تفجرت الأوضاع بشكل مفاجئ داخل حزب المؤتمر الوطني المحلول خلال الإسبوع الماضي نتيجة قرار مجموعة ما لعقد مجلس شورى الحزب في الظروف الراهنة مادعا المكتب القيادي للحزب إعلانه عدم الاعتراف بأي إجتماع لمجلس الشورى يتعارض مع ما نص عليه النظام الأساسي، وعدم قبول أي نتائج تترتب على مثل هذا الاجتماع،كما وجه المكتب من وُجهت له الدعوة لحضور الإجتماع بعدم الإستجابة لها، حتى لا يشارك في عمل يخالف النظام الأساسي ولوائح الحزب، مما قد يُسهم في تفكيك صفوف الحزب.
تقرير إخباري – النورس نيوز
إختيار رئيس
في ظل هذه التطورات إختار الإجتماع السري لمجلس شورى حزب المؤتمر الوطني المحلول، الخميس، أحمد هارون، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، رئيسًا للحزب وسط خلافات حادة تهدد بانقسامه.
وترفض مجموعة المكتب القيادي للمؤتمر الوطني إجراءات مجلس الشورى التي انتخبت هارون خلفًا لرئيس الحزب المكلف إبراهيم محمود حامد.
بيان توضيحي
وقال المكتب القيادي للحزب أن ثلث الأعضاء أو المكتب القيادي للحزب لم يطلبوا عقد دورة فوق العادة نسبة للظروف التي تمر بها البلاد وأن كل دورات الانعقاد عادية كانت أم فوق العادة فإن المكتب التنفيذي هو الذي يعتمد المسائل التي تعرض على مجلس الشورى، وأشار المكتب القيادي للحزب في بيان عاصف له أنه يقدر أن الوقت الحالي ليس مناسباً لانعقاد دورة لمجلس الشورى بسبب إنشغال العضوية بالقتال ضد التمرد وإستشهاد الكثير منهم، وأوضح أن واقع الاستقطاب الحاد وسط العضوية والمحافظة على سلامة المجتمعين هي الأخرى تبرر تأجيل الإجتماع في هذا الوقت وأن الحكمة تقتضي المحافظة على وحدة صف الحزب وكشعب وألا تُثار أي مواضيع خلافية في هذا الظرف فتكون ثغرة ينفذ الأعداء من خلالها ، وقال إن الذين قاموا بتنفيذ المؤامرة على الحزب والدولة والشعب السوداني عام 2019 وزجوا بقياداتنا في السجون هم الذين يعملون الآن لشق الصف بالإصرار على إقامة اجتماع لمجلس الشورى، وطالب عضوية الحزب عامة وعضوية مجلس الشورى خاصة للالتزام بمواثيق الحزب وقرارات مؤسساته لمواجهة التمرد ومن يقف خلفه.
خلافات مرحلة
أعتبر رئيس القطاع السياسي لحزب الأمة فتحي حسن أن خلافات المؤتمر الوطني مرحلة وخلافات مراكز قوة داخل التنظيم وهو حاكم في إطار التنافس على السلطة داخل التنظيم أو الدولة.
وقال حسن لـ ( النورس نيوز ) أن سقوط النظام حمل معه أن هنالك مجموعة خانت الحزب مع اللجنة الأمنية وأدت لسقوط النظام ما أدى لعداء مكبوت بين مجموعات كثيرة داخل الحزب، وأشار إلى أن الخلافات غير مبررة وليس لديها منطق سواء العداء الشخصي، وقال إن سقوط النظام كان يفترض أن يكون فيه عظة وعبرة لقادة الموتمر الوطني ليعكفوا عبر دراسة لجميع أسباب الخلافات والفشل الذي قادوا به السودان وأضاف :(نحن نجني الثمار المرة لزراعة الموتمر الوطني) من رعايته للمليشيا.
وقال رئيس القطاع السياسي لحزب الأمة فتحي حسن كان المأمول أن يعمل الحزب مراجعات أساسية وينتطر دوره في الإنتخابات، موكداََ أن الخلافات ستستمر طالما أن الرغبة من يقف على رأس الحزب الذي فيه ملامح الإتحادي الإشتراكي، وأوضح أن التشظي الذي حدث في الحركة الإسلامية إنعكس على الوطني.
تخوف إنشقاق
وحسب متابعات (النورس نيوز) فإن الخلافات تأتي في ظل تكتل غير معلن بين مجموعة يقودها إبراهيم محمود وأخرى يقودها الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي.
