تقرير إخباري : النورس نيوز
يرى مراقبون لمسار الأزمة السودانية مابعد تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة أن جلسة مجلس الأمن الدولي التي خصصت للشأن السوداني يوم الإثنين وضعت النقاط على الحروف وأسكتت الكثير من الأصوات اللاوطنية التي كانت تنادي بتدخل أممي في البلاد لكن ظنها خاب في ذلك ليحقق السودان إنتصار دولي بالتزامن مع إنتصارات قواته المسلحة على الأرض على مليشيا الدعم السريع التي تمت إدانة أفعالها الأخيرة وقبلها بالجزيرة ومناطق سيطرتها الأخرى.
نقض مبدأ
خلال كلمته أمام المجلس، اتهم مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، السفير الحارث إدريس مليشيا الدعم السريع بنقض مبدأ حماية المدنيين.
وقال إن “حماية المدنيين، التي تتضمن تحسين الإستجابة للحد من تعرضهم للعنف، إنما تنقضه ميليشيا الدعم السريع وروافعها السياسية المتحالفة معها وحواملها الإقليمية التي توفر السلاح لها” وأشار إلى أن مفوضية حقوق الإنسان وثقت قيام مليشيا الدعم السريع باغتيال وإعدام أكثر من (250) مدنياً وإصابة المئات بولاية الجزيرة.
وجدد إدريس التأكيد على ما وصفها بشهادات أجانب “بشأن احتماء المدنيين بمناطق وجود القوات المسلحة، بل والقتال معها للدفاع عن النفس، بما في ذلك القوات المشتركة”.
وأضاف : “حماية المدنيين تتطلب كذلك الاستجابة لمطلوبات الإغاثة الإنسانية”، متهماََ، مليشيا الدعم السريع بعرقلة وصول مواد الإغاثة للمحتاجين.
ووجه إدريس جانباََ من حديثه للمندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، ليندا توماس غرينفيلد، حيث شكرها على ما وصفه بانشغالها بالانتقال الديمقراطي في السودان.
وتابع قائلاََ (أود أن اطمئنها بأن الديمقراطية هي عمل مشترك عبر تاريخ السودان، كونته المكونات الشعبية والمدنية والعسكرية والشبابية، لذلك لا خوف على المسار الديمقراطي في السودان).
أجواء معتدلة
يقول رئيس القطاع السياسي بحزب الأمة فتحي حسن أن
السودان حقق انتصاراََ دبلوماسياََ مهماََ في جلسة مجلس الأمن الخاصة به ترافق مع انتصارات القوات المسلحة السودانية على الأرض وتوسيع نطاق سيطرتها وتحريرها لمناطق عديدة وسط السودان وتقدم كبير في محور إقليم دارفور والعاصمة الخرطوم وأضاف : قبيل الجلسة الرسمية إنطلقت تكهنات وشائعات بتبني مجلس الأمن لقرار إدخال قوات أممية تحت البند السابع وأن المسودة الأولية بيد بريطانيا كدولة حاملة القلم هذه المناورات قوبلت بموقف روسي وصيني مشترك لوح باستخدام حق النقض( الفيتو) مما جعل أجواء الجلسة الرسمية معتدلة وبخاصة خطاب الأمين العام للأمم المتحدة الذي أوضح أن الأوضاع غير مؤاتية لنشر قوات أممية في السودان.
وقال حسن لـ ( النورس نيوز) أن الحديث والتكهنات بنشر قوات أممية وتدخل في السودان ذهب ادراج الرياح وأهم توصيات مجلس الأمن هو الحديث والتركيز على العودة لمنبر جدة كمنبر معترف به من مجلس الأمن لإنهاء الحرب وتصفية الوجود العسكري للمليشيا وحرمانها من لعب أى دور سياسي أو عسكري في السودان فإذا كانت الحكومة الإنتقالية برئاسة البرهان اعتبرت منبر جنيف وتحالف الألب( كمين وفخ ) ورفضت حضور جلسات منبر جنيف يعتبر الآن أنها نجحت في تجاوز ذلك الكمين والفخ فالآن يمكنها الذهاب إلى منبر جدة واستئناف التفاوض حول الآليات والوسائل المطلوبة لتنزيل ماتم التوافق عليه ليكون واقعاََ على الأرض من تجميع لأفراد المليشيا وتحديد اماكن لتجميعهم ومراقبة ذلك وفتح الطرق لتوصيل الإغاثة وعدم وجود أي مظاهر عسكرية على الشوارع واخلاء المنازل والأعيان المدنية فالكرة الآن في ملعب السودان ليضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته.
