والي الخرطوم يدفع بحوافز تشجيعية لاستعادة النشاط التجاري بأمدرمان
وصف مفوض العون الإنساني بولاية الخرطوم خالد عبد الرحيم، أوضاع مواطني الخرطوم في مناطق سيطرة الجيش بالمتحسنة بعكس مناطق سيطرة الدعم السريع التي تعاني أوضاعاً صحية ومعيشية سيئة للغاية، مشيراً إلى محاولتهم لإيصال المساعدات الإنسانية لهم، و أوضح المفوض من خلال حوار لـ”النورس نيوز” معه، الشراكات والادوار التي تلعبها المنظمات الدولية والمحلية مع المفوضية لتقديم وإيصال المساعدات الإنسانية، متطرقاً إلى العقبات التي تواجه عملهم.
المواطنين يعانون بمناطق سيطرة “المليشيا” وقمنا بهذا للمساعدة (…..)
..
الدعم الإنساني الذي ورد إلينا لا يغطي جميع المحتاجين بالولاية
..
استنفرنا العديد من وكالات الأمم المتحدة والوكالات المحلية والأجنبية
حوار: هبة علي
_صف لنا أوضاع مواطني ولاية الخرطوم..
استطيع القول أن أوضاع مواطني ولاية الخرطوم حالياً تحسنت كثيراً من ذي قبل أي منذ بداية الحرب، بصفة عامة الأوضاع أصبحت تمضي في تحسن وتزداد تحسناً مع مرور الأيام خاصة في المواقع التي يسيطر عليها الجيش والقوات النظامية الأخرى، مثل منطقة كرري وبعض مناطق الولاية، وفي ذات الوقت تشهد المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع أوضاعاً إنسانية سيئة، ويتعذر توصيل المساعدات الإنسانية لهم بسبب صعوبة الظروف الأمنية، عموماً الأوضاع في كرري والوافدين إليها من بقية المحليات وفي بعض مناطق بحري وأمدرمان و أمبدة تحسنت كثيراً خاصة المناطق التي حررتها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى ونستطيع أن نصل لتلك المناطق وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم.
_ماهي أكثر المناطق معاناة بالولاية او تأثراً ؟
مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع كمنطقة توتي وامتداد ناصر و بري وبعض مناطق جبل أولياء ومحلية شرق النيل حيث يتعرض المواطنين لصغوط كبيرة من مليشيا الدعم السريع ويمنعونهم من الخروج وكذلك في بعض الأحيان يحاصرونهم ويمنعون عنهم الإمدادات الغذائية وغير الغذائية وهي أكثر المناطق تأثراً والمواطنين يمرون بظروف معيشية وصحية سيئة جدآ.
_ كيف انعكس الاتفاق على فتح ممرات إنسانية على عملكم؟
الولاية لم تتأثر لأن معظم الإغاثة التي ترد إلينا تأتي عن طريق بورتسودان والطريق سالك ومفتوح من بورتسودان إلى كرري لذلك لم تتأثر بإغلاق وفتح الممرات الإنسانية لكن بعض الولايات الأخرى تأثرت بصورة إيجابية.
_ما طبيعة وحجم المساعدات التي تقدمونها ؟وهل لديكم شراكات مع منظمات دولية أو محلية؟
منذ بداية العام استنفرنا العديد من وكالات الأمم المتحدة والوكالات المحلية والاجنبية للتدخل لتقديم المساعدات الإنسانية لولاية الخرطوم واستجابت لنا عدد من وكالات الأمم المتحدة خاصة برنامج الغذاء العالمي الذي يقدم منذ بداية العام عدد كبير من المواد الغذائية عن طريق منظمة “كلنا قيم” الوطنية وكذلك هنالك بعض المنظمات الأجنبية تقدم مواد غذائية ومواد غير غذائية وكذلك حال بعض المنظمات المحلية، وهنالك منظمات أخرى تعمل في المجالات الصحية والرعاية الإجتماعية، هنالك بعض المنظمات تقوم بدور تقديم الدعم النقدي المباشر وأخرى تقدم الدعم شبه النقدي، كل هذا إسهامات مقدرة من المنظمات، حالياً نركز على العمل في محلية كرري بسبب توفر الظروف الأمنية المناسبة وكرري بها مواطني المحلية والوافدين من الست محليات أخرى بالخرطوم وكذلك بعض الوافدين نزحوا من ولايات أخرى، وصراحةً وبالرغم من حجم التدخلات الإنسانية والمواد الغذائية وغيرها التي وزعت إلا أنها ضيئلة جدآ وضعيفة مقارنةً بعدد السكان الموجودين في كرري، مازلنا في حوجة لكميات كبيرة وضخمة من المساعدات الغذائية وغير الغذائية.
