البرهان من نيويورك.. رسائل ما وراء الخطاب أمام الأمم المتحدة
النورس نيوز : هبة علي
حمل خطاب رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان أمام الأمم المتحدة بنيويورك رسائل عديدة في بريد أطراف مختلفة، وجاءت بعض الرسائل منتقداً المنظومة الدولية وأخرى مطمئنة على الحفاظ على التحول المدني الديمقراطي وعدم ارتهان الجيش لجماعة..
أمس الأول القى رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أعمال الدورة( ٧٩ ) للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك ، مؤكداً أن إرادة الشعـب السودانـي ستنتصر في هذة الحرب التي شنتها المليشيا الإرهابية المتمردة بتعاون ودعم دولى ، وقال” إن خارطة إنهاء الحرب في السودان واضحة المعالم تتمثل في إنهاء العمليات القتالية و إنسحاب المليشيا من المناطق التي إحتلتها وشّردت أهلها وتجريدهم من السلاح ليتمكن المواطنين من العودة إلى مناطقهم.
وجدد البرهان الحرص على هزيمة ودحر هؤلاء المعتدون مهما وجدوا من دعم ومساندة ، مناشداً المنظمة الأممية وصف مليشيا الدعم السريع وصفاً حقيقياً بأنها قوة مسلحة تمردت على الدولة وأرتكبت جرائم ترقى لتصنيفها كجماعة إرهابية .
وأكد سيادته إلتزام القوات المسلحة بعملية التحول الديمقراطي وحق الشعب السوداني في إختيار من يحكمه وقال ” لذلك هي حريصة على الوفاء بإلتزامها الأول الذي ضربته بعد ثورة ديسمبر المجيدة في 2019م في تسليمها للسلطة لأي حكومة توافقية أو منتخبة ولن تسمح بعودة النظام السابق الذي رفضه الشعب إلى سدة الحكم وتؤكد إلتزامها بالمساهمة الإيجابية في تسهيل عملية الإنتقال إلى الحكم المدني.
وجدد رئيس مجلس السيادة إلتزام الحكومة بالبحث عن السلام مع كل المجموعات التي لا زالت تحمل السلاح مع إلتزامنا بإكمال إتفاق سلام جوبا الموقع في 2020م. منوهاً إلى حجم التحديات والتآمر الذي يتعرض له السودان بدعم سياسي ولوجستي محلي وإقليمي في تحدي صارخ للقانون والإرادة الدولية ، مضيفاً ” أتساءل لماذا لم تتخذ المنظومة الدولية إجراءً حاسماً ورادعاً حيال هذه المجموعة ومن يقف خلفها و إرتكاب لجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ورفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية، مجدداً عزم الحكومة وحرصها على تسهيل العمل الإنساني وحماية القوافل والطواقم الإنسانية والطبية.
نجاح الدبلوماسية الرئاسية بامتياز
واثار الخطاب ردود فعل داخلية واسعة ما بين مرحب ومنتقد، فقد قالت حركة العدل والمساواة إن مشاركة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وتقديمه خطاب السودان، واللقاءات العديدة التي أجراها مع رؤساء وقادة الدول والفاعلين الدوليين ساهمت في توضيح الصورة الحقيقية لما يجري في السودان.
وأكد دكتور محمد زكريا الناطق الرسمي باسم الحركة في تصريح ل(سونا) نجاح الدبلوماسية الرئاسية بامتياز عبر هذه المشاركة في تعزيز السيادة السودانية وتعزيز الانتصارات الميدانية، وأشار محمد زكريا الى أن أبرز النقاط الإيجابية في خطاب رئيس مجلس السيادة هى التركيز على احترام السيادة الوطنية، وضرورة وجود حل داخلي للمشكلة السياسية في السودان، مع رفض أي دور سياسي أو عسكري مستقبلي للمليشيات المتمردة.
وزاد أن البرهان طرح خارطة طريق لإنهاء الحرب تتضمن وقف العمليات القتالية، وانسحاب ميليشيا الدعم السريع من المناطق التي احتلتها وتجريدها من السلاح لتمكين المواطنين من العودة إلى مناطقهم، وقال الناطق الرسمي باسم العدل والمساواة انه كان لافتًا أن الفريق البرهان جدد التزام الحكومة بالبحث عن السلام مع جميع المجموعات التي لا تزال تحمل السلاح، مع الالتزام بإكمال اتفاق جوبا لسلام السودان.
وأبان ان الخطاب بجرأة وشجاعة انتقد موقف الأمم المتحدة من القضية السودانية وطالب بإصلاح المنظمة الدولية ومجلس الأمن لمنع ازدواجية المعايير ، فضلا عن استنكار الخطاب عدم تصنيف الدعم السريع مجموعة إرهابية.
تطمينات لتخوف الأوساط الدولية والإقليمية
أما مدير مركز فوكس بجنيف د. عبد الناصر سلم أوضح لـ”النورس نيوز” أن خطاب رئيس مجلس السيادة كان مليئ بالاتهامات والاشارات الواضحة حول من الذي أشعل الحرب في السودان ومن الذي قاد إلى تأزيم الأوضاع في الساحة السودانية وتأثير الحرب على الساحة السودانية، مشيراً إلى أن كثير من الرسائل وصلت إلى بريدها في الأمم المتحدة والبلدان المشاركة.
ولفت سلم إلى أن الصراع السوداني في الفترة الماضية أصبح مُسبب “صداع” للأمم المتحدة والمنظمات الدولية نسبة لارتفاع عدد النازحين واللاجئين وتدهور الأوضاع الإنسانية والصحية، قاطعاً بأن الخطاب سيكون له مابعده لاسيما وان جدول أعمال قائد الجيش كان حافل بالاجتماعات المعلنة وغير المعلنة داخل اروقة الأمم المتحدة.
ونوه سلم إلى أن هنالك تخوف كبير في الأوساط الدولية والإقليمية من أن انتصار الجيش سوف يقود إلى وأد التحول الديمقراطي في السودان، الأمر الذي جعل البرهان يبعث رسالة لتطمين المجتمع الدولي بأن الجيش ما يزال يبحث عن الديمقراطية، وأردف : “لكن السؤال يظل عن كيفية التحول الديمقراطي واغلب القوى السياسية ما بين شريد وطريد ومطلوبين للقضاء السوداني ومن هم منفين خارج السودان”.
وأضاف: “كذلك المجتمع الدولي والإقليمي ينظر إلى أن نجاح الجيش سيعيد الإسلاميين لاسيما وأن لهم وجود كبير داخل القوات المسلحة إضافة إلى حديث أنهم من يقودون الحرب تجاه الطرف الآخر، وهذه تطمينات في بريد المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية تحديدا وكذلك كثير من الإقليميين والمراقبين”