نسرين الصائم لـ”النورس نيوز”: هذه (..) الولايات تقع في شريط أكثر ضرر بالتطرف المناخي
“النمذجة المناخية” يمكن أخذها والبناء عليها لتقليل الضرر
حوار- هبة علي
أوقات عصيبة يشهدها السودان جراء التغير المناخي وتداعياته التي أدت إلى أمطار غير مسبوقة وسيول وفيضانات تسببت في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات وانهيار البنية التحتية والمنازل بعدة ولايات،” النورس نيوز” وقفت على الظاهرة المناخية وتأثيرها الحالي والقادم على السودان من خلال حوار أجرته مع رئيسة مجموعة الشباب الاستشارية للأمين العام للأمم المتحدة لتغيير المناخ “السابقة” نسرين الصائم، وكان التالي..
_ماهي أسباب التغير المناخي وكيف يُقاوم؟
التغير المناخي شغل العالم منذ بداية الألفية الثانية واتخذت عدة تدابير دولية و اتفاقات للتقليل من آثار تغير المناخ وتقليل الانبعاثات والغازات الدفيئة من الدول الصناعية الكبرى بيد أن الجهود لم تكن بقدر المطلوب، و تتأثر دول غير مسببة في تغير المناخ وتعاني الأمرين كالسودان ودول أخرى كثيرة.
_هل تغير مناخ السودان بمناخ آخر؟
تغير المناخ ليس كما يعتقده الكثيرين أنه يحدث بصورة تدريجية، بل على العكس التغير مفاجئ وعنيف وآثاره كبيرة، و
مشكلة تغير المناخ في تطرف الأحداث المناخية والتي تسبب كوارث مناخية، وإذا لاحظنا كانت تأتي السيول والفيضانات للسودان كل عشرة أعوام أو أكثر إلا أنه في السنوات الأخيرة زاد التذبذب مثلآ في العام 2020 كان منسوب النيل الأعلى منذ مئة عام وكان انهيار سد بوط.
_ كيف يمكن للسودان أن يقلل من آثار الظاهرة؟
هنالك تدابير يمكن إتخاذها، لكن في ظل السودان الحرج يجعل الإهتمام بالازمة سواء كان محلي أو عالمي ضعيف لاسيما في غياب وحدات الإنذار المبكر والتنسيق مع الدفاع المدني،
عمق الأزمة التي يمر بها السودان جعل الكارثة أكبر، وللأسف التطرف سيستمر وستكون هنالك اعاصير وشقوق أرضية. و هنالك مايدعى “النمذجة المناخية” ويقومون بجمع معطيات من محطات الارصاد المختلفة ومراكمتها لمدة تترواح من 30_50 عاماً لأجل إستخراج توقعات الطقس والأحوال الجوية بالسنوات القادمة، ويوجد بها نسبة خطأ تتجاوز 20٪، لكن نسبة الصحيح كبيرة ويمكن بناء القرارات عليها لتخفيف الضرر من حدة تطرف المناخ.
_ هل يلعب السودان دور دولي في مجابهة الظاهرة؟
السودان ليس من الدول المسببة لتغير المناخ لكن لديه إمكانيات هائلة ليكون من الدول التي تضع حلول كبيرة لتغير المناخ لوجود مساحات شاسعة يمكن زراعتها وتتحول لغابات خضراء وتصبح مخازن للكربون وتمتص الغازات الدفيئة، يوجد كم كبير من الإشعاع الشمسي يصل للسودان بالتالي إستخدام الطاقات النظيفة وتحديداً الطاقة الشمسية لديه إمكانيات هائلة، حالياً لا أعتقد أن السودان لديه مساهمة واضحة في إيجاد حلول لظاهرة التغير المناخي، رغم أن أبناء السودان الفز الدكتور إسماعيل الجزولي وهو كان يرأس الهيئة العالمية الخاصة بالتقارير العلمية لتغير المناخ وأيضاً أستاذ نجم الدين قطبي وكان يرأس المجموعة الأفريقية المفاوضة في تغيير المناخ ثم أصبح رئيس لصندوق المناخ الأخضر في كوريا الجنوبية، وكذلك د. سمية زاكي الدين رئيس المفاوضين الأفارقة في مجال الخسائر والاضرار، و د. بلقيس العشا والتي تسلمت جائزة نوبل بالانابة عن الهيئة الدولية للتقارير العلمية الخاصة بتغير المناخ بالعام 2009، وعدد من الأسماء السودانية قدمت الكثير عالمياً في مجال المحافظة على البيئة.
_ ماذا عن الدور المحلي الرسمي؟
يتطلب هذا تضافر جهود وحكم راشد وتنسيق بين أجهزة الدولة والمحليات وعدد من العوامل التي لا تتوفر في السودان، عموماً السودان مصادق وموقع على جميع الاتفاقيات الخاصة بتغير المناخ والتصحر، وكان عضو نشط جداً حيث كان يرأس مجموعة السبعة وسبعين والصين في العام 2009، وكان يرأس المجموعة الأفريقية في العام 2015، وكان متوقع أن يرأس مجموعة الدول الأقل نمواً لولا ما حدث محلياً في أكتوبر 2021 ثم الحرب الراهنة.
_ كيف يعمل المجتمع المدني في هذا السياق؟
هنالك جهود عديدة طوعية ومنظمات، وقد قمنا بدراسة من قبل عن عدد المنظمات البيئة التي تعمل في السودان وحصرنا أكثر من 45 منظمة لكن أثرها ضعيف لجهة عدم توفر الدعم الكافي من تقنيات وتكنولوجيا وحتى الدعم المالي، جزء كبير منهم منظمات شبابية بدأت مؤخراً، وأيضاً هنالك عدد من المنظمات الرائدة في المجال منذ مايقارب الخمسين عاماً.
أما الجانب الحكومي فيوجد المجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية والذي أتى كنتاج لضغط منظمات المجتمع المدني بضرورة أن يكون هنالك جسم يهتم بالأمر البيئي من الحكومة السودانية، وبعدها تمت تسمية وزارة البيئة بيد أنها كانت وزارة ترضيات في مجملها فلم تكن مستقرة مابين الحل والدمج، لكن ظل المجلس الأعلى موجود.
_ ماهي أكثر المناطق عرضة للظاهرة؟
جميع مناطق السودان عرضة للتغير المناخي لاسيما المناطق المتاخمة للصحراء كشمال دارفور وشمال كردفان ونهر النيل والشمالية والبحر الأحمر، هذه المناطق تقع مابين شريط الصحراء الكبرى وشريط السافنا الفقيرة، وهو أكثر عرضة للكارثة لانه عرضة للتغير المناخي والتصحر في آن واحد، وكأنه في “كماشة”.