تصريحات ياسر العطا… كشف خفايا الحرب والمخطط الخبيث
النورس نيوز- هبة علي- نقاط عديدة تحدث عنها مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ياسر العطا يوم أمس من خلال لقاء على شاشة التلفزيون القومي، حيث استعرض العطا الوضع الميداني العام، مشيراً إلى أن الأداء التعبوي والتكتيكي يسير بشكل جيد، كما أن الوضع الاستراتيجي يتقدم بشكل ملحوظ.
وقد صعّد مؤخراً الجيش بعملياته العسكرية وشن هجمات واسعة على مواقع قوات الدعم السريع، وتمكن من خلاله على بسط سيطرته على بعض المواقع في الخرطوم وبحري واستعادة محور جبل موية بولاية سنار وكذلك إعلان ولاية النيل الأزرق خالية من تواجد قوات الدعم السريع ، وفي غضون ذلك، أعلنت القوة المشتركة المساندة للجيش، تحقيقها انتصارات على الدعم السريع بغرب البلاد والسيطرة على قاعدة عسكرية تتبع لقوات الدعم السريع في ولاية شمال دارفور، وتكبيدها خسائر في الأرواح والآليات العسكرية، بالإضافة إلى أسر العشرات من الجنود وفق بيانات لها صدرت بالفترة الماضية.
واندلع القتال بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل العام الماضي، وتسبب في أزمات إنسانية عديدة وخلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، و مايقارب عشرة ملايين نازح ولاجئ، فضلاً عن شبح المجاعة الذي يهدد حياة “25” مليون سوداني، وإضافة إلى تدمير البنية التحتية للبلاد.
وأوضح أن الخطط التي وضعتها القيادة العليا تتضمن استراتيجية شاملة تحتوي على مجموعة من الخطط التعبوية والتكتيكية التي تدعم الاستراتيجية العامة.
وأكد أن العمليات العسكرية تتقدم بشكل جيد في جميع محاور القتال وفقاً للخطة التي وضعتها القيادة العامة. وأشار إلى أن القوات المسلحة حققت تقدماً ملحوظاً في مجالات متعددة، بما في ذلك الإعداد الجيد للقوات وتجهيزها، مما ساهم في تعزيز القدرات القتالية.
وأوضح أن الانتصار في معركة جبل مويا يعد أمراً حيوياً، مشيراً إلى الأهمية الاستراتيجية للمنطقة، حيث أن تحريرها سيفتح المجال أمام التقدم في ولايات سنار والنيل الأزرق والجزيرة. وأشاد بتضحيات القوات التي نفذت المهمة، وكذلك جهود القادة الذين أشرفوا على العمليات، مؤكداً أن التحرير تم بأقل جهد وخسائر ممكنة. كما أشار إلى أن القيادة العسكرية تسعى لتحقيق أهداف استراتيجية كبيرة في العاصمة، تتماشى مع أهداف مرحلية تؤدي في النهاية إلى التحرير الكامل.
العطا كشف أنه كان قد حذر منذ عام 2017 من احتمال نشوب حرب بين القوات المسلحة و الدعم السريع، وذلك خلال فترة توليه إدارة العمليات الحربية. وأكد العطا أنه استمر في إرسال هذه التحذيرات حتى قبل اندلاع الحرب بثمانية أيام، وذلك خلال مناسبة رمضانية حضرها عدد كبير من القادة البارزين، بما في ذلك قيادات قوى الحرية والتغيير.
وأكد أن الحرب بدأت فعلياً منذ عدة سنوات، حيث كانت هناك تحضيرات مكثفة من قبل المليشيا، بالإضافة إلى استقطابات اجتماعية وسياسية. وأشار إلى أن الهدف الاستراتيجي للمليشيا وداعميها من دول الإقليم كان السيطرة على السلطة، موضحاً أن هذا القرار اتخذ بعد الإجراءات التصحيحية التي تمت في 25 أكتوبر 2021.
