الخرطوم : هبة علي
لم يمضي شهر على انحياز قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل وانضمامه إلى صفوف الجيش، حتى أعلن خمسة من مستشاري قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي انشقاقهم عن قوات الدعم السريع وعلى رأسهم محمد عبد الله ود أبوك، وتباينت ردود الفعل لهذه الخطوة بين مُثمنٍ لاهميتها ومُقلل لا سيما وأن أمد الحرب قد تطاول دون حل يلوح في الأفق..
وعقد المستشارون الخمسة، وأبرزهم مسؤول ملف شرق السودان في قوات الدعم السريع عبد القادر إبراهيم محمد، والقانوني المعروف محمد عبد الله ود أبوك، مؤتمرا صحفيا في مدينة بورتسودان امس الأول.
أعلن د. عبدالقادر ابراهيم علي محمد مستشار قائد مليشيا الدعم السريع المتمردة مسؤول ملف شرق السودان ومسؤول المنظمات انسلاخه من المليشيا التي سعت لضرب وحدة الشعب السوداني.
وقال: “نختار هذا الموقف الوطني” معلناً انسلاخ قيادات من الدعم السريع المجلس الاستشاري، ومشيرا إلى ان مؤسسة الدعم السريع تقوم على اكتاف هؤلاء المستشارين.
وأشار إلى وجود ثلاثة مستشارين حالت ظروفهم دون الوصول الى المؤتمر وسيكونون في العاصمة الإدارية، متحفظاً عن ذكر أسمائهم لدواعي أمنية.
وأضاف أنه وطيلة الثمانية اشهر الماضية حاورنا قيادات وطنية مثلت حلقة وصل بيننا وبين الدولة ومن هنا نقدم لهم التحية ،حيث جلسو معنا في الخارج الى ان وصلنا الى هذا القرار الوطني والذي سيكون له ردة فعل عنيفة من طرف مليشيا الدعم السريع من اشانة سمعة ولكن هذا موقفنا الثابت، على حد قوله.
وأردف: وقبل اندلاع الحرب كانت هناك مؤشرات للحرب، وكنا نحاول ان لايتم تصعيد بين الطرفين ولكن عوامل كثيرة دفعت بقوة الى ان تقوم الحرب، موضحا ان هذه المعلومات تذكر لاول مرة، وقال إن الاطاري لم يكن وحده سبب رئيسي في الحرب بل هناك اطماع شخصية لقائد مليشيا الدعم السريع حيث كان يرغب في استلام السلطة بالقوة لتنفيذ أجندة خاصة وأخرى تخص دول أخرى، معلنا ان الصراع بين الحرية والتغيير وقوات مليشيا الدعم السريع كان واضحا ونتيج عنه قرارات 25 اكتوبر التصحيحية والتي عمل قائد مليشيا الدعم السريع على التخلص من الحرية والتغيير، من خلال اعتصام القصر، مبينا انه كان يشرف ويخطط ويدعم قرار التصحيح وبعض الحركات مثل العدل والمساواة وجيش تحرير السودان ومسار الوسط وغيرها ،وكانت مليشيا الدعم السريع اكثر جهة دعمت اعتصام القصر ، لافتا الى ان الاعتصام كان من المفترض ان يقوم في قاعة الصداقة وتم تحويله للقصر الجمهوري بقرار من قائد مليشيا الدعم السريع الذي خطط ودعم مما قاد إلى قرارات أكتوبر التصحيحية.
وقال إن الاوضاع ساءت بين الجيش ومليشيا الدعم السريع وتأجج الصراع، حيث كانت لقائد المليشيا خطط لانشاء اكثر من ثلاثة موانئ منها ابوعمامة واخرين وتم الاعتراض على هذا الأمر من قبل الجيش ، حيث كانت المليشيا تقول انها مشروعات مستقبلية سننفذها بمبلغ 30 مليار دولار وذهب التقرير الى جهة خارجية وجاء وفد مع القوني اخ حميدتي لتأكيد المشروعات.
