زيارة البرهان إلى جوبا… هل حققت أهدافها..؟

نورس نيوز : نبيل صالح

حطت طائرة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش بالعاصمة الجنوب سودانية (جوبا) بداية الأسبوع الجاري في زيارة استغرقت يوماً واحداً لبحث سبل تطوير العلاقات بين البلدين، ومعالجة ملف النفط الذي ظل عالقاً لشهور جراء عملية التخريب التي طالت منشآته من قبل قوات الدعم السريع، إلى جانب إيجاد حل للأزمة السودانية وسبل انسياب المساعدات الإنسانية بالمعابر الجنوبية

وتشكل دولة جنوب السودان عمقاً استراتيجياً وأمنياً لجمهورية السودان ومن دول المنطقة ذات التأثير القوى في حلحلة الأزمات السودانية حسب المراقبين، ويعتقد محللون سياسيون وكتاب صحفيون أن جوبا يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في الأزمة السودانية لما تتمتع به من قبول من المجتمعين الدولي والإقليمي فضلاً عن تضررها من الحرب الدائرة في السودان، اقتصاديا وأمنيا، وتعرض جنوب السودان لارتدادات سلبية خصوصاَ في الجانب الاقتصادي بعد تعرض منشآت النفط الخاصة به داخل الأراضي السودانية لأضرار بليغة ما أثر بشكل كبير في عملية التصدير.

 

ويقول المحلل السياسي د. مصعب فضل المرجي استاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية أن زيارة البرهان إلى جوبا يمكن أن تحول دفة الأزمة من التعقيدات التي تحيط بها إلى جادة الحل، إلى جانب إحراز تقدم كبير في الجانب الإنساني في تسهيل عملية انسياب المساعدات الإنسانية إلى الولايات المتاخمة لها والمتضررة من الحرب.
ويمضي فضل المرجي بقوله ان تحرك رئيس مجلس السيادة إلى دول الجوار المتفهة للأزمة مهم لاحراز أهداف دبلوماسية لصالح الحكومة خصوصا أن كفة عدد من دول الجوار تميل نحو ميليشيا الدعم السريع وداعمتها الإمارات العربية المتحدة، وقال لـ”النورس نيوز” (اعتقد ان الزيارة أتت أكلها ووضح ذلك من تصريحات رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت الذي أكد وقفته ومساندته للشعب السوداني في حربه).

 

 

وبحث البرهان وسلفاكير ميارديت ملف نفط جنوب السودان والملفات العالقة بين الدولتين بجانب قضية نقل بترول جنوب السودان، وإتفق الجانبان على تشكيل لجنة مشتركة من وزارة الطاقة والنفط ووضع خطة تشغيليلة لإعادة الضخ وتذليل كافة العقبات المتعلقة بتشغيله حتى يعمل الخط الناقل بصورة كاملة

 

وأكد رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت وقوف بلاده بجانب الشعب السوداني لتحقيق الأمن والاستقرار، و استعداد دولة جنوب السودان للقيام بأي جهود من أجل وقف الحرب وإنهاء النزاع في البلاد.
وذلك خلال جلسة مباحثات عقدت في قصر الضيافة بجوبا بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ورئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت.

 

وبحسب وكالة “سونا” للأنباء، ناقش الطرفان سبل التعاون المشترك وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بجانب نقل المساعدات الإنسانية إلى جنوب كردفان عبر مطار جوبا، فيما أثمر اللقاء عن اتفاق بتشكيل لجنة مشتركة لإعادة تشغيل خط نفط جمهورية جنوب السودان.

ومن جانبه قال أستاذ العلاقات الدولية د. عبد المنعم الماحي سعيد لـ”النورس نيوز” أن الحكومة السودانية على مستوى رأس الدولة بدأت في الخطوات الصحيحة لحشد الدعم السياسي، بعد (17) شهراً من الحرب وتابع “لكن ان يأتي متأخراً خير من إلا يأتي) ويعتقد الماحي ان لغة رئيس دولة جنوب السودان تختلف هذه المرة وتؤكد أن زيارة البرهان له حققت الهدف المنشود في تعضيد موقفه الدبلوماسي والسياسي في ظل الحشد المضاد من قبل ميليشيا الدعم السريع ومسانديها الإقليميين، واضاف ان الزيارة ضربت أكثر من عصفورين بحجر واحد وهو الدعم السياسي والمسار الإنساني والاقتصادي باستئناف عملية تصدير بترول جنوب السودان وأثره الاقتصادي لاحقاً وفي فترة وجيزة.

ومن جهته أكد وزير الخارجية رمضان عبد الله محمد جوك أن المهندسين السودانيين أنجزوا الاستعدادات الفنية اللازمة لاستئناف إنتاج النفط، وقال الوزير أيضًا إن من المتوقع أن يزور مهندسون من جنوب السودان جمهورية السودان في الأسابيع المقبلة للوقوف على جاهزية المرافق.

Exit mobile version