البرهان …الصوفي ( الراستا وواقف قنا)

البرهان…الصوفي (الراستا وواقف قنا)

 

ملتزم …صبور …يصعب فهم طريقة تفكيره

 

قائد يبدع في خطف الأضواء ( ناس الشجرة بسلموا عليكم) !

 

( بالمفك والزردية) أصبح ترند عالمي ورقم يصعب تجاوزه

 

اعداد: رضا حسن باعو

لم يكن اسم البرهان حاضرا في مقدمة المشهد السياسي السوداني في السابق، فقد عرف بأنه عسكري مُنضبط، تدرج في مختلف المراتب العسكرية منذ أن خدم في الجيش السوداني ضابطا في سلاح المشاة، حتى أصبح قائدا للقوات البرية.

وفي فبراير من العام 2019م أعلن رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة السابق المشير عمر البشير تعديلات في قيادات الجيش، شملت ترقية البرهان من رتبة فريق ركن إلى فريق أول، وتوليه منصب المفتش العام للقوات المسلحة.

يقول عنه عدد من زملائه بأنه شخص يتسم بالاعتدال وظل عسكريا ملتزما بعيدا عن الانتماء إلى أي تنظيم سياسي.

 

وتقول تقارير إن البرهان أشرف على مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن، ضمن التحالف بقيادة السعودية بالتنسيق مع قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي.

ترجع جذور البرهان إلى ولاية نهر النيل الواقعة حيث ولد في عام 1960 في قرية قندتو في أسرة دينية تتبع الطريقة الختمية، وهي إحدى الطرق الصوفية الكبرى في السودان، وكان لها دورها في الحياة السياسية السودانية ممثلة بالحزب الاتحادي الديمقراطي المنافس التقليدي لحزب الأمة.

والده هو عبد الرحمن البرهان، ووالدته صفية الصديق يعود نسبها إلى الشيخ علي الحفيان أحد شيوخ الصوفية في السودان، أما جده فهو عبد الرحمن البرهان المدفون في مدينة العيدج وسط السودان، ويعد قبره هو الآخر أحد مزارات الصوفية.

 

لعبد الفتاح البرهان 7 إخوة أشقاء وأختان شقيقتان، كما أن له إخوة وأخوات غير أشقاء من زوجة والده الثانية.

وينتمي البرهان إلى عائلة متدينة على الطريقة الختمية، وهي إحدى الطرق الصوفية في السودان.

تزوج البرهان من فاطمة سليمان، ولديه 3 أبناء (ولدان وبنت) توفي أحد أبناءه في حادث حركة بتركيا وقد عاش السنوات الأخيرة قبل ثورة 2019 ضد البشير متنقلا بين اليمن والإمارات.

مراحل دراسته..

درس البرهان المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس قريته، وانتقل بعد ذلك إلى مدينة شندي القريبة من القرية ليكمل دراسته الثانوية، ثم التحق بالكلية الحربية السودانية ضمن ضباط الدفعة الـ31 وتخرج فيها، وانتدب لدورات تدريبية في مصر والأردن حتى عام 2018.

تجربته..

بعد تخرجه في الكلية الحربية عمل بالعاصمة السودانية متنقلا بين وحدات الجيش السوداني، كما عمل مع قوات حرس الحدود فترة طويلة، ثم ملحقا عسكريا في الصين، وعيّن بعد ذلك قائدا لقوات حرس الحدود، ثم تدرج ليصبح نائبا لرئيس أركان عمليات القوات البرية، وأصبح بعدها رئيسها.

معاركه العسكرية..

خاض معارك عسكرية مع الجيش أيام حرب الجنوب قبيل انفصال جنوب السودان عام 2011، كما خاض عمليات كثيرة خلال عمله ضابطا في سلاح المشاة، وعمل مدربا في معاهد عسكرية بمنطقة جبيت شرقي البلاد.

ترقيته..

رقاه القائد العام للقوات المسلحة السابق المشير عمر البشير من رتبة فريق ركن إلى فريق أول يوم 26 فبراير 2018، وعينه مفتشا عاما للجيش، وعرض عليه تولي منصب والي إحدى الولايات السودانية لكنه رفض.

الوظائف والمسؤوليات..

تدرج البرهان في المناصب العسكرية، وتقلد عدة وظائف، من أهمها:

الإشراف على القوات السودانية في اليمن بالتنسيق مع محمد حمدان حميدتي منذ 2015.

قائد القوات البرية السودانية عام 2018.

رئيس أركان القوات في الجيش السوداني ثم مفتشا عاما للقوات المسلحة يوم 27 فبراير/ 2018.

ظهوره في ميدان الاعتصام..

