القيادي بالاتحادي الديمقراطي خالد الفحل في حوار مع (النورس نيوز): تمدد المليشيات نتج عن الخيانة في القوات المسلحة وطابور خامس
نتابع تطورات دولية تجاه إيقاف الحرب ونأمل أن تثمر فى الضغط على المليشيات بتنفيذ اتفاق جدة
ملحمة الفاشر تمثل سجل تاريخي جديد يضاف إلى الملاحم الوطنية.
الجيش يتفوق على المليشيات وحسم المعركة مسألة وقت ليس إلا.
لا بد من تسليح المقاومة الشعبية وتمكينها عسكرياََ بالتدريب والسلاح النوعى.
تطورات كثيرة تجري تحت جسر الساحة السودانية خلال الفترة الماضية في ظل إستمرار تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية وانتهاكاتها تجاه المواطن السوداني الأعزل في وقت يترقب فيه الشعب السوداني مايمكن أن تسفر عنه إجتماعات الجمعية العامه للأمم المتحدة التي تعقد خلال الأيام المقبله للحديث حول ذلك ومواضيع أخرى أجرى (النورس نيوز) حوار مع القيادي بالحزب الإتحادي الديمقراطي خالد الفحل في المساحة التالية.
حوار : النورس نيوز
كيف تنظر لمجريات الأحداث بالبلاد بعد اقتراب الأزمة من عام ونصف؟
نحن نطلق على ما حدث فى ١٥ أبريل بأنه غزو خارجي وليس حرب محلية لذلك استطالة أمد الحرب متوقع فى ظل الاستهداف الخارجي المستمر من إمداد عسكري ومرتزقة من مختلف دول العالم ،لكن نحمد الله بأن الجيش الوطني والشعب السودانى فى خندق وأحد مما أسهم فى إمتصاص الصدمة ،وإفشال مخطط السيطرة على الحكم بالرغم من انتشار المليشيات فى منطقة متعدده ولكن ما زالت الدولة قائمة والمقاومة مستمرة لتطهير البلاد من دنس التمرد ونهاية مأساة الشعب السودانى الذي صمد وصبر على الظلم والقهر
المواطن السوداني يواجه بحرب ومرض وكوارث سيول وأمطار مامصيره وسط ذلك؟
المليشيات وجهت الترسانة الحربية تجاه الشعب السودانى وقد واجه التنكيل والنهب والسرقة والتهجير القسري والاغتصاب وكل الانتهاكات والجرائم اللا إنسانية ولم تنتهى معاناة السودانيين فى حدود إنتهاكات المليشيات وإنما واجه الشعب ظروف المعاناة الإنسانية والأمراض ولكن الشعب السودانى ظل يتحمل هذه المأساة فى صبر وإنتظار لساعة النصر وقد يرى البعض من الضرورة الجلوس مع المليشيات والتفاوض معهم من أجل إنهاء الحرب وهذا مطلب كل الشعب ولكن فى ذات الوقت أي تفاوض يعيد إنتاج المليشيات لأى دور عسكري أو سياسي لن يقبله الشعب السودانى حتى لا تتكرر المأساة مستقبلاََ.
إيقاف الحرب ضرورة بسرعة الحسم العسكري أو تنفيذ إتفاق جدة لحماية المدنيين الذي ظلت المليشيات تتهرب منه بمعاونه دولتي الوساطة أمريكا والسعودية.
نتابع تطورات دولية تجاه إيقاف الحرب ونأمل أن تثمر فى الضغط على المليشيات بتنفيذ إتفاق جدة.