كما أكد العطا أن الوضع كان يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة التهديدات المتزايدة، مشيراً إلى أن التحذيرات التي أطلقها كانت تهدف إلى تنبيه الجميع حول المخاطر المحتملة. وأعرب عن أمله في أن يتمكن الجميع من تجاوز هذه الأزمة واستعادة الاستقرار في البلاد.
من جانبه استعرض الخبير الأمن العسكري اللواء الركن المتقاعد، عبد الغني عبد الله ما حصلت عليه “مليشيات” الدعم السريع من مزايا وتسهيلات ودعم لوجستي غيرمحدود وفتح الرقم الوطني لكل من استجلبتهم من دول غرب أفريقيا وتعديل تبعيتهم إلى رئاسة الجمهورية في عهد الإنقاذ وجبل عامر بكامل والتمديد في مناطق أخرى بحثا عن الذهب وشركات لا حصر لها كلها تمسك بتلابيب الاقتصاد وغيرها خلف منها قوه اقتصادية وأصبحت تملك مليارات الدولارات وترليونات العملة المحلية وتجنيد قبلي من القبائل المحلية وشراء ورشوة زعماء القبائل والعشائر والتقرب إلى كل مبدع في مختلف المجالات، كما أنهم قاموا بتجنيد معظم مرافيد القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والحق لهم الجيش ما يفوق ال450 ضابط من بينهم اكفأ 8 ضباط.
وأوضح عبد الله من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” أن هنالك عوامل عدة أدت إلى زهو المليشيات الأمر الذي جعلها تشعر أنها وصلت إلى السيطرة التامة على البلاد.
وأبان أن المليشيا كانت تملك من المركبات المدرعات والعنصر البشري ومواد تموين القتال ما يفوق القوات المسلحة عشرات المرات وترك الباب مفتوح لحميدتي في التحركات الخارجية.
وأضاف : “أذكر أنه في إحدى زيارات لدولة الإمارات كان يوجد معرض عسكري شارك فيه التصنيع العسكري ومكث لأكثر من أسبوع ولم يكلف نفسه بالمرور، وكانت زيارته من خلال ما تم التنسيق مع دويلة من أجل المليشيات وليس السودان احتلال لمقار القوات الخاصه وقوات الأمن ومحاول السيطره على المدرعات كلها تشير لما كان ينوي له وأعتقد أن تحركاته كانت مرصوده لكن ميزان القوي كان يميل لصالحه فقواته تخطت ال200 ألف ومركبات القتاليه تفوق العشرة ألف مركبة واسلحة مختلف العيارات وذخائر لا تحصى وتشوين لا محدود وتدريب عالي وخط مفتوح من الإمارات”.
ولفت عبد الله إلى قيام حميدتي بتحييد فرق الغرب في كل من الأبيض وبابنوسه ونيالا والعين الجنينه مما جعلها لا تستطيع دعم و مساندة قوات المركز او الفرق الأخرى وأعتقد أن هذه الفرقة لولا التحييد كانت ستقضي على التمرد في أيامه الأولى، وكل المؤشرات في الفترة الأخيرة كانت تشير إلى أن حدثاً سيحدث لكن كان للقياده رايها وكانت ترى ما لا نرى.
أما المحلل السياسي بشير علي فيرى أن الحرب بين الجيش والدعم السريع كانت مصيراً محتوماً بيد أن تجنب الاصطدام بهذا المصير كان ممكناً إذا كانت هنالك إرادة ورغبة في تجنبه عبر إتفاق يحقن دماء السودانيين.
وشدد علي بحديثه لـ”النورس نيوز” على عدم ضرورة البكاء على أخطاء الماضي بل التعلم منها بدمج الجيوش والمليشيات في جيش واحد.
وأضاف: “أعتقد أن هنالك خطة عسكرية من قبل الجيش تمضي جيداً الأمر الذي يمكن أن يعجل بإنهاء الحرب ولكن تبقى معالجات المشكلات التي أدت إلى الحرب ضرورة لتجنب حدوث ذات الأمر مستقبلاً”.