قِصّة رحلة لا تُنسى بـ”بدر للطيران” استغرقت (29) ساعة في الأجواء
تكاتفت الجُهُود فكان تحليق صقور الجديان بـ”بدر للطيران” بدار السلام
رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش يُعزِّز الاستقرار ويُوفِّر أفضل الأجواء للأبطال
الاتّحاد السوداني يحصد ثمار غرسه وطيران بدر شريكٌ أساسيٌّ في الإنجاز
اللاعبون والجهاز الفني يرفعون راية الوطن خفّاقةً وارتفاع سقف الطموحات
كتب- عاطف السيد
قبل استعراض تفاصيل رحلتنا على متن طيران بدر من بورتسودان إلى دار السلام، ثم كازبلانكا بالمغرب، لا بُـدّ من الإشارة إلى أن الانتصارات التي ظلّ يحققها منتخبنا الوطني لكرة القدم تعود إلى عدد من الأسباب، من ضمنها اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها، عطفاً على التشجيع منقطع النظير والدعم المعنوي الكبير من الجمهور السوداني العظيم، الذي بات يُمثّل نقطة قوة وسلاحاً مؤثراً يدفع اللاعبين الى تقديم أقصى ما يملكون من جهد لإسعاد أهل أرض النيلين.
وبطبيعة الحال، فإن الاتّحاد السوداني لكرة القدم ظلّ يحرص على توفير أفضل الأجواء للمنتخب من أجل رفع اسم السودان عالياً.
وفي هذا الإطار، فإنّ توفير طائرة خاصة لسفر المنتخب كان له أثرٌ إيجابيٌّ كبيرٌ في إزالة معاناة التوقُّف في المطارات عند التنقل داخل القارة السمراء، وقد أسهمت في أحداث استقرار نفسي وبدني، انعكس إيجاباً على نتائج المنتخب الذي يقاتل في ثلاث جبهات.
وبالعودة إلى الرحلة الأخيرة، فقد كانت شاقّـة وطويلة، كان على متن طائرة طيران بدر الأنيقة الطاقم، وزميلي المصور الفنان محمد الأمين شمس الدين (د. ماركة)، من واقع أنها رحلة خاصة، وأن تسافر في طائرة بدون ركاب فإن الأمر تجربة تنطوي على استمتاع وفي ذات الوقت رهبة..!
عموماً، وكما طلب مني الزميل والأخ صديق رمضان رئيس تحرير منصة طيران بلدنا أن أكتب ملامح عامة عن الرحلة، فإنّ الطائرة البوينج 737-800 الأنيقة أقلعت من مطار بورتسودان، وكانت محطة التوقُّف الأولى مطار القاهرة للتزود بالوقود واستغرقت الرحلة ساعتين.
وبعد ذلك، أقلعت صوب الجزائر واستغرقت الرحلة 5 ساعات من الطيران المتواصل، ثم هبطت للتزود بالوقود، وبعد ذلك أقلعت صوب موريتانيا، حيث كانت بعثة المنتخب في الانتظار، وبعد أن اكتملت الإجراءات كافّة، أقلعت صوب الكاميرون التي تأخّرت فيها بسبب تعقيدات التزود بالوقود، وقد استغرقت الرحلة 5 ساعات ومنها صوب دار السلام، وقد استغرقت الرحلة من الكاميرون إلى تنزانيا 5 ساعات و40 دقيقة، وهذا يعني أن الرحلة استغرقت قرابة الـ19 ساعة، وقد توقفت الطائرة في ثلاث دول للتزود بالوقود واشتملت على 5 محطات وهي بورتسودان، القاهرة، الجزائر، نواكشوط، دوالا بالكاميرون، ثم دار السلام.
وما أود الإشارة إليه إلى أن طيران بدر يمتلك أطقم على درجة عالية من الكفاءة، وهذه هي الرحلة الخاصّة الثانية للمنتخب التي أكون ضمن ركابها، بطبيعة الحال يسعدنا كثيراً أن تمتلك بلادنا شركة طيران تستند على معايير عالمية يتمُّ تنفيذها بأيدٍ وعقول سودانية، وهو بالتأكيد مدعاة للفخر والإعتزاز.
والحمد لله وبعد عشر ساعات من الطيران، فقد وصلت البعثة إلى المغرب عقب إقلاع الطائرة من دار السلام إلى دوالا بالكاميرون، ثم حطّت رحالها بمطار الملك محمد الخامس بالمغرب، وعلى إثر ذلك تبلغ ساعات طيران الرحلة من بورتسودان حتى المغرب كاملة 29 ساعة.
مجدداً، لا بُدّ من الإشادة بمواقف رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وهو يُولِّي المنتخب السوداني، اهتماماً كبيراً رغم الظروف العصيبة التي تعيشها بلادنا العزيزة، وهي تخوض حرب الكرامة، دفاعاً عن الأرض والعِرض، إلّا أنّـه كان في المَـوعد تماماً، وهو يتكفّل باستئجار طائرات خاصّة تنقل صقور الجديان في حلِّهم وترحالهم لتحقيق آمال وتطلعات الشعب السوداني ببلوغ نهائيات “الشان والكان وكأس العالم 2026م”، وكان الخيار الأمثل شركة بدر للطيران، وقد أسهمت هذه الطائرات في توفير قدر كبير من الراحة، ومنحت المنتخب وضعية نفسية جيدة، بالإضافة إلى أن السيد القائد يُعامل لاعبي صقور الجديان مُعاملة مُقاتلي حرب الكرامة.
وبذلك، أكد الرئيس البرهان أن لديه العديد من الرسائل التي يود إرسالها ونجح في ذلك، واستحق الإشادة والثناء والتقدير.
أمّا شركة بدر للطيران وعبر طاقمها، الذي قاد رحلة صقور الجديان إلى دار السلام والدار البيضاء، في رحلة لا تُنسى، استغرقت قرابة الـ30 ساعة من التحليق المتواصل، أكدت تماماً تميُّزها وريادتها، وإنّ الكادر السوداني مُؤهّـلٌ إذا ما وجد البيئة الممتازة سيكون الأفضل، فكادر بدر للطيران تجاوز الصُّعوبات التي واجهته باحترافية، وأحسن التصرُّف في أحلك الظروف، فكانوا على قدر المسؤولية، وقادوا الرحلة لبر الأمان، ونالوا الإشادة والتقدير.
فالتحية للكباتن السر محمد علي ومحمد كمال ومحمد المنذر وخضر عبد الرحمن والمهندس العوض عبد المجيد، ولمشرفي الضيافة ندى محمد وإبراهيم هاشم، والمضيفين هاجر محمد وإبراهيم موسى وعبد الله آدم وحسام إمام، الذين أزالوا عنا رهق هذه الرحلة، وعملوا على راحتنا ووقفوا على كل صغيرة وكبيرة.. فلهم الشكر والتقدير.