حرب الجيش الإثيوبي وميليشيا “فانو”.. خطر يحدق بأمن شرق السودان
السودان- نبيل صالح
أثار تصاعد التوترات بين الجيش الإثيوبي _ وميليشيا (فانو) في إقليم أمهرا مخاوف الخبراء الأمنيين والعسكريين من انفجار المنطقة خصوصاً، الحدود الشرقية للسودان ومن ثم تضاعف المهددات الأمنية في السودان الذي يمر بمنعطف أمني خطير جراء الحرب بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع.
ويعتقد خبراء الأمن أن تسارع السلطات السودانية بإغلاق معبر القلابات الحدودية خطوة مهمة وجيدة، لجهة أن ترك المعبر قد يسمح بتدفق الأسلحة والمرتزقة إلى السودان خصوصاً أن ميليشيا الدعم السريع قد تستغل هذا الظرف للحصول على الأسلحة والمرتزقة من إثيوبيا.
ويقول الخبير الأمني والاستراتيجي د. علام حسن عبد المجيد أن إنفراط عقد الأمن في الحدود السودانية _الإثيوبية قد يخلق بيئة صالحة لتدفق الأسلحة والمرتزقة لميليشيا الدعم السريع التي تمردت على الجيش السوداني في أبريل 2023م ما قد يطيل من إنهاء التمرد _حسب قوله _ ويمضي علام في حديثه لـ(النورس) أنه ينبغي على الحكومة السودانية اليقظة والحذر من استغلال الدعم السريع للحرب في إقليم أمهرا الإثيوبية، وتوقع أن يحيل الصراع المنطقة إلى بؤرة من الفوضى وانتشار الجريمة والجريمة العابرة للحدود.
وتصاعدت حدة التوترات على الحدود السودانية الإثيوبية، عقب احتدام الصراع بين الجيش الإثيوبي وميليشيات فانو الأمهرية المتمركزة في إقليم أمهرة المحاذي لولاية القضارف ، ما دعا السلطات السودانية إلى إغلاق معبر القلابات الحدودي مع أثيوبيا، الاثنين الماضي بعد تجريد الجيش الإثيوبي عن سلاحه.
وأفادت مصادر إعلامية ، بأن السلطات السودانية بولاية القضارف شرقي البلاد نشرت تعزيزات عسكرية على معبر القلابات الحدودي، بعد أن قررت إغلاقه ووقف إجراءات السفر والجوازات وإلغاء الأنشطة التجارية الحدودية بين السودان وإثيوبيا.
واندلعت، معارك عنيفة، في بداية الأسبوع الجاري ، بين مليشيات (فانو) الأمهرية والجيش الإثيوبي باستخدام الأسلحة الثقيلة، في منطقة كوكيت الإثيوبية، التي تبعد نحو 15 كيلومترًا عن القلابات السودانية، وفقا لـ “سودان تريبيون” .
وحذر الخبير العسكري د. محمد علي جابر من مغبة اندلاع حرب في الحدود الشرقية وقال جابر لـ”النورس” أن احتدام الصراع بين الجيش الإثيوبي ومجموعة (فانو) من شأنه تعقيد المشهد الأمني السوداني في إقليم شرق السودان الآمن، وأشار جابر أن هذه الحرب من شأنه فتح كوة لإدخال السلاح والمؤن لميليشيا الدعم السريع بجنوب شرق السودان نتيجة انعدام السيطرة على الشريط الحدودي في تلك المنطقة وتابع “حسناً فعلت الحكومة السودانية باتخاذ الإجراءات الأمنية بنشر قواتها في حدود منطقة الصراع وإغلاق المعبر الدولي في القلابات ”
وأضاف أن هناك جهات إقليمية واستخباراتية تتربص بالسودان وأمنه ومن شأنها أن تستغل الفوضى الأمنية في المنطقة لإشعال بؤرة صراع جديدة.
وتسيطر مليشيات «فانو» على المتمة الإثيوبية والمعبر الرابط بينها والسودان لقطع إمدادات السلع الغذائية والوقود القادمة من السودان لإقليم الأمهرا، لإحكام السيطرة العسكرية وإعلان سيطرة فانو الكاملة على إقليم الأمهرا.
وتعدّ ميليشيات “فانو” القوات الخاصة لإقليم أمهرا، وشاركت في دعم قوات الحكومة الإثيوبية في قتال متمردي جبهة تحرير تغراي.