وأضاف: اللجنة بدات رفع التصورات للتصديق وتمت الموافقات الاولية من الاهالي ثم المحلية ثم الوالي حيث كانت سعة المعسكر الواحد ثلاثة الف ومطار بمدرج يبلغ حوالي 35 كيلو خارج وداخل البحر. وبدأت المسوحات الاولية على مستوى الثلاث مطارات العسكرية.
كما كانت الخطة ان تكون قوة الدعم السريع 30 الف جندي.
وذكر عندما لم يتم التصديق الاول بدأ الصراع بين الجيش والدعم السريع حينها هدد حميدتي قائلا في( حال عدم التصديق للمشاريع ساستلم السلطة بالقوة لتمرير هذه المشاريع ) وكان هذا سبب الصدام الحقيقي بين والجيش ومليشيا الدعم السريع عندما شعر الجيش ان الدعم تخطى المسؤولين والجيش.
وقال عبدالقادر انا كنت جزء من اللجنةوهذا المشروع كبير جدا وقال “املك الشعب السوداني هذه المعلومات حيث تم التحشيد ووصل الوضع الى ماوصل عليه من الحرب”.
من جهتها قالت قوات الدعم السريع إن بيان انشقاق مستشاري الدعم السريع فصل من فصول ما وصفته بعبث “الحركة الإسلامية”.
وأضافت في بيان لها أن الذين ظهروا في مؤتمر صحافي ببورتسودان لا صلة لهم بقوات الدعم السريع.
قيادات شرق السودان علقت على الخطوة ودعت إلى التحقيق، فقد دعا مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا، عبدالله أوبشار، قيادة الدولة إلى التحقيق مع أي شخص له صلة بمؤامرة كانت ومازالت ضد السودان، في إشارة إلى المستشارين المنشقين عن الدعم السريع.
وطالب في تدوينة على فيسبوك، بعقد محاكمات عاجلة وتقديمهم للعدالة جراء دورهم في إحراق الوطن وتشريد ملايين الأبرياء العزل، واضاف “لن تسقط دماء شعبنا بالتقادم”..
المحلل السياسي عبد الحميد عبد الماجد قال إن الخطوة ليس لديها قيمة كبيرة في الوقت الراهن، مشدداً على تأخر وصول هذه القيادات وكان لابد أن تنشق في وقت مبكر لجهة أنهم نخب ومثقفين.
وأشار من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” إلى أن الوصول المتأخر لم يخلق زخم بل على العكس تم توجيه الانتقادات للمستشارين.
وأضاف: “الأثر ضعيف الآن خاصة وأن أعداد كبيرة من أبناء السودان والمسيرية وأبناء الحواضن المختلفة عرفت ماذا يعني الدعم السريع وماذا تعني هذه المليشيا الإرهابية”.
أما المحلل السياسي د. راشد محمد فقد عزا انشقاق المستشارين لتراجع قوة الدعم السريع على مستوى ميدان المعركة في القتال الأمر الذي قال إنه أضعف دورهم السياسي وأصبحوا غير قادرين على ممارسة أي مهام بوظيفتهم.
وقال راشد لـ”النورس نيوز”: واضح من خلال مجريات الأحداث أن الدعم السريع كمؤسسة وكمليشيا إلى زوال فكان لابد أن ينقذوا أنفسهم.
وأوضح راشد أن هذه الخطوة ستنعكس على إتجاه إنهاء الحرب بسبب عدم وجود أفق مفاوضات واضحة للعيان حاليآ او متوقعة، لأن الإتجاه الأول والذي كان مرتبط بمنبر جدة لم يلتزم به الدعم السريع ولن تكون هنالك أشواط إضافية بالنسبة للمفاوضات، ومالم يلتزم به الدعم السريع ولذلك الحرب تمضي في طريق الحسم العسكري.