الدبلوماسية السودانية.. أن يأتي متأخرا خير من ألا يأتي
تقرير : نبيل صالح
بعد عام ونيف من الحرب والتكالب الإقليمي والدولي على السودان بتمويل وتبني موقف الدعم السريع السياسي على مستوى المحافل والدبلوماسية الدولية استطاعت الدبلوماسية السودانية كسر الطوق الحديدي والعودة تدريجياً إلى المجتمع الإقليمي والدولي بفضل الجهود الدبلوماسية.
الاختراق الدبلوماسي الذي حققه السودان في الشهور الثلاث الأخير لم يعد خافياً على احد بشهادة المراقبين السياسيين على المستوى الداخلي والخارجي.
وفي الاجتماع الذي عقد قبل أسابيع في القاهرة بين وزيري خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر العربية فاجأ وزير الخارجية المصري المراقبين بحديثه في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اجتماعه بـ “بلينكن” بقوله بأنه يجب ألا يضع العالم الجيش السوداني والدعم السريع في كفتين متوازيتين في إشارة واضحة إلى تحول الموقف المصري المعلن بالحياد إلى الانحياز للمؤسسات السيادية.
وفي غضون التحول الكبير في مواقف الكتل الإقليمية والدولية قال رئيس وفد الاتحاد الافريقي الذي زار السودان في منتصف الأسبوع الماضي د. محمد جاد أن اجتماعاتهم مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ناقش إمكانية فك تجميد عضوية السودان في الاتحاد الافريقي إذا اتخذت الحكومة السودانية خطوات معينة، الأمر الذي اعتبره المراقبين اختراقاً وتحولاً في موقف الاتحاد الافريقي إزاء الأزمة السودانية، وقال خبير العلاقات الدولية المصري د. محمد الماعوطي أن الحكومة السودانية حققت اختراقات دبلوماسية في الشهور الثلاث الأخيرة، وأضاف في حديثه لـ”نورس نيوز” أن هذا الاختراق سوف يحدث تحولاً في المواقف إزاء الأزمة لصالح الحكومة السودانية، وتابع “بالرغم من هشاشة الاتحاد الافريقي وعدم قدرته على حل الأزمة السودانية أو أية أزمة في الإقليم الا ان الموقف في حد ذاته مؤثر جداَ وربما سيكون له تأثير على الرأي العام العالمي “.
ومن جانبه يرى المحلل السياسي د. سعيد جلال أن الحكومة السودانية بفضل الجهود الدبلوماسية حققت العديد من الأهداف في استقطاب الدعم السياسي والمالي، ويحمد لها ما حدث مؤخراً من تحولات كبيرة في مواقف دول مؤثرة كانت تقف في زاوية الصمت، وأكثر الكيانات الإقليمية التي كانت تقف في الحياد السلبي هو الاتحاد الافريقي الذي زار بورتسودان مؤخراً ولمسنا من خلال تصريحات رئيس بعثته بأن ثمة تغيراً جوهرياً في موقفه إزاء الأزمة السودانية، إلى جانب اللقاءات التي عقدها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في الشهر الماضي وتابع ” نتائج الاجتماعات الأخيرة مع قادة الدول ووزراء خارجيتها ستأتي أكلها قريباً جداَ لصالح حسم المعركة لصالح القوات المسلحة السودانية”.
