عز الهجير
السودان بخير وسيظل كذلك !
رضا حسن باعو
نعم البلاد بخير رغم ماسي الحرب التي خلفت واقعاً مزريا وضنكا وشظف عيش وجعلت أسر كانت ثرية تحت خط الفقر،فويلات الحرب قضت علي أخضر ويابس البلاد لم تسلم منه كل مؤسسات الدولة إذ دمرتها مليشيا آل دقلو بجهل وغل شديد حيث لم تكتفي المليشيا المتمردة بتدمير البنيات التحتية للبلاد ومحاولة طمس هوية السودانيين بل تعدتها إلي أن طالت تراث وحضارة السودان الضاربة في الجذور والتي يتعدي عمرها أكثر من سبعة ألف سنة بعد أن قامت المليشيا بسرقة مقتنيات المتحف القومي ونقلها وعرضها في دولة جنوب السودان.
أثبتت هذه المليشيا المتمردة أنها بالفعل سرطان أصاب جسد البلاد ولابد من استئصاله من شافته وان لايكون لهؤلاء الشرزمة وجود في مستقبل سودان مابعد الحرب.
غير أنه رغم كل هذه السوءات ومافعلته هذه المليشيا المتمردة واعوانها إلا أن هناك شباب خلص يؤكدون أن السودان لازال بخير وسيظل كذلك رغم كيد الكائدين حين نجد ثلة من علماء البلاد وابناءها النجباء الذين رضعوا فعلاً من ثدي هذه الأمة يخوضون معركة في ميدان اخر لاتقل أهمية وخطورة عن المعركة العسكرية في ميادين القتال،فما يقوم به مركز بحوث الثقافة والتاريخ والحضارة السودانية من جهد مضني ومن حر مال هؤلاء الشباب لاستعادة الآثار المنهوبة باعتبارها إرثا إنسانياً مثلما قال بذلك الدكتور أسامة سيد احمد الحسين أمين أمانة التعاون الدولي بالمركز الذي يضم نحو (٢٠٠) بروفيسورا وعالما وباحث أن هذه الآثار لاتخص الشعب السوداني لوحده كونها إرث انساني حضاري عمره اكثر من سبعة ألف عام.
يقوم هؤلاء العلماء النجباء مثلما يشير دكتور أسامة بملاحقة هذه الآثار التي نقلها اوباش ال دقلو لدولة جنوب السودان متخذين خطوات عمليه بأن نسقوا مع وزير الثقافة والإعلام الدكتور جراهام عبدالقادر وسفير السودان بدولة جنوب السودان لمخاطبة رئيس دولة جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت للمساهمة معهم في إعادة هذا الإرث الإنساني لاسترداد كل المسروقات من آثار تمثل حق أصيل للشعب السوداني ومستقبل اجياله،بل تعدي الأمر هذه الآثار للتي نهبت في الماضي وتسربت لمتاحف أوروبا وغيرها من دول العالم.
غيرة هذه المجموعة وهؤلاء العلماء تؤكد بجلاء أن البلاد محروسة بابناءها الخلص أمثال دكتور أسامة وإخوته وان كان من واجب علينا جميع كسودانيين أن تظل هذه القضية شاخصة ولانعتبرها كحدث عابر يمكن تناسيه مع مشاغل الحياة الدنيوية بازماتها الاقتصادية ومشاكلها الاجتماعية التي خلفتها الحرب.
ينبغي علينا جميعاً أن نشد من أزر هؤلاء المجموعة التي نزرت نفسها للقتال في ميدان مهم جداً يتطلب منا جميعا التعاون حتي نستعيد هذا الإرث الإنساني ونثق كامل الثقة في فخامة الرئيس سلفاكير ميارديت بالتعاون لاقصي درجة ممكنة حتي يعيد هذه المقتنيات الي بلده الأم وحينها سيكون رمزاً من رموز أفريقيا الذين نفاخر بهم أن منع مثل هذه الجريمة أن تمر مرور الكرام.
لأسامة سيد احمد وإخوته نقول نحن معكم وسنظل نقاتل بقلمنا هذا فلن تكونوا وحدكم في هذا الميدان وسنكون معكم كتف بكتف ويد بيد حتي تعيد هذا الإرث الإنساني الي دياره سالما غانما ولن نترك لاوباش هذه المليشيا المتمردة فرصة للتصرف في هذا التاريخ الذي لايعرفون عنه شيء،وسنكون عوناً وعضدا لكل من يسعي لتحقيق نصر جديد في ميادين العزة والكرامة التي نقاتل فيها لنكتب تاريخ البلاد الجديد لسودان مابعد الحرب الذي سيكون مغايراً لما كان قبل الخامس عشر من أبريل من العام ٢٠٢٣م.
شكراً جزيلاً دكتور أسامة سيد احمد وإخوته من علماء بلادي فلكم ترفع القبعات أن تصديتم لأمر وقضية لاتقل أهمية عن المعركة الأساسية التي يخوضها جيشنا الباسل ونعدكم بانا معكم ماحيينا.