لكل زمان أبو رغال ..!!الطاهر ساتي … يكتب… مطار دنقلا.. إعادة حياة..!!
الطاهر ساتي
:: (٥٧١ م)، عام الفيل، فيه قرر ملك الحبشة أبرهة غزو مكة و هدم الكعبة الشريفة، و تأخر عن تنفيذ قراره .. فالأحباش لايعرفون مكة وشعابها، وكان أبرهة بحاجة إلى مرشد..!!
:: جاءوا إليه بالكثير من العرب، وعرض عليهم الكثير من المال، مقابل العمل مرشدين لجيشه حتى يصل مكة ويهدم الكعبة، ولكنهم رفضوا .. رفضوا تماماً..!!
:: و بعد كثير بحث و طويل انتظار، وجدوا ضالتهم في رجل يُدّعى زيد بن مخلف وكان ملقب بأبي رغال.. عرضوا عليه المال مقابل العمالة لصالح جيشهم، فوافق الحقير ..!!
:: أبورغال، دليل جيش أبرهة، لم يكن من أعيان مكة و أشرافها و فرسانها، بل كان من دهماء بني سقيف و رجرتها .. أدى مهمة الخيانة، ولقى مصرعه – مع أصحاب الفيل – بحجارة من سجيل ..!!
:: و اليوم ليس هناك أثراً لمقابر جيش أبرهة المُباد في بطحاء مكة.. ولكن لحكمة يعلمها الله، فان قبر أبو رغال معروف بوادي مغمس، تلعنه المارة والسيارة على مدار الساعة، و الى يوم الساعة ..!!
:: و صحيح هُلك مرشد جيش أبرهة، ولكن لم تُهلك الخيانة والعمالة و إرشاد الغزاة لهدم الأوطان ونهب ثرواتها،أي لكل زمان أبو رغال .. وأبو رغال هذا الزمان هو تقدم حمدوك..!!
:: تقدم، الحرية والتغيير سابقاً، والمسمى شعبياً (٤ طويلة) .. والمصطلح – ٩ طويلة – حيلة للنهب والخطف، و لُقب به نشطاء حمدوك عقب خطفهم لثورة الشعب بتواطؤ العساكر..!!
:: و بعد فقدان السلطة المسروقة تحت سمع وبصر ومساعدة العساكر، لم يجد حمدوك ونشطاء تحالفه وظيفة يقتاتون منها غير إرشاد كل ماهو أجنبي الى بلادهم، ليحكموا تحت حمايته..!!
:: فالاتفاق الاطاري الذي قادنا إلى الحرب – حسب قول الهالك – مهندسه فولكر و اللجنة الرباعية، أي أجانب .. كانوا يبرئون الإطاري من الحرب، وسكتوا بعد توضيح حميدتي علاقة الإطاري بالحرب..!!
:: وبعد فشل انقلاب حليفهم الهالك، هربوا إلى الامارات و اثيوبيا وكينيا، ليس بحثاً عن ملاذات آمنة كما يفعل اللاجئين، بل بحثاً عن رافعة أجنبية تعيدهم الى السلطة ..!!
:: هربوا تاركين جنجويد حليفهم
يقتل و يغتصب وينهب..دعموه بتبرير جرائمه تارة وبمساواته مع الجيش تارة أخرى .. دعموه لينتصر و يصبح حصان طروادة الذي يعيدهم الى السلطة ..!!
:: لم – ولن – يحقق الجنجويد نصراً يُعيد عملاء المرحلة إلى السلطة، وهم يعلمون ذلك، ولذلك خرجوا بما يسمونها بالمناطق الآمنة المحمية بالقوات الدولية، لحماية المدنيين ..!!
:: صدقاً، لكل زمان أبورغال، وأن أبو رغال هذا الزمان تقدم حمدوك..فالمناطق الآمنة ما هي وظيفة لنشطاء تقدم حمدوك، بحيث يكونوا مرشدين للمنظمات و القوات الدولية ..!!
:: يهربون من اتفاق جدة، ومن مجرد الحديث عنه، رغم أن حماية المدنيين تتجلى في نصوصه، وذلك متى ما التزم جنجويد حليفهم بالخروج من بيوت ومرافق المدنيين..!!
:: لن يطالب تقدم حمدوك حليفه العسكري بتنفيذ اتفاق جدة الذي يحمي المواطنين .. حمدوك يعلم بان بيوتهم التي أُخرجوا منها هي أرحب المناطق الآمنة، و ليست خيم المنظمات..!!
:: هو يعلم ذلك، ولكن الخطة هي تجميع المواطنين في خيم المنظمات، وإبقاء الجنجويد في بيوت المواطنين..ثم تأتي القوات الدولية وتحمي قاطني الخيم و سكان البيوت ..!!
:: وليس مشروع توطين الجنجويد في بيوت الناس فحسب، بل لتقدم حمدوك مشروع آخر أيضاً .. وهو حظر سلاح الطيران أيضاً، لكي لايقتل ويزعج المغتصب المحتل لبيوت المدنيين ..!!
:: تخيلوا الفكرة..إخراج المواطنين من مناطق إنتشار الجنجويد، وجمعهم في معسكرات تحرسها قوات دولية ..وترك البيوت للجنجويد، مع حمايتهم من الجيش بحظر سلاح الطيران ..!!
:: بفكرة المناطق الآمنة يسعى تقدم حمدوك أن يُحقق لجنجويد آل دقلو ما عجزوا عن تحقيقه بالقتال، وهو أن يقتلوا وينهبوا ويغتصبوا ثم يناموا مطمئنين في بيوت الناس ..!!
:: ولكن هيهات..لن يبقى أحدهم مطمئناً، لا الجنجويد الذي يقتل ويغتصب وينهب في البلاد، ولا أبو رغال الذي يُحرّض و يُبرر بالمنافي .. والأخير هذا من بحاجة إلى (أوكار آمنة)، ليختبئ فيها من لعنات الشعب ..!!