والإرشاد والمتابعة، وتمليك المعلومة واضحة والشفافية في طرح الموضوعات والقضايا ذات الصلة بالشأن الزراعي.