أعلنت مصر رفضها المقترح الأمريكي بإرسال قوات أفريقية للسودان،واكدت حرصها الشديد علي دعم السودان في هذه المرحلة.
وقال السفير الدكتور محمد جاد سفير مصر لدى إثيوبيا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، إن السودان تم تجميد عضويته في أكتوبر عام 2021 وحاولنا أن لا يستمر هذا القرار ومن ثم تضمن أن يتم الإشارة إلى ضرورة زيارة من المجلس إلى السودان للتحقيق من الوضع في ظل السعي لعودة العضوية، ومع تطور الأوضاع في البلاد واندلاع الحرب في 15 أبريل العام الماضي، أدى ذلك إلى تكثيف الجهود لإتمام تلك الزيارة المهمة.
وأضاف جاد في تصريحات صحفية على هامش استقبال الوفد الزائر للبلاد فور وصوله إلى مطار بورتسودان الدولي، اليوم الخميس، أن هناك حرص مصري شديد على دعم السودان في هذه المرحلة الدقيقة، ومن ثم عندما تولينا رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي في الأول من أكتوبر الجاري، عقب زيارتنا إلى القاهرة ولقاءنا مع وزير الخارجية المصري الدكتور بدري عبد العاطي، أن تكون وجهتنا إلى السودان مباشرة لإتمام زيارة طال انتظارها.
وأشار جاد إلى أن أسباب تأخر الزيارة لمدة ثلاث سنوات، أن مصر لم تكن ضمن منظومة المجلس لمدة عامين، بالإضافة إلى أن أجندة المجلس والاتحاد الأفريقي مكثفة ومشكلات القارة كثيرة، ولكن في نهاية المطاف عندما تولينا الرئاسة وضعنا السودان أولوية، علماً بأن أخر رئاسة مصرية للمجلس كانت في نوفمبر عام 2021.
وأكد جاد أن الهدف الرئيسي لزيارة وفد مجلس السلم والأمن الأفريقي إلى السودان، هو التعبير عن كامل تضامن الدول الأفريقية الأعضاء مع الدولة السودانية الشقيقة، ومعرفة حقيقة ما يحدث على أرض الواقع، لاسيما أن الاتحاد الأفريقي ينقسم للدول الأعضاء والمفوضية، والأخيرة كان لديها توصيات بالتواصل بشأن السودان، ولكن التواصل الحقيقي يأتي من خلال الدول الأعضاء باعتبارها هي صاحبة القول الفصل في قرارات الاتحاد الأفريقي، ورغم ذلك نحن نثمن الجهود الحثيثة لرئيس المفوضية موسى فكي، ورئيس لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى بشأن السودان محمد بن شمباس بشأن حل الأزمة، ولكن في نهاية المطاف متخذو القرار هم الدول الأعضاء ولذلك حرصنا أن تكون تلك الدول خلال رئاسة مصر للمجلس ضمن زيارتنا إلى السودان.
وبشأن تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، التي كشف فيها عن فتح قنوات اتصال مع الاتحاد الأفريقي بخصوص تهيئته لإعداد وتجهيز قوات للتدخل، بهدف حماية المدنيين في السودان، أعلن جاد رفض مصر القاطع لهذا الطرح، قائلاً: أن هذا الطرح ليس أمراً جديداً، وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم 25 سبتمبر الماضي، تم الدعوة لاجتماع بشأن السودان من بعض الدول الغربية، وتم طرح فكرة ارسال قوات أفريقية إلى السودان وهو ما تم رفضه بشكل قاطع من جانب مصر ومن جانب الدول الأفريقية الأخرى التي شاركت فيه.
وأضاف أن الأوضاع الحالية تفرض علينا الأولويات، وتحديدا وقف إطلاق النار، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية وتقديم التسهيلات لرفع العبء الكبير عن كاهل الدولة، وتقديم المساعدات لمواجهة التحديات الانسانية الكبيرة التي تواجه الشعب السوداني، ومن ثم بشأن ارسال قوات للبلاد هناك يجب إعطاء الأولوية لوقف إطلاق النار أولاً، متسائلاً: “كيف يمكن إرسال قوات ولا زال القتال دائر في عدة مناطق في البلاد؟!”ولذلك نأمل أن يكون هناك وقف إطلاق نار ونحن نسعى جاهدين إلى تحقيق ذلك.
وعن استعادة عضوية السودان في مجلس السلم والأمن الأفريقي، قال جاد إن الخطوة تحتاج إلى أن نبدأ في وضع خارطة طريق لاستعادة العضوية عبر التواصل وتحقيق قدر من التقدم بالنسبة للشروط التي تم على أساسها تجميد العضوية، وهم أولاً وقف إطلاق النار، ومن ثم البدء في تنفيذ خطوات المرحلة الانتقالية والبدء في عملية سياسية وليس شرطاً أن ننتظر نهاية استحقاق الفترة الانتقالية إنما لو وضعنا برنامج محكم وبدأنا تنفيذ عدة خطوات به يمكن في هذه الحالة أن يعكس الجانب السوداني مدى جديته في استعادة الحكم المدني وأضاف أن السودان ليس حالة فريدة من نوعها، وتابع القارة الأفريقية واجهت العديد من التحديات وتجاوزت أزماتها ونثق
في ذلك.