أحمد شاع الدين ..طينة الأبرار… وسليل الاخيار
د. عاصم محمود …المحامي
في بادية البطانة وعلى قبالة جبال الهشيب وبين ام سرحة والصباغ الرتاجة وام القرى والدميات والشبيك وتمبول كان مرتع الصبا وبين سهول وبوادي البطانة رضع الفتى من الجسارة والاقدام والشهامة والثبات ، التحق بالكلية الحربية مصنع الرجال فتجلت قدراته وبسالته في العمليات العسكرية فخاض المعارك تلو المعارك في غياهب غابات الجنوب واحراش السافنا وفي نصب عينيه السودان الوطن العظيم وميثاقه الميري الاخضر والوفاء لتراب الوطن …
الشهيد أحمد شاع الدين له بعد اجتماعي كبير في الشرق فهو ليس ابن الشكرية فقط ولكنه بن البجا في الشرق وابن كردفان وابن الشمال وابن دارفور بل ابن السودان لأن استاندر السوداني الاصيل ، وفي خلال عمله بولاية كسلا في الفرقة ١١ كان شاع الدين القاسم المشترك بين الجميع كان يتوسط المجتمع وكان لصيقا بمعاش الناس والحركة اليومية للحياة فلم يشتكي منه أحد ولم يلومه أحد ولم يظلم ولم يتعدى على أحد ، كان نعم المدير ونعم القائد ونعم الاخ .
وما أن اطلت هذه الحرب اللعينة كان شاع الدين صمام أمان فيها حيث ظل مرابطا ومتقدما في أقصى غرب ولاية كسلا في سهل البطانة متاخما للجزيرة وكان الجميع في حلفا الجديدة وكسلا والقضارف بل وكل شرق السودان يحسون بالامان والطمأنينة لأن هذا الرجل الامين مع إخوته يسهرون في تأمين منافذ العدو إلى أن قيض الله له الفتوحات بانهيار المليشيا في الجزيرة واستدار كيكل ظهره على المليشيا واصطفافه إلى الحق والكرامة وكان بجهد مقدر من الشهيد شاع الدين وبذا انحدر مؤشر العد التنازلي للمليشيا في التدحرج وكان السهم الذي استغرق في خاصرة المليشيا وافقدها وعيها وأعلن بداية نهايتها في ارض السودان …
الشهيد شاع الدين تبكيك الجوامع الفي البلد وتبكيك المدن وفيالق المجاهدين في الدفاع الشعبي الذين دربتهم وعلمتهم فنون القتال وقبلها سماحة الخصال وخضت بهم اشرس المعارك ، وتبكيك الكتائب الاستراتيجية وجنودك والضباط الذين رافقوك في الميادين وتبكيك كسلا التي تشهد نقاءك وطيب معشرك وعدلك بين الناس .
نعم لقد طلب الشهادة فنالها مقبلا غير مدبر مدافعا ومنافحا قائد من أبناء السودان الخلص ، إن الفقد جلل ولكن الاصطفاء للشهادة من عند الله للاخيار والشهداء اكرم منا جميعا …
التحية لقواتنا المسلحة وهي التي تزخر بمثل شاع الدين ليعلموا الناس معنى القيادة والثبات ….
والتحية لأهلنا في البطانة وهم يقدمون الانموزج في الاستبسال والاقدام ..
والتحية للسيد القائد العام للقوات المسلحة الذي هب وخف إلى البطانة وكان لقدومه المواساة الحقيقية للمصاب الجلل وأكد أنه قائد ويستحق الاحترام .
*والله اكبر والنصر لقواتنا المسلحة