الإمارات .. اللعبة المزدوجة في حرب السودان
تقرير : نبيل صالح
تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة لعبة مزدوجة تتصف بالقذرة في السودان البلد التي مزقتها احدي اكثر الحروب الاهلية كارثية في العالم لتعزيز دورها في صناعة الأنظمة السياسية في الإقليم.
وظهر الدور الاماراتي في سوريا ابان الثورة في 2011م بيد أن اليمن لم تسلم من التدخل الاماراتي في شؤونها الداخلية حتى اليوم، وأمتد التدخل الاماراتي حتي ليبيا ولعبت دوراً محورياً في زعزعة الاستقرار فيها بدعم الجيش الليبي الذي يقوده خليفة حفتر ضد الدولة الشرعية، ما أدى تقسيمها، ولم تسلم الدول العربية التي كانت للإمارات يد في أحداثها من التقسيم والتشرذم.
وكشفت العديد من التقارير الغربية تورط الإمارات في حرب السودان بصورة واضحة لا لبس فيها بيد أن الأمر الذي لا يزال يثير استغراب المراقبين استمرار العلاقات الدبلوماسية بين الخرطوم وأبوظبي.
وفي سبتمبر 2024م كشف تقرير استقصائي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” أعده الصحفيان (ديكلان والش) و (كريستوف كويتل) بعنوان “كيف يستخدم حليف الولايات المتحدة الأمريكية المساعدات الإنسانية كغطاء في حرب السودان” وقصد العنوان دولة الإمارات العربية المتحدة التي استخدمت الهلال الأحمر الإماراتي لتهريب الأسلحة وطائرات بدون طيار إلى السودان وطبقا للتقرير الذي جمع الصحفيين “والش” و”كويتل”معلوماته من تشاد والسودان وسويزر لاند وبتحليل صور الأقمار الصناعية وسجلات الطيران ومن مواد أخرى أن دولة الإمارات العربية المتحدة متورطة وبأدلة دامغة في الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023م ومن بينها المواجهة المباشرة بين الرئيس الإماراتي محمد بن زايد ومسؤولين أمريكيين بشأن دعم الأول لقوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش الا انه ادعى بأنه يقدم مساعدات إنسانية بيد أن الحقيقة أن الإمارات ظلت توسع حملاتها السرية لدعم الحرب الأهلية في السودان بالأسلحة والطائرات المسيرة، وكشف التقرير عن رصد طائرات مسيرة تحلق فوق الصحاري الشاسعة على طول الحدود السودانية توجه القوافل التي تهرب الأسلحة غير المشروعة للمقاتلين المتهمين بارتكاب فظائع واسعة النطاق وتطهير عرقي.
وأبدى المحلل السياسي د. حافظ الرشيد استاذ العلوم السياسية اسفه على موقف المجتمع الدولي وصمته إزاء ما تفعله الإمارات من دعم احد طرفي الحرب وهو الطرف الذي يرتكب الانتهاكات بشهادة كل العالم، وقال الرشيد في حديثه لـ”نورس نيوز” أن العالم بصمته حيال ما تفعله الإمارات يشارك في استمرار الفظائع في السودان، بيد أنه استطرد ” لكن لا غرابة فيما تفعله القوى العالمية لجهة أن الحرب التي تدور في السودان لا تنفصل عن مخطط الغرب في إحداث الفوضى الخلاقة في المنطقة العربية وتابع” كان بإمكان المجتمع الدولي ردع الإمارات عن تقديم أي مساعدة لوجستية أو استخباراتية للدعم السريع إذا كان حريصا بالفعل على انهاء الحرب في السودان” مشيرا إلى مخطط التقسيم يمضي رغم تصريحات المسؤولين الغربيين بتمسكهم بوحدة الأراضي السودانية وتابع ” أجزم بأن هذه التصريحات عكس أجندة الغرب التي تمضي نحو تقسيمه”.
وطبقاً لتقرير” نيويورك تايمز ” أن الإمارات سلمت الدعم السريع طائرات بدون طيار قوية صينية المنشأ وهي الأكبر على الإطلاق في حرب السودان وتنطلق هذه الطائرات وفق الصحيفة من مطار عبر الحدود قامت الإمارات بتوسعته ليصبح مطاراً عسكرياَ مجهز بالكامل وكشفت صور الأقمار الصناعية وفق الصحيفة والتي قام بتحليلها الفريق الصحفي عن بناء مطار وإلحاقه بحظائر للطائرات وإنشاء محطة للتحكم على الطائرات المسيرة.
وكشفت البيانات التي تتبع للرحلات و تحصلت عليها الصحيفة أن طائرات الشحن التي هبطت في المطار كانت تنقل أسلحة إماراتية إلى مناطق نزاعات أخرى مثل ليبيا ما يعني انتهاكها لحظر الأسلحة.
ويقول الخبير الأمني والعسكري د. محمد علي جابر أن الأسلحة التي تستخدمها ميليشيا الدعم السريع أمريكية وتم استلامها من الميليشيا في بعض مناطق الاشتباكات ولكن يبدو أن الدعم السريع حصلت عليها من الامارات وفقاً للمعلومات والوقائع، ويمضي جابر في حديثه لـ”نورس نيوز” أن تورط الإمارات في حرب السودان ليس خافياً على احد والدليل دعوات الكونغرس الأمريكي في وقت سابق للإمارات بالكف عن منح السلاح للدعم السريع، وتابع ” انه بالضرورة الضغط على الامارات عن طريق المجتمع الدولي لتحييد الإمارات عن حرب السودان إذا كان المجتمع الدولي حريصاً على انهاء الحرب.
وكشفت صورا للأقمار الصناعية حسب تقارير صحفية عالمية مخبأ للذخيرة في مطار بدولة تشاد ومحطة مراقبة أرضية تابعة لشركة” wing loong” بالقرب من المدرج الذي يبعد نحو (750) ياردة فقط من مستشفى يديره إماراتيون يعالج جرحي الدعم السريع، وكشفت التقارير نفسها عن محاولات لمسؤولين أمريكيين إقناع الإمارات بالكف عن عملياتها السرية في السودان والمحت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى أن صواريخ صربية الصنع عثر عليها وهي تنطلق من طائرات بدون طيار مجهولة الهوية بيعت في الأصل للإمارات.
وكشفت تقارير غربية عن إدراج واشنطن (7)شركات إماراتية قيد التحقيق للاشتباه في ارتباطها بالدعم السريع.