حوار- هبة علي- أوضح القيادي القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي وجدي صالح الجهود التي تبذل من جانب القوى السياسية والمدنية في إطار وقف الحرب، مشيراً إلى أن موقفهم الرافض للحرب لا يعني الحياد، مبيناً مراميهم في كيفية وقف الحرب، وأبان صالح من خلال حوار “النورس نيوز” معه رؤيتهم لمستقبل الدعم السريع، وكشف أسباب بطء محاكمات عناصر النظام السابق التي كانت خلال الفترة الانتقالية..
للحراك المدني والسياسي جهود مهمة في وقف الحرب
تحقيق العدالة كان أكبر نقطة ضعف لهذا السبب (….)
..
لا نتوهم أن يأتي إلينا أحد أطراف الحرب بديمقراطية او كرامة
_تتبنون موقف (لا للحرب) مع عدد من القوى السياسية والمدنية، ماهي المجهودات التي بُذلت في هذا الموقف؟
للحراك المدني والسياسي جهود مهمة جدآ ومن الجهود البارزة التي أعلنت رفضها للحرب بشكل مباشر وجمعت عدد كبير من القوى السياسية والمدنية هو إجتماع القاهرة خلال الفترة الماضية والذي أتى تحت شعار معناً من أجل وقف الحرب، البيان الختامي أكد على ضرورة وقف الحرب ورعاية مصر لهذا الإجتماع له مدلولاته إجتماع القوى المدنية لأول مرة مع بعضها البعض وهي القوى الرافضة للحرب وقوى داعمة للحرب ورغم عدم توقيعها على البيان الختامي حضورها كان أمر جيد، إجتماع أديس أبابا جمع العديد من القوى سواء كانت موجودة داخل تكتلات او خارجها فلأول مرة تشارك الحركة الشعبية وكذلك لأول مرة يجتمع حزب البعث العربي الإشتراكي وأيضاً حركة تحرير السودان قيادة عبد الواحد نور وتم التشاور حول وقف الحرب وأطراف الحوار السوداني والعملية السياسية التي تعقب الحرب، وكانت خطوة في الإتجاه الصحيح.
_ هل من تطورات؟
التطورات تمضي في طريق أن القوى المدنية تتقارب إلى بعضها، الكل يعلم أن ليس هنالك جبهة مدنية واحدة لكن هنالك موقف مدني موحد وهو الموقف الرافض للحرب.
_ هل خصم موقف الحياد من رصيد القوى السياسية؟
الوقوف ضد الحرب ليس موقف حيادي بل هو موقف وموقف إيجابي للقوى السياسية والمدنية التي لديها مشروع لوقف الحرب و وضع البلاد في المسار الديمقراطي وهذا مشروع ليس له علاقة بأي طرف في الحرب علمآ بأن الحرب التي اشعلها طرفي النزاع هدفها القضاء على ثورة ديسمبر وهذا هدف أساسي، هذه القوى لن تصطف بجانب أي طرف من أطراف النزاع بأي شكل لأن الاصطفاف يجعلك جزء من المعركة وبالتالي جزء من الحرب التي لايمكن أن تحقق أي هدف من الأهداف التي تتطلع إليها هذه القوى،والحلول تعبر عن رغبة الجماهير وارادتها وتطلعاتها والجماهير يمكن أن تمارس ضغط حقيقي في داخل وأيضا بالخارج على القوى الإقليمية التي تعمل على إيقافها، والطريقة التي ستتوقف بها الحرب هي التي ستحدد مرحلة ما بعد الحرب.
من حيث المبدأ نحن مع أي جهود تبذل لوقف الحرب بالتالي الجهد المبذول في جنيف كنا قد دعمناه رغم أننا لم نرفع سقف التوقعات أكثر من المنطق والمعقول وكان هدفها فتح الممرات الآمنة وقد تم ولم تتمكن الأطراف من وقف دائم لإطلاق النار
_ في رائكم ماهو مستقبل الدعم السريع؟
لايوجد اي مستقبل لأي قوى عسكرية خارج إطار القوات المسلحة، ونحن نعمل جاهدين أن تكون هنالك مؤسسة عسكرية واحدة.
_ يرى البعض أن التفريط في الثورة قاد إلى الوضع الحالي.. ماذا ترى؟
هذه ليست الثورة التي كنا نريدها وفرضت علينا أشياء كثيرة و تقديرات عديدة وماحدث لم يبلبي تطلعاتنا ولا تطلعات الثوريين، فمنذ توقيع الوثيقة الدستورية أصبحنا محكومين بالدستور وليست هنالك هنالك شرعية ثورية، أي أصبحنا محكومين بتوازن القوى الذي حدد لنا المسار والاختصاصات وأصبح لدينا شركاء غير مؤمنين بالثورة والقيم الديمقراطية و وضحت النتيجة بإنقلاب 25 أكتوبر والذي شهده جميع الشعب السوداني بأيدي مايسمى آنذاك بالمجلس العسكري، ومن خلال ماجربناه يجب أن لا نعيد ذات الأمر لأننا إذا جربنا المجرب ستحيق بنا الندامة، الصراع كان واضح بيننا كمدنيين وعسكريين في مجلس السيادة والمؤمرات لكن بعد الإنقلاب الرؤية أصبحت واضحة و وقوف النظام البائد خلف العسكريين أصبح أكثر وضوحاً فقد رأيناهم ينفذون إعتصام (الموز) القصر.
_ عناصر النظام البائد كانت تحت أيديكم.. لماذا لم تحاكموهم؟
أكبر نقطة نقطة ضعف في الفترة الانتقالية كانت هي تحقيق العدالة بسبب أن أجهزة العدالة ومؤسسات العدالة وانفاذ القانون كانت مخترقة وممكن بها فلول النظام البائد وبقدر محاولتنا تفكيك ذلك من داخل المؤسسات العدلية ورغم المقاومة إلا أن المقاومة كانت أكبر وللأسف بعض خلافات مكونات قوى الثورة وتضارب بعض المصالح سهّل لهم تمرير مخططهم خلال محاكمتهم إبان الفترة الإنتقالية والتي امتدت تقريبآ لمدة عامين، المؤامرة كانت تُبطئ الإجراءات وطبيعة الجلسات التي كانت تتم لاتتجاوز مرة اجرائية واحدة حتى حين اشتعلت هذه الحرب لم يكن من بينهم مدانين والآن جميعهم خارج السجون والبعض منهم خارج السودان.
_ حاليآ يمكن أن نقول ان هذه العناصر افلتت من العقاب؟
لن يفلت أحد من العدالة ولن يفلت احد من العقاب لأن مبدأ الإفلات من العقاب يكرس لإعادة ارتكاب الجريمة مرة أخرى
وماذا عن بعد الحرب؟
لا نتوهم أن يأتي إلينا أحد أطراف الحرب الآن بديمقراطية او عدالة او كرامة لأن الحرب في حد ذاتها ضد كرامة الإنسان وحقوقه، لقد حموا السجون واخرجوا عناصر النظام البائد من المعتقلات لأنهم حلفاؤهم في الانقلاب وحلفاؤهم في هذه الحرب.