الصحفيون السودانيون… الحرب تلاحق “الأقلام”

ظروفاََ أقل مايمكن وصفها أنها قاسية تواجهها الصحفيات والصحفيون في السودان منذ تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية في أبريل من العام الماضي مابين التعديات والانتهاكات والخطف والإعتقال يقابل ذلك عدم تمكنهم من الحصول على المعلومات الصحيحة من مصادرها لأداء رسالتهم الإعلامية بشكل أفضل في وقت دعت فيه منظمات محلية ودولية طرفي القتال لتمكين العاملين في مجال الصحافة من القيام بواجبهم المهني وعدم تعريضهم للمخاطر.

 

تقرير إخباري : النورس نيوز

 

نهب وإختطاف

تعرّض عدد من الصحفيات والصحفيين إلى تعديات وانتهاكات على أيدي عناصر تابعة للجيش السوداني، وأخرى تابعة لمليشيا الدعم السريع، في عدد من المدن السودانية، بينها مدن لا تشهد أي مواجهات عسكرية، وفق منظمات حقوقية.

وكانت مجموعة مسلحة مكونة من خمسة أفراد، داهمت في أغسطس الماضي منزل الصحفي عبد الرحمن حنين في شرق النيل الخاضعة لمليشيا الدعم السريع ونهبت بعض الممتلكات، وقامت باختطافه، كما إختطفت مجموعة مسلحة أخرى الصحفي علاء الدين أبو حربة، من منزله بمنطقة شرق النيل.

بصيص أمل

الكاتب الصحفي مكي المغربي يقول للأسف سبق الحرب إصرار رفض حكومة (قحت) على تنظيم الإنتخابات عبر إتحاد الصحفيين الشرعي، وقامت انتخابات غير قانونية ولكن كنا ننتظر أن ما يسمى بالنقابة حينها ألا تقع في أخطاء (قحت) وتنفتح على الجميع ولكن للأسف لم تستطع قيادتها تحدي هيمنة (قحت) بالرغم من أنها جاءت رغم أنفها ولم تكن خيارها.

ويضيف المغربي في حديث لـ ( النورس نيوز) الخلاصة تم ضرب الجسم الشرعي الذي يمثل الصحفيين ولم تتطور الأجسام الأخرى لمستوى يجمع كل الصحفيين ولذلك صار إستهداف الصحفيين يتم دون مواجهته بالتضامن المطلوب، أيضاََ بكل أسف تم تقديم التفاوض بين الجيش والمليشيا على حماية حقوق الإنسان وصارت بعض المنظمات تردد شعارات عن إيقاف الحرب أكثر من إيقاف الانتهاكات.ة، وضاعت حقوق الصحفيين ولكن هنالك بصيص أمل بالالتفاف الذي حدث مجدداََ حول إتحاد الصحفيين الشرعي.

 

رحلة طويله

الصحفية صباح أحمد تعرضت في مارس الماضي إلى الاحتجاز بواسطة مليشيا الدعم السريع في مدينة الحصاحيصا في بولاية الجزيرة مما أجبرها وزوجها الصحفي، الهادي الأمين، على مغادرة المدينة، حفاظاََ على أنفسهما وأطفالهما حيث توجهت الأسرة إلى مدينة الدامر بولاية نهر النيل بعد معاناة ورحلة طويلة تعرض خلالها الأمين إلى الاحتجاز بواسطة مليشيا الدعم السريع.

 

إحصائية إنتهاكات

بيانات سابقه أشارت إلى 39 حالة إختطاف وتوقيف واحتجاز، تعرض لها صحفيون سودانيون بينهم 5 صحفيات بجانب 28 حالة إطلاق نار طالت صحفيين بينهم 10 صحفيات.

الانتهاكات التي طالت الصحفيات والصحفيين في السودان لم تتوقف عند عمليات الإختطاف والإحتجاز ووصلت إلى القتل، إذ لقي عدد من الصحفيين مصرعهم خلال الحرب بينهم الصحفيات سماهر عبد الشافع وحليمة إدريس والصحفيين عصام حسن مرجان، عصام الحاج، أحمد يوسف عربي وخالد بلل.

 

تفاصيل معاناة

يقول الصحفي طارق عبد الله : لم أغادر الخرطوم منذ إندلاع الحرب ظننت أن الخلاف بسيط وسيتم السيطرة عليه ولكن تطورت الأحداث سريعاََ فبعد شهرين انتشر الدعامة في المنطقة واقيمت الارتكازات وملاحقة المواطنين وبدأ السكان في النزوح للولايات الآمنة فكانت المشكلة في أن لدي أسرة كبيرة افرادها 14 فردا” كما انني صرفت كل ما ادخره في توفير احتياجات الأسرة وارتفعت تكلفة السفر مع تلك الظروف أضعاف مضاعفة اتفقنا مع الجيران على حماية بيوتنا واسرنا.

