منبر “جنيف”… هل تؤدي إلى استنساخ النموذج الليبي
الخرطوم – نبيل صالح
كثير من الأسئلة ظلت حاضرة في مجالس الساسة والمحللين حول روشتة “جنيف” التي فض سامرها بإحراز نقاط باهتة وقليلة في الشأن الأنساني وفتح الممرات للوصول إلى ضحايا الحرب في مختلف مناطق السودان، وخضعت الروشتة لعملية تحليل عميقة، بعضها ذهبت إلى أنها تكرس للمخطط القديم المتجدد في تقسيم السودان، واستند المراقبون في فرضيتهم على تصميم المسهلين لعملية “جنيف” لخارطة أشبه للخارطة الليبية بترسيم السودان لمنطقتين “سيطرة الجيش _وسيطرة الدعم السريع” دون توضيح أجندة تعزز وحدة السودان أولاً ومن ثم الانتقال لعملية وقف الحرب وتسهيل انسياب المساعدات الإنسانية.
وبما أن هناك قوى سياسية كانت تتمسك بمباحثات جنيف الا انها رأت بأنها لا تحقق الهدف الاستراتيجي وهو تأكيد وحدة السودان، وأكد المهندس عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني في حديث سابق أن جنيف لم يكن بإمكانها حل الأزمة السودانية كما يريدها السودانيين، واضاف بأن الحل في يد السودانيين وليس بيد المجتمع الدولي أو الأقليمي الذي يمكن أن يقدم يد العون للسودانيين فقط، ولا يقدم الحل.
ولم يذهب المحلل السياسي د. مصعب فضل المولى في حديثه لـ”النورس نيوز” ابعد من حديث الدقير وقال إن الشكل العام في عملية جنيف لم يكن مطمئناً، وبعيداً عن موافقة الجيش من عدمه “والحديث لمصعب” للذهاب إلى العاصمة السويسرية الا ان شكل التصميم للعملية أشبه بالنموذج الليبي الذي أوقف الحرب ربما مؤقتاً ولكنه لم يقدم روشتة لوحدة أراضيها وبموجب اتفاق الليبين ما زال الوطن الليبي يعاني من الانقسام وقد ينفجر في أية لحظة وهذا ما لا يريده السودانيون، ويعتقد مصعب أن أي عملية لا تحقق إرادة السودانيين “وبضمان وحدة الأراضي السودانية” لن تحل المشكلة بل قد تزيد من تعقيداتها”.
وشكك مراقبون في نوايا المسهلين لعملية”جنيف” في إنهاء الأزمة السودانية بموافقتها على ضم احد الأطراف التي تدعم” قوات الدعم السريع “في حربها ضد الجيش السوداني ضمن الاطراف المراقبة لعملية المفاوضات ويقول الدكتور حسب الله شوربجي الخبير في شؤون الشرق الأوسط أن وجود دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن الأطراف المسهلة لعملية “جنيف” غير منطقي خصوصا أن الحكومة السودانية قدمت شكوى لمجلس الأمن بتهمة تورطها في حرب السودان وبالتالي يمكن أن تؤثر على العملية برمتها لصالح الطرف التي تدعمه
وقال شوربجي لـ”النورس” من مقر إقامته بلندن انه يدعم وقف الحرب في السودان ولكن بالطريقة التي تريدها بعض الدول المسهلة لا يمكن انهائها بشكل جذري ولكن يمكن تهدئتها إلى حين، وهذا قد يعيد السودان إلى مربع ما قبل الحرب وليس أمرا محبذاً لدى السودانيين، وحث شوربجي القوى السودانية تجاوز المرارات والنظر إلى مستقبل بلادهم المهدد بالتشظي.