القاهرة : هبة علي
ترحيب سوداني واسع بفوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، مع توقعات بحدوث تغييرات في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمر الذي اعتبره مراقبون محليون أنه سينعكس تلقائياً على ملفي الحرب والسلام في السودان فيما قلل آخرون من حدوث تغييرات بالملفين على المدى القريب..
وهنأ رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان، الرئيس الأميركي بفوزه بالانتخابات الرئاسية.
وقال البرهان في تغريدة على منصة “إكس”، “أتقدم بالتهنئة للرئيس دونالد ترامب على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، متمنيا له التوفيق كما أتطلع أن تتطور علاقة بلدينا خلال فترة رئاسته لما فيه مصلحة البلدين.
بالمقابل قال المكتب الإعلامي لقائد قوات الدعم السريع، إن محمد حمدان دقلو “حميدتي” بعث رسالة تهنئة لدونالد ترمب بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأعلن قائد الدعم السريع، محمد حمدان “حميدتي”، استعداده للتعاون مع الإدارة الأميركية الجديدة، في أي جهود تهدف لتحقيق السلام في السودان.
وقال “حميدتي”، “تهانينا مرة أخرى لترمب ونائبه بفوزهما بالانتخابات الرئاسية الأميركية”، وأضاف، أن فوزهما يضع أميركا والعالم في حقبة جديدة من التاريخ.
من جانبها هنأت القوى السياسية والمدنية والحركات المسلحة ترامب، وقد تطلعت قوى الحـرية والتغيير أن تكون الدورة الرئاسية الجديدة للرئيس دونالد ترامب ووعده بإنهاء الحروب فتح لطريق السلام وبارقة أمل لوقف الحرب في السودان وبلوغ سلام شامل دائم واستعادة الحكم المدني الديمقراطي واستئناف خطوات إعادة إدماج السودان في المجتمع الدولي، بحسب بيانها أمس.
وقد تعاملت الولايات المتحدة الأمريكية مع الحرب في السودان فور اندلاعها عبر إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن داعيةً إلى وقفها فوراً بجانب رعايتها لمساعي الحل التفاوضي مع المملكة العربية السعودية عبر منبرة جدة الأول والثاني وتعيين مبعوث خاص للسودان ودعوتها ورعايتها لمفاوضات جينيف التي حققت إختراق بفتح معابر لدخول المساعدات الإنسانية، كذلك استخدمت الولايات المتحدة سلاح العقوبات ضد شخصيات وشركات تتبع او تدعم طرفي الحرب..
خبير العلاقات الدولية د. راشد محمد أوضح أن الإدارة الأمريكية تمتلك استراتيجية متقدمة في التعامل مع ملفات الشرق الأوسط بشكل عام، والتركيز على السودان على حدا نسبة للموقع الجيواستراتيجي حيث ساحل البحر الأحمر والدولة الغنية بالموارد الكبيرة.
وأشار إلى أن السودان في الاستراتيجية الأمريكية يقع في المنطقة المظلة وتمت إزالة التظليل منها في العام 2020 واعيدت للتظيل في العام 2021، بمعنى اعيدت السودان لمنطقة الظل الاستراتيجي الأمريكي اي المنطقة الباردة في التعامل، لا تتفاعل معها أي إدارة سواء كانت ديمقراطية او جمهورية ويظل التعامل مع السودان عبر منظومة الدول المفتاحية الموجودة في المنطقة، وكانت الأدوار السياسية مشتركة بين الرياض و أبوظبي ومابين كمبالا ونيروبي.
راشد قال لـ”النورس نيوز” : “بناءاً على هذه الفرضية المتقدمة أجد أن فوز ترامب يغير نظرة المستشارين الذين يضعون المسار الافتراضي للسياسة الخارجية الأمريكية بناءاً على منطقة الظل الاستراتيجي الأمريكي” ، لافتاً إلى أن هذه المنطقة لايمكن تحريكها إلا بعد إيجاد حليف قوي موجود بالقرب من الخرطوم يدفع بإتجاه التعامل مع واشنطن بحسب لغة المصالح وليس ترك الدولة في منطقة الظل.
وأردف:” لا أعتقد أن ترامب سيتحرك كثيراً في ملفي الحرب والسلام في السودان ربما يغير المبعوث و وزير الخارجية ولكن تبقى المسائل قائمة على مستشاري الأمن الأربعة الذين سيتم تعيينهم من قبل إدارة ترامب في البيت الأبيض وهم من يحددون المسار”.
أما المحلل السياسي طاهر المعتصم فيرى أن فوز الرئيس ترامب مرة ثانية في الانتخابات فوز ساحق لديه دلالات كبيرة
في إدارة الملف السوداني، قاطعاً بعدم إمكانية الحكم قبل مضي حوالي 6 أشهر باعتبار أن الإدارة الأمريكية الجديدة أو أن تنصيب الرئيس سيتم في أواخر يناير من العام 2025،وفي العادة تظل الإدارة لمدة تترواح بين (3_4) شهر في عملية التسليم والتسلم بالتالي هنالك حوالي 6 أشهر حتى تستبين أي تغييرات.
و أوضح المعتصم من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” أن ملف السودان ليس في أولويات الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار أن الحليف الأوربي عبر حرب أوكرانيا مع روسيا من الملفات ذات الأولوية، ثانياً ملف غزة و لبنان إضافة إلى الملف الإيراني، وكلها لديها أولوية أكبر.
ونوه إلى أن السودان لايقع على سلم الأولويات رغم تعاطي الإدارة الأمريكية عبر مبعوث من وزارة الخارجية الأمريكية، وبذات المستوى يمكن أن تكون التغييرات في الملف في طريقة إدارته وليس في توجهاته لأن المؤسسات الأمريكية لديها استراتيجيتها في التعامل مع الملفات الخارجية، وربما تستخدم الإدارة الجديدة أسلوب جديد يتميز بالسرعة في حسم الأمور وفي المساومات للحصول على حلول وصفقات بطريقة اسرع.