ظهر البرهان لأول مرة عقب الثورة التي أطاحت بالبشير في ميدان الاعتصام جوار القيادة العامة رفقة رئيس حزب المؤتمر السوداني السابق ابراهيم الشيخ، وتولى رئاسة المجلس العسكري الانتقالي بعد استقالة وزير الدفاع الفريق عوض بن عوف في أبريل 2019،ثم

ترأس مجلس السيادة السوداني منذ عام 2021.

(ناس الشجرة بسلموا عليكم)

في أول ظهور له بعد اشتداد المعركة والخيانة التي قامت بها مليشيا الدعم السريع قال البرهان الذي كان يدير العمليات العسكرية من داخل غرفة السيطرة بالقيادة العامة حيث ظهر البرهان حينها في لباس العمليات متأبطا سلاحه وبسخرية شديدة تعود عليها في كثير من الأحيان لإيصال رسائل محددة وبذكاء قال لقادة الجيش المجتمعين حينها داخل القيادة العامة (ناس الشجرة بسلموا عليكم) في إشارة إلى سلاح المدرعات الذي تكسرت أمامه كل محاولات المليشيا المتمردة للدخول والسيطرة عليها حيث صارت مقبرة لهم فشلت جميع محاولاتهم التي تجاوزت المائة مرة وتكسرت أمام صمود مقاتلي وأسود المدرعات الذين تعاملوا باحترافية مع العدو.

ناجح في الرماية…

ماعرف عن القائد البرهان أنه من امهر رجالات القوات المسلحة السودانية فهو بارع ودقيق جداً في التصويب والقنص وتصويباته لاتخيب أبدا فكثيراً ما شوهد يصوب رصاصه نحو الهدف ويصيبه بنجاح منقطع النظير.

صمود في المواقف الصعبة..

ظل البرهان صامداً مصنددا رغم الظروف الصعبة التي أحبطت به خلال فترة الحرب خاصة عند وفاة نجله محمد وبثبات وعزيمة الرجال تماسك وتقبل أمر الله بكل قوة رغم صعوبة فقدان الأبناء،كما أنه لم يفكر في حمل جثمان إبنه والمجيء به لدفنه في السودان بعد أن توفي في تركيا وكان ذلك يسيراً عليه لكنه اثر أن لايفعل ذلك فهو يري أن جميع أبناء الشعب السوداني أبناءه فمنهم من مات في مناطق مختلفة عن ديارهم التي ولدوا وتربوا فيها،وتقبل الأمر وظل ثابتاً وصامدا صمود الجبال.

ود البلد (الراستا) ..

لم يكن البرهان رغم طبيعة عمله في القوات المسلحة السودانية التي تتطلب المزيد من الصرامة والهيبة بعيداً عن لغة الشارع السوداني فهو يفهمها جيداً ويدرك معانيها كيف لا وهو إبن قندتو الذي ولد فيها وترعرع في الخرطوم حين إنضم لعرين الأبطال الكلية الحربية،ووضحت درايته ومعرفته بلغة العوام من السودانيين في خطابه الشهير الذي حيا فيه الراستات والسانات والواقفين قنا وهي اللغة التي كان يتخاطب بها جيل ثورة ديسمبر الراكب رأس.

نيولوك في نيويورك..

والنيولوك هنا ليس المقصود به الشكل الذي ظهر به البرهان في العاصمة الأميركية نيويورك خلال مخاطبته اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة وانما في طريقة أداء الخطاب الذي كان متماسكاً واضح أنه كتب بعناية فائقة ودقة كبيرة غطي كل ما ينبغي أن يصل للمجتمع الدولي من قاعة الأمانة العامة للأمم المتحدة.

ثمة أمر آخر أن خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تزامن مع معركة العبور التي ابتدرتها القوات المسلحة حيث عبرت جميع كباري الخرطوم وتلاقت جيوش المناطق التي كانت في عزلة منذ بداية الحرب،وهو العبور الذي انفتح معه الجيش لعدة محاور داخل العاصمة الخرطوم وقام بتحريرها والقضاء علي أوباش مليشيا آل دقلو.

زردية ومفك ترند عالمي..

أصبحت الإشارة التي قام بها البرهان خلال تفقده قواته في منطقة الكدرو العسكرية بعد أن سيطر الجيش علي بحري شمال الخرطوم ترند عالمي،وكانت بمثابة اقصر خطاب قدمه الرجل منذ بدء معركة الكرامة حينما قال مخاطباً جنوده ( ماعندنا كلام كتير) وأشار بيديه قاصداً تلك الإشارة التي ترمز للزردية والمفك كناية عن أن تعليماته المزيد من الضغط على العدو وعدم ترك مجال له للهروب من أي منطقة موجود فيها وإغلاق الطريق أمامه ( بالمفك والزردية) وهي الإشارة التي صار ترند عالمي وتم تداولها بكثافة في معظم دول العالم ونالت إعجاب جميع من تابعها وصارت أحدي الماركات المسجلة باسم القائد البرهان.