وأضاف عبد الله الذي تعرض لعملية إختطاف وإحتجاز من مليشيا الدعم السريع قائلاََ لـ ( النورس نيوز) : مرت الأمور عادية لعام وأربعة أشهر لم أواجه فيها إلا اشكاليات طفيفة حتى جاء يوم التاسع عشر من مايو الماضي وعن عودتي من السوق تفاجئت بقوة مدججة بالسلاح تقف أمام المنزل وتسأل عن شقيقي ولم يكن يقيم معي في المنزل ولم يكن موجوداََ في الخرطوم فاخبرتهم بذلك فطلبوا أن أبرز لهم مستنداتي فقدمت لهم بطاقتي الشخصية ووجدوا المهنة فيها صحفي فطلبوا مني ان أرافقهم ثم دخلوا وفتشوا البيت وأرهبوا الأسرة رغم أن والدتي كانت مريضة واثنين من اشقائي أيضاََ ” مرضى ثم قادوني لمكتب الاستخبارات واخذوا يسالوني عن شقيقي أسئلة بسيطة ثم عرجوا يسألوني عن مهنتي وكيف أمارس عملي فاخبرتهم بأني عاطل وإن الصحافة التي امارسها ورقية تحتاج لمكاتب ومطبعة ومكتبة لتباع فيها ومؤسسة حكومية تشترك ولم يستوعبوا حديثي عثروا على هاتفي السيار وجاءوا برسالة خاصة عادية بيني وبين زميلي سفيان نورين بالانتباهة

بعدها وجهوا لي أربعة اتهامات وقضيت (5) أيام بمكتب الاستخبارات أحاول اقناعهم بأني صحفي بعدها نقلوني إلى معتقل الرياض فوجدت نفسي داخل بدروم فيه ما يزيد عن ال300 معتقل ولاتوجد فيه مساحة للجلوس ناهيك عن الاستلقاء والنوم وقضيت يومين جالساََ”على درج السلم الى ان توفى إثنين من المعتقلين فوجدت مساحة صغيرة وقضيت 15 يوماََ على تلك الحالة بلا سواك ولاحمام بكوب ماء يوميا ووجبة رز لاتتعدي ( الكمشة).

 

قيادة حملة

يمضي الصحفي طارق عبد الله في حديثه ويقول تم نقلنا إلى سجن سوبا الذي كان أفضل حالاََ من المعتقل لابقى ستة أيام كان زملائي قد تواصلوا مع قيادات بالدعم السريع وقادوا حملة لإطلاق سراحي وأنا اجد نفسي مرغماََ على تقديم الشكر للزملاء نزار سيدأحمد والطيب خليل للجهود التي بذلوها لاطلاق سراحي وعند عودتي للمنزل وجدت الوالدة قد تطور مرضها واصيبت بجلطة أقعدتها مشلولة بجانب مضاعفة مرض شقيقاي وكان لابد من مغادرة الخرطوم وبدأنا المغادرة على دفعات كانت اخرها بأن اصطحبت الوالدة وشقيقي وشقيقتي وذهبنا إلى عطبرة ومنها إلى مروي حيث تم حجز الوالدة بمستشفى مروي إلى أن توفيت.

 

إعلان توقيف

قبل أيام كتب الكاتب الصحفي عبد الماجد عبد الحميد عبر صفحته على (الفيسبوك) : أوقفت مجموعة من ضباط المخابرات الصحفي ياسر محمود أثناء تحركنا معاً إلى وسط مدينة بورتسودان وأقتادته إلى حيث سيتم التحري معه وسيتم اطلاق سراحه لاحقاً .. تحدثت مع أحد الضباط الذين أوقفوا

الأخ ياسر عن دواعي توقيفه فقال لي إنها إجراءات خاصة ولن ينال ياسر مكروه ألحقه بمنشور آخر قال فيه : تم القاء القبض على شخصي من قبل المباحث وفي الطريق إلي المباحث المركزية بولاية القضارف .. المجموعة التي ألقت القبض علي حضرت بتوجيه من جهة مختصة بولاية البحر الأحمر.

 

معاناة كبيرة

لايزال الصحفيون والصحفيات في السودان يعانون بشكل كبير في ظل إستمرار النزاع بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع وسط مصير مجهول يلازمهم فإلى جانب عمليات الإنتهاكات التي يتعرضون لها يعانون في الحصول على المعلومة إلى جانب ذلك خرَوج عدد منهم من سوق العمل بعد توقف مؤسساتهم الإعلامية.

Exit mobile version