بجلسة مجلس الأمن.. هل ترك غوتيريش الباب موارباً؟ 

النورس نيوز : هبة علي

(الظروف غير مواتية) أتى كتوضيح بارز ورفض من جانب الأمم المتحدة لمطالبات نشر قوات دولية لحماية المدنيين في السودان من قِبل سودانيين وجماعات حقوق الإنسان وأيضاً توصية البعثة الاممية لتقصي الحقائق في السودان، بالمقابل ترك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الباب موارباً لمناقشة سبل أخرى للحد من العنف وحماية المدنيين الأمر الذي قال إنه قد يتطلب اتباع أساليب جديدة تتواءم مع الظروف الصعبة التي يفرضها الصراع..

 

 

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن الدولي بتقديم الدعم اللازم لحماية المدنيين في السودان، لافتا إلى أن الظروف غير مواتية لنشر قوة من الأمم المتحدة هناك.

وقال غوتيريش في كلمته أمام المجلس يوم الاثنين: “يعيش الشعب السوداني كابوسا من العنف إذ قُتل آلاف المدنيين ويواجه عدد هائل آخر فظائع لا توصف، بما في ذلك الاغتصاب والاعتداءات الجنسية على نطاق واسع”.

وأكد غوتيريش وجود دعوات من جانب السودانيين وجماعات حقوق الإنسان لزيادة التدابير لحماية المدنيين، بما في ذلك احتمال نشر قوة محايدة، مؤكدا أن هذه الخطوة تعكس “خطورة الوضع وإلحاحه”.

وأضاف بحسب رويترز : “في الوقت الراهن، الظروف غير مواتية لضمان النجاح في نشر قوة من الأمم المتحدة لحماية المدنيين في السودان، لكن نحن مستعدون لمناقشة سبل أخرى للحد من العنف وحماية المدنيين”.

وأشار إلى أن ذلك “قد يتطلب اتباع أساليب جديدة تتواءم مع الظروف الصعبة التي يفرضها الصراع”.

 

 

وقد أدت الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من 18 شهرا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى مصرع نحو 20 ألف شخص ونزوح حوالي 11.3 مليونا آخرين، بينهم نحو ثلاثة ملايين شخص فروا من السودان، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي وصفت الوضع بأنه “كارثة” إنسانية.

وبحسب المفوضية الأممية يواجه نحو 26 مليون سوداني خطر انعدام الأمن الغذائي.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في مايو الماضي أن نظام الرعاية الصحية في السودان انهار، فيما تتعرض المرافق الصحية للدمار والنهب وسط نقص حاد في عدد الموظفين، والأدوية واللقاحات والمعدات.

 

 

 

كبير الباحثين بمركز فوكس للدراسات بجنيف د. عبد الناصر سلم يرى أنه من الواضح أن الأمم المتحدة غير راغبة في إدخال نفسها في الصراع السوداني بتوفير حماية مباشرة للمدنيين بنشر قوات لحماية لهم ، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة لديها مبرراتها، أبرزها أن الأمم المتحدة تعاني من أزمة اقتصادية خانقة بسبب قلة الدعم من الدول الأعضاء او تأخر بعض الدول بالايفاء بالتزاماتها، وأيضاً إرسال قوات بهذه الصورة تحتاج لدعم لوجستي كبير جداً.

 

 

أوضح سلم من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” أن الإنتهاكات كبيرة لكن لم ترتق إلى أن تكون انتهاكات بالمستوى الذي يقود الأمم المتحدة إلى التدخل المباشر في الصراع السوداني. كما أنه دون موافقة طرفي النزاع التدخل المباشر سيقود إلى حدوث احتكاك مباشر مع البعثة الاممية.

وأبان سلم أن الأساليب الجديدة التي يمكن أن تتبعها الأمم المتحدة لحماية المدنيين تتمثل في تحريك الاتحاد الأفريقي في مرحلة من المراحل وخلق قوات مشتركة إذا ما تطورت الأمور وزادت حدة الإنتهاكات عما هو موجود الآن.

وأردف: كذلك من الأساليب ممارسة الضغوطات على طرفي النزاع وخاصة الدعم السريع لإيقاف انتهاكات الجزيرة، ومراقبة ورصد الانتهاكات وتطبيق العقوبات.

وتابع : “هنالك الكثير من الخيارات أمام الأمم المتحدة لحماية المدنيين لكن يظل آخرها التدخل المباشر”.

 

 

من جانبه يرى المحلل السياسي بشير علي أن إرسال قوات تدخل أممية أمر في غاية التعقيد لجهة التقاطعات بسياسة الدول الأعضاء إزاء الملف السوداني، فضلاً عن أن التدخل يتطلب دعم مالي كبير الأمر الذي يصعب تحقيقه في ظل الأزمة المالية العالمية.

 

 

أما القيادي الحزب الشيوعي كمال كرار فيرى أن التعويل على الأمم المتحدة أو أي جهة خارجية لوقف الحرب، يبدو كمن ينتظر السراب ليروي عطشه، مشيراً إلى أن هذه الأمم المتحدة وما يسمى بالمجتمع الدولي ظل يتفرج على هذه الحرب طوال ال”19″  أشهر الماضية.

 

 

وأوضح كرار بتصريحه لـ”النورس نيوز” أن نهاية الحرب أو الوصول لوقف إطلاق النار هو قرار سوداني، لافتاً إلى أن معظم الشعب يطالب بوقف الحرب والقتل والتشريد ولكن اطراف الحرب مرهونة باجندة خارجية ولا تبالي .

 

وأردف: “المطلوب المزيد من العمل الجاد وتوسيع وبناء أكبر جبهة مناهضة للحرب وحريصة على بقاء السودان وثورته”.

 

 

وأضاف: “بمقدور هذه الجبهة الضغط على قادة الحرب ومخاطبة المتحاربين بالبيانات والعمل الجماهيري ومخاطبة الشعب بحقيقة أهداف الحرب والنوايا الخبيثة، هذا هو الطريق الوحيد لمحاصرة الحرب ودعاة التحريض”.

 

 

وتابع:” قلنا منذ البداية أن هدف هذه الحرب تصفية الثورة، والآن تتوسع الاجندة لتشمل تصفية السودان نفسه وزرع بذور الفتن بين مكوناته “.

Exit mobile version