تقرير إخباري- النورس نيوز
لا يخفى على أحد بأن دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل على تأجيج الصراع الدائر بالبلاد منذ تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية في أبريل من العام الماضي وتقديم الدعم للمتمردين بالدلائل والبراهين ومع ذلك ظلت الإمارات ترفض وتنكر هذه الاتهامات الماثلة للعيان والشواهد على ذلك كثيرة.
حاجب دهشة
في خطوة جديدة لها إتجاه مسار الأزمة السودانية دعت الكثيرين لرفع حاجب الدهشة أدانت وزارة الخارجية الإماراتية ما سمته “الاعتداء الغاشم الذي استهدف مقر رئيس بعثة الدولة في الخرطوم من خلال طائرة تابعة للجيش السوداني”
وفي بيان لها، قالت الخارجية الإماراتية إن الاعتداء أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في المبنى، مطالبة الجيش بـ”تحمل المسؤولية كاملة عن العمل الذي وصفته بالجبان.
حق دفاع
الجيش السوداني بدوره نفى إتهام دولة الإمارات العربية المتحدة له بقصف مقر سفيرها بالخرطوم.
وقال في بيان له، إنه “لا يستهدف مقار البعثات الدبلوماسية أو مقار ومنشآت المنظمات الأممية أو الطوعية، ولا يتخذها قواعد عسكرية ولا ينهب محتوياتها”.
وأضاف أن “من يقوم بتلك الأفعال المشينة والجبانة مليشيا متمردي آل دقلو الإرهابية التي تدعمها لإرتكاب تلك الأفعال دول معلومة للعالم، وتستمر في إرتكابها على مرأى ومسمع من الدول والمنظمات الدولية”.
وأكدت القوات المسلحة السودانية أنها لا تقوم بهذه الأعمال الجبانة ولا تخالف القانون الدولي وإنما تستهدف أماكن وجود هذه المليشيا، وهذا حقها في الدفاع عن كيان الدولة السودانية”.
عدم دليل
يقول رئيس القطاع السياسي بحزب الأمة فتحي حسن أن مقر إقامة السفير الاماراتي السابق في الخرطوم حي الراقي وهو منزل مستأجر من مالكه المغدور جمال زمقان المدير السابق في إدارة التصنيع الحربي وانتقلت كافة البعثات الدبلوماسية الي مدينة بورتسودان بعد انتشار مليشيا الدعم السريع في أجزاء واسعة من ولاية الخرطوم ومقر اقامة السفير الاماراتي يقع ضمن مناطق انتشار المليشيا وربما اتخذته سكناََ ومكان لإجتماع قادتها شأنه شان كثير من المقرات والأعيان المدنية التي احتلتها المليشيا واستغلتها لأغراض عسكرية وهو أمر يعتبر جريمة ومخالف للقانون الدولي الإنساني.
وأشار حسن لـ ( النورس نيوز ) إلى أن إتهام الإمارات للجيش السوداني بقصف المقر السابق لإقامة سفيرها أمر لا يسنده دليل لجهة إنتشار المليشيا في تلكم النواحي وربما قامت المليشيا بقصف ذلك المبني ورمي التهمة فى الجيش لكون المليشيا كافة دعمها السياسي والإمداد بالأسلحة والزخائر توفره لها الإمارات ذات نفسها فالمليشيا وداعميها مجرد أدوات في يد الكفيل الإماراتي وأضاف إذا إعتبرنا حديث الإمارات صحيحاَو فالجيش السوداني له الحق في قصف أي موقع داخل أراضيه طالما أن هذا الموقع يستخدم لأغراض عسكرية.
محاولة فاشلة
وزارة الخارجية أعربت عن استنكارها الشديد لما وصفته بالمزاعم غير الصحيحة التي أصدرتها وزارة الخارجية الإماراتية، والتي تتعلق بقصف مقر السفير الإماراتي في الخرطوم من قبل قوات الجيش السوداني.
وأكدت الخارجية السودانية في بيانها على حق الجيش الوطني في حماية البلاد وسيادتها، مشددة على التزام القوات المسلحة بالقوانين الدولية في مواجهة أي اعتداءات أو تهديدات، بما في ذلك التصدي للمرتزقة والإرهابيين في أي مكان. وأشارت إلى أن هذا الحق مكفول بموجب الشرائع والقوانين.
واعتبرت الوزارة وفق البيان أن هذه المزاعم تمثل محاولة فاشلة للتغطية على التقارير الدولية التي تكشف عن الدور السلبي للإمارات في تأجيج الصراع في السودان، مشيرة إلى مسؤوليتها عن الفظائع التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع.
إتهام ورفض
واتهم الجيش السوداني الإمارات مراراََ بتقديم الأسلحة والدعم لمليشيا الدعم السريع فيما ظلت الإمارات تنفي الإتهام لكن مراقبو العقوبات التابعون للأمم المتحدة وصفوا الاتهامات الموجهة للإمارات بأنها قدمت دعماََ عسكرياََ لقوات الدعم السريع بأنها ذات مصداقية.
إخفاء دور
يرى الباحث في العلوم الإستراتيجية والعلاقات الدولية د. حسن شايب دنقس أن إتهام الإمارات للجيش بقصف المقر السابق لإقامة سفيرها واحدة من الفريات التي تطلقها الإمارات تجاه البلاد ورمز القوات المسلحة لإخفاء دورها في إشعال الحرب و رعايتها لمليشيا الدعم السريع وجناحها السياسي المتمثل في قوى الحرية والتغيير (تقدم) و بذلك تريد التنصل عن الدور الذي لعبته في السودان في ظل التقدم الذي تحرزه القوات المسلحة السودانية على المليشيا في كل المحاور وهو ماشكل عليها ضغط كبير للغاية.
وقال دنقس لـ ( النورس نيوز ) أن الإمارات تريد أن تظهر للمجتمع الدولي بأنها معتدى عليها إلاّ أن البيانان اللذان تم إصدارهما من قِبل الناطق الرسمي للقوات المسلحة ووزاة الخارجية فندا إدعاءات الإمارات ووضعاها على المحك وسبق ذلك أن حكومة السودان قدمت شكوى في مجلس الأمن ضد الإمارات العربية المتحدة بالأدلة و الوثائق حول دعمها لمليشيا الدعم السريع