أجمع مراقبون على أن الخطاب الأخير الذي ألقاه قائد المليشيا محمد حمدان دقلو (حميدتي) ظهر خلاله مرتبكاََ ومقراََ بالهزيمة التي تلقاها جنوده في مختلف جبهات ومحاور القتال من جانب القوات المسلحة السودانية التي حققت انتصارات واسعه على المليشيا آخرها استعادة جبل موية منها في معركة كسرت شوكة التمرد.
تقرير : النورس نيوز
إثارة جدل
وقد أثارت كلمة قائد المليشيا كثيراََ من الجدل التي اتهم خلالها مصر بالمشاركة في الضربات الجوية على قواته في منطقة جبل موية حيث رأى البعض أن الإتهام دليل على حالة الإفلاس التي تعيشها الميلشيا التي ارتكبت جرائم كبرى بحق أهل السودان، وإستعانته بالمرتزقة من خارج البلاد، لتفتيت السودان.
ورداََ على إتهام قائد المليشيا القاهرة بالمشاركة في قصف قواته، أصدرت الخارجية المصرية بياناََ قالت فيه إنها تنفي المزاعم التي جاءت على لسان حميدتي بشأن اشتراك الطيران المصري في المعارك الدائرة بالسودان.
ودعا البيان المصري المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد الدعم السريع.
خطاب حزين
وسارع مسؤولون في السودان بالتعليق على خطاب قائد المليشيا ، إذ قال حاكم إقليم دارفور ، مني أركو مناوي، إن حميدتي ” إعترف أن الإتفاق الإطاري وراء إندلاع الحرب.. وما قاله حذرنا منه ونصحناه هو وقوى الحرية والتغيير قبل أكثر من عامين لكنهم لم يستبينوا نصحنا”.
وأضاف مناوي في تغريدة على منصة “إكس”، “الآن بدأت تظهر مفاصل المؤامرة على السودان”، وتابع، أن الحل الوحيد هو الإعتراف بالأخطاء من أجل أبناء السودان.
كما علق وزير المالية وزعيم حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم بقوله (قد لايدري قائد المليشيا أنه بخطابه الحزين قد نعى عملياً -من حيث يدري أو لا يدري- مغامرته لحكم السودان بالزندية، وأعلن هزيمة أوغاده، وتبرأ من جرائمهم النكراء التي أفقدته كل شيء، ولكن بعد أن تلبسته من قمة رأسه إلى أخمص قدميه).
فزع أخير
أعتبر د. محمد إسماعيل زيرو سكرتير تنسيقية القوى الوطنية
أن خطاب قائد المليشيا بمثابة نداء الفزع الأخير للمليشيا بعد أن تيقن أن جميع قواته تساقطت ولم يبقى إلا الشفشافه الذين حاول التبرؤ منهم.
وقال زيرو في حديث لـ ( النورس نيوز) أن خطاب قائد المليشيا
أكد علو كعب القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى وقوات الحركات المسلحة الأخرى والمستنفرين وسلاح الطيران، وأوضح أنه بالخطاب فقد أي طريقة للتفاهم والتقارب مستقبلاََ مع أمريكا ومصر، وأشار إلى أن الخطاب حمل عدة رسائل جزء منها إيجابي في حسم المعركة وآخر سلبي يدعو للكراهية والعنصرية وأبان أن من الرسائل الإيجابية للخطاب أكد الروح الانهزامية لقائد المليشيا وبثها وسط قواته.
تصعيد خطير
وأعتبر آخرون أن حميدتي ألقى أسوأ خطاب له منذ بدء الحرب وهو يقر بهزائمه السياسية من خلال الهجوم على الإتفاق الإطاري، محملاََ إياه مسؤولية الحرب إضافة لخسائره العسكرية الأخيرة، وأقر كذلك بإنتهاكات قواته بصورة غير مباشرة.
وعلى صعيد القوى السياسية، وصف خالد عمر يوسف عضو المكتب القيادي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) خطاب حميدتي بأنه تصعيد خطير في لغته ضد عدد من القوى الخارجية في منحى يعقد الأزمة ولا ينتج لها حلولاََ.
حديث مغاير
ولأول مرة أفصح حميدتي عن موقفه من الاتفاق الإطاري الذي كان كثيراً ما يردد أنه من الداعمين له، لكنه ظهر في خطابه بحديث مغاير، وأكد أن الاتفاق الموقع في ديسمبر 2022م هو سبب الحرب، وقال إنه حذر الأمريكيين والمجتمع الدولي ودول الرباعية والإتحاد الأفريقي والثلاثية من أن “الإطاري” سيأتي بمشاكل.
وأضاف موجهاََ حديثه للمجتمع الدولي: (إذا كنتم تريدون عودة المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية لماذا دمرتم البلد عبر الاتفاق الإطاري).
بداية نهاية
الكاتب الصحافي الهندي عز الدين قال إن خطاب حميدتي المرتجل يشكل بداية النهاية لتمرد ميليشيا الدعم السريع في السودان، فقد أعلن الهزيمة بشكل غير مباشر.
وأضاف عز الدين في تغريدة على منصة( إكس) أن الخطاب كشف عن توقف الإمداد الخارجي، حتى أنه أمر قواته بعدم إهدار الذخيرة فرحاً بأي نصر.
إنتقاد حاد
بدوره وجه يوسف عزة المستشار السياسي السابق لقائد مليشيا الدعم السريع، انتقادات حادة مبطنة إلى “حميدتي“، في إشارة إلى خطابه الأخيرة.
وقال عزت في تغريدة على منص (إكس) : ليس دفاعاََ عن أحد ، لكن هنالك الكثير من الأحاديث عن فترة ما قبل الحرب يجب أن لا تطلق هكذا ضمن دعاية الحرب”.
وأضاف “يتحمل الجميع وزر ما جرى ويجري بدرجات متفاوتة ولكن الحقائق التاريخية يجب عدم تزويرها”.
وتابع “لم يحن الوقت للحديث عن من بدأ الحرب أو دور الأطراف الدولية والإقليمية فالأولوية يجب أن تكون لوقف الحرب ووقف الانحدار للدرك السحيق فلن تحسم الحرب إلا بالحل السلمي التفاوضي وبحل سياسي شامل للأزمة المستفحلة”.
إعترافات عديدة
أطلق قائد المليشيا حميدتي خلال خطابه عدداََ من الإعترافات في قضايا، ظل مستشاروه وحاضنته السياسية وداعموه الإقليميون ينكرونها طوال فترة الحرب التي أوقدت نارها مليشيا الدعم السريع.
أهم هذه الإعترافات هو إقرار قائد المليشيا بأن الاتفاق الإطاري كان هو السبب في إندلاع الحرب، وقرن ذلك بأنه كان رافضًا للاتفاق الإطاري!!. وبهذا يكون قائد المليشيا قد فضح حاضنته السياسية (قحت – تقدم)، إضافة إلى إعترافه بهزيمتهم في منطقة (جبل موية)، وإن كان قد نسب إنتصار الجيش السوداني على قواته إلى تدخل الطيران المصري، وهو إتهام نفته الخارجية المصرية نفياََ قاطعاََ.