معركة الفاشر تشتد يوماََ بعد الآخر كيف تنظر لمسارها ونهايتها؟
ملحمة الفاشر تمثل سجل تاريخي جديد يضاف إلى الملاحم الوطنية حيث إندمج المجتمع المحلي مع القوات المسلحة والمشتركة وشكلو قوة ضد موجات الهجوم المتكررة للمليشيات ولكنها الفاشر سوف تظل عصية على المليشيات لأن إرادة الشعوب لا تقهر والفاشر تمثل نموذج حقيقي للارداة الشعبية العسكرية لذلك مهما حشدت المليشيات فلن تتمكن من السيطرة على الفاشر ومنها سوف يبدأ تحرير ولايات دارفور الأخرى بإذن الله
التدوين المكثف والمسيرات الذي تستخدمه المليشيا خلال تمردها على القوات المسلحة في أي إطار تضع ذلك؟
مليشيا الدعم السريع المتمردة عندما بدأت الحرب كانت تتجاوز قواتها مئات الالاف الآن تبددت هذه القوة وذهب إلى السماء ذات البروج لذلك اللجؤ إلى التدوين العشوائي دلالة على الهزائم الميدانية ومحاولة كسب نصر إعلامي باستهداف المدنيين للضغط على الجيش الوطني للجلوس للتفاوض ولكن الآن على أرض الواقع الجيش يتفوف على المليشيات بالعدد والعتاد الحربى والتخطيط الإستراتيجي وحسم المعركة مسألة وقت ليس إلا
برأيك من المسؤول عن تمدد المليشيا؟
تمدد المليشيات نتج عن الخيانة فى صفوف القوات المسلحة والطابور الخامس وقد ثبت ذلك فى حالة ولاية الحزيزة التى دخلتها المليشيات بدون مقاومة
لقد أعدت ولاية الجزيزة 41 ألف مستنفر قبل دخول المليشيات وتم رفع التمام للفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إبان زيارته إلى ولاية الجزيرة وكان ينقصهم السلاح والمتحركات وقد حدث ما غير متوقع أن يتم تسليم الجزيرة تسليم مفتاح مما أسهم فى تمدد المليشيات وانتشارها فى ولاية الجزيرة وعلى تخوم سنار والانتشار فى سنجة ،ومحاولة التقدم إلى بعض المناطق ولكن واجهت المليشيات مقاومة شعبية وعسكرية أوقفت تمددها ،لذلك لابد من تسليح المقاومة الشعبية وتمكينها عسكرياََ بالتدريب والسلاح النوعى لسرعة حسم المعركة وتأمين القري والمدن.
إذا ماتحدثنا عن القوى السياسية أين هي من مجريات هذه الأحداث؟
القوى السياسية تقسم إلى طرفين طرف داعم للجيش الوطني والشعب السودانى وهذه القوى موجودة وقامت بعدد من النشاطات لكنها دون الطموح شاركت فى مؤتمر القاهرة وأديس أبابا للحوار السودانى السودانى وقد مثلت هذه المؤتمرات خطوة أولى فى طريق دعم االجيش سياسياََ بتشكيل الغطاء السياسي وتغيير مفهوم المجتمع أولى تجاه الحرب فى السودان وتأكيد شرعية القوات المسلحة فى الدفاع عن سيادة الدولة،
أما القوى الأخرى التى تمثل الفصيل السياسي للمليشيات فهذه القوى ظلت منذ بداية الحرب تعمل على ترسيخ فكرة أن الحرب بين طرفين لإسقاط شرعية القوات المسلحة والتغاضي عن كل جرائم المليشيات وهذه القوى التى تطلق على نفسها (تقدم) أصبحت كتاب مكشوف للشعب السودانى عبر مواقفها المفضوحة والمعلومة والتى لا تنفصل عن أهداف المليشيات وتحاول التستر على نفسها نحو زريعة الحياد
كيف تعلقون على دور جمهورية مصر العربية ومساعيها لإيقاف الحرب؟
الدور المصري تجاه السودان لم يكون وليد اليوم وإنما ما قبل الحرب كانت القاهرة لديها موقف واضح من وجود قوات مسلحة (الدعم السريع سابقاََ) مستقلة لها كامل الاستقلالية فى الاقتصاد والتسليح خارج سيطرة الجيش الوطني وظلت تنبه لأهمية تصحيح هذا الوضع الشاذ الذي أثبتت الأحداث بأن رؤية القاهرة فى تمحور هذه المليشيات بالرغم من إجازة قانون لتنظيم هذه القوات وتحديد تبعيتها إلى القوات المسلحة ولكنها تمردت على الجيش الوطني لأن التركيبة السايكولوجية لهذه المليشيات لا يمكن ضبطها أو تنظيمها وفق القوانين واللوائح لأن طبيعتها التخلقية تقوم على أساس الفوضوية واللا دولة،
لذلك نشأة هذه القوات كانت خطأ إستراتيجي تدفع ثمنه الدولة والشعب اليوم ،ولذلك لم يكن بغريب موقف الأشقاء فى جمهورية مصر العربية الشقيقة التى يتقدم موقفها بالمحافظة على مؤسسات الدولة الشرعية وعدم السماح بتفكيك مؤسسات الدولة أو تقسيم البلاد.
