النورس نيوز- هبة علي
وضع وصف بأنه فوق الكارثي خلفته هجمات قوات الدعم السريع على المدنيين بقرى شرق الجزيرة، فأكثر من 100 ألف مواطن تم تهجيرهم قسرياً إلى داخل الولاية وخارجها إلى ولايات أخرى ليشهدوا فصلاً جديداً من المعاناة..
وبدأت قوات الدعم السريع حملات أطلق عليها مراقبون إسم الحملات “الإنتقامية” بقرى شرق ولاية الجزيرة عقب مغادرة قائد المنطقة السابق صفوف الدعم السريع والانحياز للقوات المسلحة، وخلفت هذه الحملات مجازر السريحة وازرق وعدد من القرى والتي راح ضحيتها أكثر من 150 مواطن بحسب وزارة الصحة وعدد من المراصد الحقوقية والإنسانية، إضافة إلى وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
و وجدت أحداث الجزيرة تضامن وقلق و إدانة دولياً ومحلياً، و دولياً أدانت الخارجية الأميركية، الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع على المدنيين بولاية الجزيرة بوسط السودان، وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، من أن الولايات المتحدة ستواصل الضغط على “أولئك الذين يؤججون الأعمال القتالية في السودان، إضافة إلى ذلك أعرب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن شعور غوتيريش بالفزع حيال التقارير التي تشير إلى مقتل واحتجاز وتشريد أعداد كبيرة من المدنيين، بالإضافة إلى انتشار أعمال العنف الجنسي ضد النساء والفتيات، ونهب المنازل والأسواق، وحرق المزارع، وأكد دوجاريك أن هذه الأفعال تمثل انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، مشدداً على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
كما أعرب الأمين العام عن قلقه من تدهور الوضع الإنساني في السودان، حيث يعاني نصف السكان من الجوع والمرض ويحتاجون إلى المساعدات. وطالب غوتيريش جميع أطراف النزاع بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع إلى المدنيين المحتاجين، وفقاً للالتزامات المنصوص عليها في القانون الإنساني الدولي.
واندلع القتال بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل العام الماضي، وتسبب في أزمات إنسانية عديدة وخلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، و مايقارب عشرة ملايين نازح ولاجئ، فضلاً عن شبح المجاعة الذي يهدد حياة “25” مليون سوداني، وإضافة إلى تدمير البنية التحتية للبلاد،
و ارتفعت وتيرة انتهاكات قوات الدعم السريع في ظل انعدام وشح وسائل المواصلات، مما اضطر عددا من المواطنين للتحرك سيرا على الأقدام من تمبول شرق الجزيرة ومنها لولاية القضارف في مسافة تقدر بـ164 كيلومترات، ليجدوا واقعاً معقداً آخر.
ويمضي في هذا الإتجاه رئيس تنسيقية مبادرات القضارف محمد علي حدوني، مؤكداً من خلال حديثه لـ”النورس نيوز
” أن هنالك فجوة كبيرة لدى النازحين بالولاية خاصة بعد وصول نازحي مناطق شرق الجزيرة،مشيراً إلى أن التنسيقية كانت تعمل على سد فجوة نازحي سنار والدندر وأحيانآ تتدخل في أوضاع نازحي الخرطوم و مدني بإكمال النقص الغذائي بسبب تأخر او عدم وصول السلة الغذائية.
و وصف حدوني أوضاع نازحي شرق الجزيرة بفوق الكارثية، موضحاً أن الأعداد كبيرة ولا توجد خطة لاستيعابهم حتى الآن ولن تفتح المدارس لايواء النازحين ولا توجد خطة معسكر بديل.
ولفت إلى أنهم يستقبلون يوميآ في المتوسط أكثر من الف شخص.
وأردف: “حاليآ نعمل فقط على تغطية الفجوة الغذائية والماء وعلى الرغم من ذلك لم نستطع التغطية بالكامل، لدينا أكثر من 40 مبادرة تعمل في هذا الإتجاه بالمقابل أعداد النازحين كبيرة”.
وأضاف: “تحضير الوجبات يتم بوضع كميات اختياطية وعلى الرغم من ذلك لا تكفي النازحين بسبب تدفق أعداد أكبر كل يوم ولدينا من يعملون على مداخل الولاية إلا أن الحوجة لاتزال أكبر”.
وتابع:” لايوجد حصر إمدادات تم، ونسعي مع المفوضية بيد أن الإجراءات الحكومية طويلة”.
وأبان حدوني أن أغلب المساعدات تأتي من المبادرات والمنظمات الشبابية وهذا أقرب للمجهود الشعبي من الرسمي الذي وصفه بالقليل منوهاً إلى وعود بالتدخل من عدد من المنظمات ولم يكتمل التعاون هذا بالإضافة إلى أن الوقت مجهول للايفاء بالوعود.
وقال إن اغلب النازحين في الشوارع ولاتوجد دور إيواء لاستيعاب هذه الأعداد.
وأضاف: “إذا تم تحديد مكان للنازحين من قبل حكومة الولاية فسيتم تأهيله بالمجهود الشعبي”.
وذكر : “هنالك عدد من المرضى لاسيما المصابون بالأمراض المزمنة، بالمقابل هنالك صعوبة في تغطية حوجتهم الطبية و العلاجية.
ونوه حدوني إلى عدم وجود أمراض متفشية مثل الوبائيات وغيرها بيد أنه متوقع في ظل الوضع الصحي السيئي البيئي.