الناطق باسم حركة جيش تحرير السودان محمد الناير لـ”النورس نيوز”: الحركة احتضنت أكثر من 5 ملايين نازح في مناطق سيطرتها
حوار : هبة علي
كشف الناطق بإسم حركة جيش تحرير السودان محمد عبد الرحمن الناير عن مجهودات الحركة لوقف الحرب وفتح المسارات الإنسانية لإيصال الإغاثة والتي قال إنها تواجه عقبات تحول دون ايصالها، وعدد الناير من خلال حوار “النورس نيوز” معه تحالفات الحركة الموقعة لتعزيز مبدأ الحياد، كذلك استرسل بالتعقيب على تشكيل حكومة ببورتسودان وأخرى ألمح الدعم السريع بها، محذراً بدوره من الانزلاق بسناريو وصفه الأسوأ من الليبي..
_كحركة.. ماهي مجهوداتكم الخاصة في وقف الحرب؟
منذ اندلاع الحرب العبثية في 15 أبريل 2023م ، ظلت الحركة تناشد وتدعو إلى وقف وإنهاء الحرب وفتح المسارات الإنسانية لإغاثة الضحايا، وتواصلت وتعاونت مع المنظمات الدولية في إيصال المساعدات للمتضررين في مناطق دارفور المختلفة، وسهلت مرور القوافل في مناطق سيطرتها، واحتضنت أكثر من 5 ملايين نازح في مناطق سيطرتها،كذلك التقت بعدد من القوي السياسية والمدنية السودانية في إطار سعيها لتكوين أكبر جبهة وطنية لإيقاف وإنهاء الحرب ومن ثم إجراء حوار سوداني سوداني لمخاطبة جذور الأزمة التأريخية لا يستثني أحداً سوي المؤتمر الوطني وواجهاته أو من رفض، وكذلك الحركة طرحت مبادرة نداء الفاشر لجعلها منطقة منزوعة السلاح ومركزاً للإغاثة والعمليات الإنسانية بخروج كافة أطراف الحرب.
_هل لديكم تحالفات لأجل وقف الحرب.. ومع مَن ؟
تواصلنا مع عدد من القوي السياسية والمدنية ووقعنا معها اتفاقيات ثنائية في جوهرها تعزيز مبدأ الحياد وعدم دعم اي طرف من أطراف الصراع ،وتكوين أكبر جبهة وطنية لإيقاف وإنهاء الحرب ، ومن أبرز هذه القوى: حزب الأمة القومي ، الحزب الشيوعي السوداني ، حزب البعث العربي الإشتراكي الأصل، الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ، حزب المؤتمر السوداني ، تجمع قوى تحرير السودان ، الجبهة الوطنية العريضة، التحالف السوداني، وكذلك وقعنا إعلان نيروبي مع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال والدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس وزراء الثورة، وغيرها، ولا نزال نسعى للإلتقاء ببقية القوي السودانية التي تؤمن بمبدأ وقف وإنهاء الحرب.
_ كيف تقيّمون حراك القوى السياسية والمدنية كمؤتمر القاهرة وأديس أبابا .. هل حقق نوع من انواع الاختراق إزاء أزمة السودان؟
أي حراك أو جهود لإنهاء الحرب في السودان مطلوب، وندعم اي اتجاه في هذا الصدد، لا سيما وحدة السودانيين في إطار مواجهة الأخطار والتحديات التي تواجه بلادهم.
_كيف انعكست مخرجات جنيف والتوصل لإتفاق فتح الممرات على الوضع الإنساني بمناطق سيطرتكم ؟
للاسف لا تزال أطراف الصراع تضع العراقيل أمام وصول الإغاثة والمساعدات ، ورغم حديثهم عن فتح المعابر إلا أن الإغاثة التي وصلت أقل بكثير من الكمية المطلوبة، حيث السودان يعيش حالة مجاعة حقيقية لا سيما في معسكرات النازحين، فالأمر يحتاج إلى تدخل دولي لفرض صول الإغاثة والمساعدات وعدم تركه لأطراف الصراع التي تستخدم الإغاثة كسلاح ضد المواطنين.
_هل يمكن أن تصبح لبنة يُبنى عليها إتفاق قادم؟
الأمر يحتاج إلى إرادة حقيقية وتحلي بالوطنية، والنظر بعين الرحمة لما يعيشه ملايين السودانيين من معاناة بسبب الحرب وآثارها التي دخلت اي بيت في السودان.
_هنالك تغييرات ميدانية كبيرة في حرب الجيش والدعم السريع، هل يمكن أن تقود لإنهاء الصراع بالحسم العسكري او تساهم في التوصل لإتفاق بينهما لوقفها؟
ليس هنالك أي تغييرات كبيرة في مشهد الصراع، وتقدم الجيش بضع كيلومترات لا يعني استلامه زمام المبادرة وإنتصاره في الحرب، وكذلك الحال بالنسبة للدعم السريع رغم سيطرته على مساحات واسعة من السودان، إلا إنه لا يلوح في الأفق نصر عسكري نهائي لاي طرف من الأطراف، لذا لابد من أعمال العقل والحكمة والدخول في عملية سلمية لإنهاء الحرب وتقصير معاناة السودانيين، طال الزمن أم قصر سوف تنتهي الحرب على طاولة المفاوضات، فلماذا الإصرار على الحماقة وتطويل أمد الحرب وسقوط المزيد من الضحايا؟!
_ تتجه السلطة في بورتسودان لتشكيل حكومة.. مارأيك بالخطوة.. ماهي العقبات التي ستواجه التشكيل في مثل هكذا تعقيدات؟
حكومة بورتسودان ليست لديها شرعية دستورية كي تتحدث عن تشكيل حكومة من عدمه، هي حكومة جاءت عبر انقلاب عسكري في 25 إكتوبر، واسقطت حكومة مدنية بغض النظر عن ملاحظاتنا وموقفنا منها، وإعلانها لحكومة انقلابية جديدة هو تعميق للأزمة وتقسيم السودان على النموذج الليبي في اتجه الدعم السريع لتكوين حكومة في مناطق سيطرته، لذا المطلوب من جميع الأطراف التعامل مع الأزمة الوطنية بجدية وعقلانية والابتعاد عن النظرة الضيقة التي كانت سببا في تناسل الحروب وعدم الاستقرار السياسي منذ عام 1955م،المطلوب الآن إيقاف وإنهاء الحرب وليس تأجيج المزيد من الصراعات والشقاق.
_من جانبه المح الدعم السريع لتشكيل حكومة موازية، هل نحن أمام السيناريو الليبي؟
إذا سار الدعم السريع على نفس النهج وشكّل حكومة موازية في مناطق سيطرته، سيدخل السودان مرحلة جديدة أكثر من سوءًا من النموذج الليبي، وبالتالي سوف تتعقد الأزمة أكثر فأكثر وقد تنتهي بتقسيم السودان، فليس الجيش والدعم السريع هما الوحيدان اللذان يسيطيران على السودان، فهنالك الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال وحركة/ جيش تحرير السودان ، تسيطران على مناطق شاسعة بحجم دول، وبكل تأكيد سيكون لهما موقف من هكذا إجراءات اذا حدثت.
_ في حال إستمرار الأزمات الحالية .. مامصير السودان؟
للأسف سيكون مصيره حرب الكل ضد الكل والتفكك والإنهيار.