إدانات مختلفة
إدانات مليشيا الدعم السريع على أفعالها الإجرامية وانتهاكاتها المستمرة كانت حاضرة في جلسة مجلس الأمن بشكل واضح حيث قال نائب المندوب الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة جيمس كاريوكي أن هنالك مزاعم تفيد بأن قوات الدعم السريع أطلقت النار بصورة عشوائية واغتصبت النساء والفتيات، ونهبت المنازل في ولاية الجزيرة.
بدوره قال الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، أن هجمات قوات الدعم السريع في الفاشر مثال صارخ على ازدراء وتجاهل مجلس الأمن والمجتمع الدولي برمته.
وأضاف جامع : يصعب إيجاد الكلمات الدقيقة لوصف الوضع المروع في السودان، وأدان بقوة العنف المستمر ضد المدنيين وقال إن الوضع الإنساني في السودان يظل متردياََ.
إنتصار حقيقي
القيادي بالحزب الإتحادي الديمقراطي خالد الفحل قال إن الدبلوماسية السودانية ممثلة فى بعثة السودان بالأمم المتحدة بقيادة السفير الحارث إدريس ة انتصرت وتضامن أصدقاء السودان روسيا والصين والجزائر وموزبيق بإجهاض مخطط التدخل الخارجي تحت مزاعم حماية المدنيين.
وأضاف الفحل في حديث لـ ( النورس نيوز) : لقد ظلت دول العدوان وانصارهم من اللا وطنيين فى تنسيقية تقدم والدول الداعمة للمتمردين يعملون على ممارسة الضغط عبر تكثيف الانتهاكات ضد المدنيين العزل فى ولاية الجزيرة ودارفور بهدف التدخل الخارجي لضمان بقاء المليشيات وحمايتهم من خطر الفناء بعد أن حاصرتهم القوات المسلحة فى مختلف جبهات القتال، وأعتبر ماحدث في جلسة مجلس الأمن بخصوص السودان إنتصار حقيقي وفرصة كبيرة لإعادة تشكيل المشهد السياسي بالداخل بتشكيل الحكومة والتقدم الميداني فى مختلف المحاور.
دعم إتفاق
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال أن هنالك تصعيد بالعمليات العسكرية بالسودان إضافة إلى دول خارجية تصب الوقـود على نار النـزاع، وشدد على ضرورة الإلتزام بمخرجات مؤتمر جدة.
وقدم غوتيريش ثلاث توصيات لحماية المدنيين، اشتملت على وقف الجانبين للأعمال القتالية وضمان تدفق المساعدات الإنسانية ودعم مجلس الأمن لتطبيق اتفاق جدة بين قوات الجيش والدعم السريع.
أدوات استهلاك
بدوره يقول مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والإستراتيجية خبير العلاقات الدولية د. حسن شايب دنقس أن
فحوى نتائج إجتماع مجلس الأمن بشأن الأوضاع السودان بحسب أهداف الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الحفاظ على الأمن و السلم الدوليين إلا أنها أضحت من أدوات الاستهلاك الإعلامي من باب أولى أن يضغط مجلس الأمن على مليشيا الدعم السريع بتنفيذ ما تم الإتفاق عليه في منبر جدة إن كان المجتمع الدولي جاد فيما يتعلق بإحلال السلام في البلاد، إلا أن التقاطعات و صراع المحاور يجعل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن تعمل على تبني قرارات تحقق لها مصالحها الاستراتيجية خاصة في ظل دعوات مجموعة تقدم التي تنادي بإرسال قوات حفظ السلام لحماية المدنيين كما تدعي والدول الداعمة لها يتغافلون عن أن المواطنين السودانيين يحتمون بالقوات المسلحة السودانية من بطش المليشيا كما أن الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع تجاه المواطنين العزل موثقة والعالم يرى هذه الجرائم.
وأضاف دنقس لـ ( النورس نيوز) : قد أدان غوتريش في معرض حديثه أمام مجلس الأمن جرائم المليشيا والحكومة السودانية موقفها قوي جداً ضد أي قرارات تتخذ ضدها إلا أنها تفتقد للحليف الاستراتيجي ليقدم لها السند الدولي في ظل النظام العالمي الجديد المبني على التحالفات بما يحقق المصالح المشتركة لذلك على الدولة السودانية المضي قدماً تجاه حلف إستراتيجي يحقق لها غاياتها و أهدافها في السوح الاقليمية والدولية.