التحيه للاشقاء فى جمهورية مصر العربية شعباََ وحكومة وهم يشاركون مأساة الشعب السودانى بالحب والإخاء مؤكدين دوماََ عزم القاهرة بتسخير كل إمكانياتها من أجل إنهاء الحرب ووضع حد لمأساة الشعب السوداني.
هنالك حديث عن إجتماع بين حمدوك وعبد الرحيم دقلو بكينيا لرفع التنسيق بين تقدم والمليشيا ماتعليقك؟
هذه الإجتماعات الجديد فيها أنها معلنه للراى العام ولكنها مستمره عبر غرف سرية منذ ما قبل الحرب فلا أرى جديد بأن يجتمع المتمرد عبد الرحيم بحاضنته السياسية ليس هنالك جديد فى ذلك لأن التنسيق بينهم مستمر لم ينقطع وكانت الحاضنة السياسية فى إنتظار سيطرة المليشيات على السلطة لتأتي مرحلتها لشرعنة الإنقلاب ولكن أمر غالب وما النصر إلا من عند الله ولقد نصرنا الله بأن أبطل نظرية المؤامرة على سقوط الدولة السودانية فى يد عربان الشتات.
ماهي توقعاتك لإجتماعات الجمعية العامه للأمم المتحدة التي تعقد خلال الأيام المقبله والتي ستكون محط إهتمام أنظار السودانيين؟
أرى بأن إهتمام الأمريكان ن ناتج من واقعهم الداخلي حيث أن الفترة المقبله سوف تشهد قيام الانتخابات لذلك الإدارة الأمريكية تريد أن تخاطب المجتمع الأمريكي بأن نجحت فيما فشلت فيه فى غزة بنهاية الحرب فى السودان ،اعتقد بأن الفرصة ما زالت قائمة بأن تستخدم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أدوات الضغط ضد المليشيات وإرغامهم على تنفيذ إتفاق جدة ولكن غير ذلك لن تقبل الدولة بأى تسوية تعيد إنتاج المليشيات بأى حال من الأحوال، ،الطريق إلى إنهاء الحرب وإنهاء معاناة الشعب السودانى واضح وموثق فى إتفاق جدة والكوره فى ملعب الولايات المتحدة وهذه آخر فرصة لإدارة بايدين وعليها أن تختار بين نهاية مأساة الشعب السودانى أو استمرارها كما أن خطر المليشيات لن ينتهى فى السودان ولكنه سوف ينعكس على مختلف دول العالم إذا لم يدرك المجتمع الدولي أهمية نهاية هذا السرطان.
هنالك تحليلات تشير إلى وجود توجه أمريكي جديد نحو أزمة البلاد ماتعليقك؟
ظلت الإدارة الأمريكية تعمل إعلامياً فقط من أجل إنهاء الحرب ولقد بادرت بجمع الحكومة السودانية ومثلتها القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع بتوقيع إتفاق جدة بعد أقل من شهر من إندلاع الحرب وإتفاق جدة يسمى إتفاق حماية المدنيين ولكن الإدارة الأمريكية لم تكون حريصة على إنهاء الحرب فى ذلك الوقت مما مكن المليشيات من الإنتشار فى مناطق خارج ولاية الخرطوم وهذا الإنتشار تتحمل مسؤوليته الإدارة الأمريكية والمملكة العربية السعودية لأنهم الأطراف المعنية بإستخدام وسائل الضغط على المليشيات وهذا لم يحدث الآن إذا أدركت واشنطن الخطأ وتريد أن تضع الحرب اوزارها مرحباََ بهذا التوجه الجديد ونأمل أن تصدق النوايا
ماهي السيناريوهات المتوقعه لمسار أزمة البلاد؟
كل المؤامرات تشير إلى اقتراب نهاية الحرب حرباََ أو سلماً هنالك كثير من المتغيرات على الصعيد الخارجي بأن تغيرت نظرة المجتمع الدولي ومواقف كثير من الدول وأخرها البيان الختامي لإجتماع مجلس التعاون الإسلامي الذي أدان تمرد مليشيا الدعم السريع وهذا يعتبر تقدم كبير في مدى تفهم المحيط العربي والأفريقي لطبيعة الحرب وكذلك مدى الإستعداد العسكري لقواتنا المسلحة والمشتركة والمقاومة الشعبية كل المؤشرات تشير إلى اقتراب ساعة النصر ونسال الله يكون ذلك قريباََ وما النصر إلا من عند الله وأن ينصركم الله فلا غالب لكم.