فيما كشفت مصادر صحافية عن إن الخلافات داخل المؤتمر الوطني المحلول تكمن في الصراع حول كابينة القيادة وتسمية رئيس الحزب، واعربت المصادر عن تخوفها أن تأخذ الصراعات منحى خطيراً داخل الحزب بمغادرة قيادات بارزة، حال لم يتم تدارك الأمر.
ويخشى قادة الوطني بأن تشكل الخلافات بوادر إنشقاق داخل الحزب كأول مفاصلة داخله عقب خروج المؤتمر الشعبي بزعامة الراحل عبدالله الترابي.
أمر ملح
القيادي بحركة العدل والمساواة حسن إبراهيم يقول بأن تباينات الرؤى داخل المؤتمر الوطني لم تكن وليدة اليوم بل كانت حتى قبل سقوط حكومة الحزب إذ كان هنالك أصوات ناقدة لأداء الحزب وللحكومة وبالتالي ما يجري اليوم هو نتاج لذلك الحراك الناقد بل أن عدد من قادة الحزب يحملون قيادات بعينها مسؤولية سقوط حكومة الحزب والسقوط الشعبي الذي سبق التغيير.
وأشار إبراهيم في حديث لـ ( النورس نيوز ) إلى أن
تعاطي الحزب مع تجربته من حيث النقد والتقييم لم تكن بقدر أهمية ذلك النقد الذي بلا شك نتائجه سيحددها مسار الحزب ووجوده، ببساطة إن الحركة الإسلامية السودانية مشهود لها بتغيير جلدها في كل محطة تعتقد أنها عبئاََ عليها.
ولا يخفي أن كثيرين من قيادات الحزب سيما الشباب يعتقدون أن الحزب بشكله الحالي لم يكن مقبولاََ للشارع بل يهدد بقائه بالتالي إعادة هيكلة الحزب بالشباب وقيادات الصف الثاني والثالث أمر ملح، لكن في نهاية المطاف هذا التباين طبيعي جدا كنتاج للحمل الثقيل الذي تحمله الحزب طيلة العقود الثلاث وبالتالي طبيعي ان تكون هناك خلافات
وأعتقد درجة من الواقعية مطلوبة للخروج من هذه الخلافات بحزب أكثر انفتاحاََ وتفهماََ للواقع السوداني استناداً لنقد موضوعي مطلوب من الحزب وقياداته، إن حدث ذلك النقد أكيد ستكون المخرجات مهمة خاصة وان الإسلاميين لديهم تجربة ثرة في التعاطي مع الأزمات وتخطي المراحل الصعبة التي اعترت الحركة والحزب خلال عقود من التجربة السياسية.
صراع قادة
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يوسف عبد المنان قال معلقاََ على تطورات الأحداث بحزب الموتمر الوطني المحلول
(مرةََ أخرى تطل فتنة حظوظ النفس على التيار الإسلامي الوطني ويصطرع قادة حزب المؤتمر الوطني في الوقت الذي يدافع فيه شباب الإسلاميين مع آخرين من أبناء الوطن عن البلاد ويخوضون حرب الوجود ويسندون القوات المسلحة وفي أي ساعة من أيام الاسبوع والشهر تصعد روح مجاهداََ لبارئها فداءاََ لتراب السودان وتقترب ساعة النصر يوماََ بعد الآخر وفي هذا الوقت الذي تنزف جراح الجزيرة وتستباح هلالية جعفر محمد عثمان وتحاصر المليشيا أحياء الفاشر وتتعرض الأبيض للحصار اللئيم لايتعلم قادة حزب المؤتمر الوطني من التاريخ وتجربة انقسام الرابع من رمضان شاخصة بكل سوءاتها.
وأضاف عبد المنان في منشور على صفحته بال(الفيسبوك) (هاهم قادة الحزب الكبير يعيدون الماضي وصراع السلطة الذي دفن سلطتهم في التراب قادة المؤتمر الوطني لايتعلمون من تاريخ مخزي من الشقاق والصراع حول من يقود الحزب في المرحلة القادمة وتطفح مقالات صحافية هنا وهناك من المشفقين والحادبين لإيقاف مسار الفتنة وبداية صراع يمثل نهاية لهذا الحزب إذا لم تفلح جهود التهدئة التي يقودها شباب الحزب لإصلاح مابين الشيوخ من خلافات وصراعات وقد إفتقد الحزب أهل البصيرة لذلك يتصارعون حول كرسي بلا قيمة في الواقع المر.