_ماذا عن الجانب الصحي والوبائيات والمياه الملوثة، خاصة في مناطق سيطرة الدعم السريع، ماذا تقدمون لتنقذوا المواطنين؟
الوضع الصحي حرج للغاية بمناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع، هنالك إهمال كبير في درء الأمراض ومكافحة الوبائيات خاصة مع فصل الخريف حيث ظهرت العديد من الوبائيات، وقوات المليشيا لم توفر الظروف الأمنية المناسبة لأجل أن يخرج المواطنين لتلقي العلاج ثم العودة مرة أخرى إلى مناطقهم، وقامت بحصار كثير من المناطق ومنعت المواطنين من الخروج للبحث عن العلاج الأمر الذي أدى إلى وفاة مواطنين، وقد حاولت الجهات الحكومية المختصة التدخل في هذه المناطق وقامت بعملية إنزال جوي كما تم في بري نتيجة الصحي السيئ وحوى الإنزال أدوية ومعينات طبية، وقامت بعض لجان الخدمات بالمنطقة بالوصول إلى هذه المواد والأدوية وتوزيعها على المراكز الصحية بالمنطقة.
_ماهي العقبات التي تواجهكم في عملكم؟
أكبر المعوقات التي تواجهنا في العمل هى أن الدعم الإنساني الذي ورد إلينا لا يغطي جميع المحتاجين بمحلية كرري من مواطنين و وافدين ولم تتم تغطية كثير من احتياجات بعض المحليات مثل بحري وامدرمان وامبدة لايزال المواطنين في حوجة ماسة للمساعدات الإنسانية، وهذه هي الإشكالية الأولى، أما الإشكالية الثانية فهي الظروف الأمنية حيث تعتبر ولاية الخرطوم منطقة حرب، وتؤثر هذه الظروف على توزيع الإغاثة في الزمن المحدد او بالسرعة المطلوبة، أحيانآ يحدث تدوين من جانب مليشيا الدعم السريع أثناء عملنا لبعض مناطق كرري الأمر الذي يجبرنا على وقف العمل إلى حين وقف التدوين، ورغم هذه الظروف نحن نجتهد كثيراً في إيصال هذه المساعدات وعموماً نستطيع أن نقول ان الوضع يمضي نحو الأفضل.
_تنشط بعض الولايات في العودة الطوعية بما فيها ولاية الخرطوم، كيف وجدتم الأوضاع الإنسانية للعائدين ؟
في الآونة الأخيرة شهدت محلية كرري عودة كبيرة لمواطني المحلية الذين كانوا يقيمون في دول أخرى مثل جمهورية مصر العربية وغيرها من الدول وكذلك كانوا يقيمون في ولايات أخرى، وكذلك شهدنا نزوح بعض مواطني محليات ولاية الخرطوم الست إلى محلية كرري بجانب وافدي ولايات الحرب باعتبار أن الظروف الأمنية بمحلية كرري أفضل من بقية الولايات، وظروف العائدين الإنسانية جيدة وليست لديهم اشكاليات بل أن بعض العائدين كانوا يعانون من ظروف الإيجارات الغالية مع الظروف المعيشية الصعبة وبعد العودة أصبحوا أفضل حالاً ومن جانبنا نحاول دوماً الوصول اليهم ومساعدتهم.