الأخبار الرئيسيةتقارير

الجيش السوداني.. عمليات برية واسعة.. هل شارفت النهايات؟

الخرطوم- هبة علي

لليوم السادس على التوالي يستمر التصعيد العسكري الذي بدأته قوات الجيش ضد قوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم وعدد من محاور القتال الأخرى، ويأتي التصعيد غير المسبوق والذي وصف بأنه الأعنف من نوعه منذ بدء الحرب، بعد جولات عديدة لإيجاد حل سياسي عبر التفاوض والتي لم يكن النجاح حليفها رغم حدوث إختراق في ملف إيصال المساعدات الإنسانية، مخلفاً جدلاً واسعاً عن مايترتب عليه..

 

واندلع القتال بين القوات المسلحة والدعم السريع في منتصف أبريل العام الماضي، وتسبب في أزمات إنسانية عديدة وخلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، و مايقارب عشرة ملايين نازح ولاجئ، فضلاً عن شبح المجاعة الذي يهدد حياة “25” مليون سوداني، وإضافة إلى تدمير البنية التحتية للبلاد..

وبفجر الخميس الماضي شهدت الخرطوم معارك شرسة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في عدة نقاط استراتيجية، وهذه الاشتباكات لم تقتصر على الخرطوم فحسب، بل امتدت إلى مناطق أخرى مثل ولاية سنار، منطقة الفاو، ومصفاة الجيلي، مما زاد من حدة التوتر في البلاد.
وتركزت العمليات العسكرية بشكل خاص على المناطق الوسطى والغربية والشمالية من الخرطوم، حيث تم استهدافها عبر ثلاثة جسور رئيسية هي جسر الحلفايا الذي يربط بين أم درمان والخرطوم بحري، بالإضافة إلى جسري النيل الأبيض والفتيحاب اللذين يربطان بين أم درمان والخرطوم.

ونتج عن التصعيد انفتاح قوات الجيش على مناطق بعمق الخرطوم وكذلك الوصول والسيطرة على مناطق جديدة بشمال بحري عقب التحام قوات للجيش قادمة من منطقة وادي سيدنا العسكرية بقوات أخرى قادمة من معسكر الكدرو، الأمر الذي أعتبره قادة عسكريون بداية لانتهاء الحرب بالحسم العسكري فيما ذهب آخرون لاعتباره أرضية يمكن أن تنجح المفاوضات إذا استندت عليها.
وقال الخبير الأمني والعسكري د. طارق محمد عمر في هذا الصدد: “ما من حرب إلا وانتهت بتفاوض يعقبه اتفاق وسلام”، مشيراً إلى أنه كلما حدث تقدم في الميدان كلما قوي الموقف التفاوضي.
و أوضح من خلال حديثه لـ”النورس نيوز ” أن الدول الكبرى تدفع الآن باتجاه وقف الحرب في السودان .

وتقابل أزمة السودان باهتمام دولي وإقليمي ومحلي لأجل وقف  الحرب، وانعكس ذلك بعدد من المبادرات والدعوات والتي كانت آخرها دعوة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قبل مايقرب الأسبوعين، حيث دعا طرفي النزاع في السودان إلى استئناف المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب .
وفي بيان نشره البيت الأبيض قال بايدن “أدعو الطرفين المتحاربين إلى سحب قواتهما، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وإعادة الانخراط في المفاوضات لإنهاء هذه الحرب”، يُشار إلى أن هذه الدعوة قد أتت بعد مرور حوالي شهر لانطلاق مفاوضات سويسرا التي أتت برعاية الخارجية الأمريكية واستمرت لمدة عشرة أيام وانعقدت بدون حضور وفد الحكومة السودانية.

ويمضي في هذا الإتجاه المحلل السياسي د. الفاتح عثمان، مؤكداً أن الحرب هي واحدة من ادوات السياسة ولا تعارض بينها وبين المفاوضات، مشيراً إلى أن الحرب قد تساعد نتائجها في الإسراع بعقد اتفاق سلام ينهي الحرب لأن متغيرات الحرب تسهم في تغيير مواقف احد الطرفين او كلاهما بما يتيح مجال واسع للوسطاء الدوليين في تقديم عرض ينقذ الطرف  المهزوم ويكافيء الي حد ما الطرف المنتصر مع الحيلولة دون انفراده بالسلطة واجباره علي تقديم تنازلات تسرع بالانتخابات لاختبار حكومة مدنية منتخبة وهو اجراء مهم جدا لضمان عدم استمرار العسكر في الحكم .
وأوضح عثمان بحديثه لـ”صدى السودان” أن جميع التجارب العالمية تقول دوماً أن أسرع طريقة لعقد اتفاقية سلام هي عبر زيادة حدة الحرب وهو ما يجري حالياً.
وأردف: “بذلك يمكننا القول بان السلام بات قريب جداً وأن استعار الحرب حالياً هو أهم مؤشر على قرب انتهاء الحرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *