حوار- هبة علي
أشارت رئيس الهيئة القيادية للحزب الاتحادي الديمقراطي وعضو تنسيقية القوى الوطنية د. إشراقة محمود، بموقف الجيش القاضي بعدم الذهاب إلى مفاوضات جينيف، واصفةً المفاوضات بغير العادلة والمنحازة للدعم السريع، وأبانت من خلال حوار “النورس نيوز” معها حقيقة المساعدات الإنسانية وكيفية التعامل معها، متطرقةً إلى دور القوى السياسية في المشهد الحالي..
_ماتعقيبك على المبادرة الأمريكية بجنيف لإيقاف الحرب وموقف الجيش منها؟
حسناً فعل الجيش بعدم ذهابه إلى جينيف ولم تذهب الحكومة إلى جينيف لأنها مفاوضات غير عادلة تريد أن تبدأ قبل تنفيذ إعلان جدة وخروج الدعم السريع من منازل المواطنين وتريد من الجيش أن يتفق معهم على وقف إطلاق النار قبل تنفيذ جدة وهذا خطر جدآ على المعركة نفسها من الناحية العسكرية والأمنية وحتى الناحية السياسية لأن وقف إطلاق النار يعني استقرار هذه القوات التي هي الآن قوات هاربة، تهرب من منطقة إلى أخرى ولا تستطيع أن تستقر في منطقة بسبب ضربات الجيش والمقاومة، فإذا انعدمت المقاومة و وقف إطلاق النار ستتحول هذه المجموعات إلى مجموعات استعمارية استيطانية، وبهذا خطر كبير على سير المعركة نفسها، ولذلك إذا كان هناك أي حوار ينبغي أن يتم الخروج أولاً من القرى الآمنة والمدن الآمنة والتجمع في معسكرات أمنية معينة والبعد عن مناطق المدنيين ثم بعدها يبدأ الحوار.
_ هل يمكن أن يمثل الإتفاق على إيصال المساعدات الإنسانية لبنة لحل قادم ؟
بند المساعدات الإنسانية في جينيف هو بند لا يُراد به المساعدات الإنسانية لأن جينيف بها انحياز واضح للدعم السريع بوجود الوسيط الذي أراد أن يتوسط في هذه المفاوضات بوجود الجيش السوداني ودولة الإمارات التي تقوم برعاية ومد الدعم السريع عسكرياً، هي راعية لهذه الحرب، وبالتالي اي دخول لمساعدات إنسانية في ظل جنيف هذا يعني الإمداد العسكري والغذائي والتشوين الكامل لقوات الدعم السريع، وأعتقد أن الجيش يعلم هذا تماماً ولديه احتياطاته الكافية تماماً لهذا، ولن نقبل بأي دعم للدعم السريع تحت غطاء المساعدات الإنسانية.
_ وماذا عن حوجة المواطنين للمساعدات؟
نعم هنالك حاجة للمساعدات الإنسانية ولكن ليس بهذه الطريقة التي لا تضمن الحياد ولا تضمن طرق فعلاً آمنة للممرات الإنسانية للمحتاجين وعلى هذه المنظمات أن تكون محايدة وتنحاز للإنسان السوداني الذي يعاني نقصان الغذاء ويعاني اشكاليات كبيرة جداً في معسكرات النازحين واللاجئين بدارفور أو مناطق اللجوء بالحدود المشترك مع الدول.
_ مؤخراً أعلن رئيس مجلس السيادة عن رغبته في تشكيل حكومة.. ما أهمية هذه الخطوة؟
تشكيل الحكومة أمر مهم جداً ولابد ان تكون حكومة كفاءات مستقلة من كوادر قوية ولها خبرة في العمل الإداري والتنفيذي وبدون أي محاصصات سياسية، هذه الحكومة ستكون بمثابة الجيش المدني، الجيش الذي يقاتل الآن يدير البلاد أيضا ولكن إذا تم تكوين حكومة قوية ستكون هي الجيش المدني الذي سيقاتل بجانب الجيش العسكري، سيقاتل مدنياً في كل الملفات كملفات النازحين واللاجئين والمساعدات الإنسانية وملفات وزارة الداخلية وملفات الإعلام والكهرباء والمياه وملفات العلاقات الخارجية، كل هذه الملفات تحتاج إلى جيش مدني، وهذا الجيش المدني لا يقوم إلا بتشكيل حكومة قوية تملأ الفراغ وتساند الدولة في هذه المرحلة الصعبة، وأي وجود سياسي في فترة الحرب لابد أن يكون وجود كفاءات أو أشخاص مستقلين سياسياً، وأن لا تكون هنالك محاصصات سياسية، ومشاركة السياسيين تأتي بعد الحرب بعد ان تبدأ فترة الإنتخابات، الحكومة المشكلة ستكون حكومة مهام وعليها فقط إدارة مهام الحرب ولا يمكن أن يفتح الباب لأي صراع وتنافس سياسي على السلطة في هذا الوقت وهذا ما نصت عليه وثيقة الحوار السياسي لمجموعة الكتل السياسية التي التقت في أديس أبابا واتفقت على أن الحكومة كفاءات مستقلة تدير الفترة الإنتقالية بمهام محددة حتى قيام الانتخابات.
_ ماذا عن العملية السياسية ومتى يحين وقتها ؟
الدولة الراعية للجماعة الإرهابية والدول المتعاونة معها والسياسيين “القلة” الذين يتعاملون معها من فئة تقدم وقحت يريدون أن يشترك المسار السياسي مع المسار العسكري حتى تلتقي هذه القوة المدنية التي تسمي نفسها تقدم أن تلتقي بالعسكريين أو الجيش السوداني وتكون حكومة بنفس الطريقة القديمة بعد الثورة وأن يكون سند لها مليشيا الدعم السريع وهذا خطأ لن يتكرر مرة أخرى ولن يحدث، هنالك انفصال تام مابين المسار السياسي والمسار العسكري في اي مفاوضات مع الدعم السريع.
_ إقصاء المؤتمر الوطني هل يمكن أن يُعيد الأزمة؟
إقصاء المؤتمر الوطني أو إقصاء تقدم أو غيرهم تم الإتفاق عليه في مؤتمر الإتحاد الأفريقي في أديس أبابا واتفقت عليه حوالي “14” كتلة سياسية وحزب وكيان والخ، تم الاتفاق على عدم حظر اي حزب سوداني من الحوار السوداني الشامل الذي سيكون في فترة الحرب ومابعدها إلى أن تقوم الإنتخابات وتأسس الدولة السودانية، أن لا يتم حظر أي حزب وأن لا يستثنى حزب من هذا الحوار إلا من صدر ضده أحكام وإدانة تكون بسبب ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وضد حقوق الإنسان وضد الشعب السوداني، مع هذا ان الحظر يشمل أفراد وأشخاص ولا يشمل أحزاب او تنظيمات، حتى قيادات تقدم عرضة لهذا الحظر، أي قيادات من تقدم حرضت على هذه الحرب او شاركت بها هي معرضة لحظر سياسي
_ ماهو الدور الذي يمكن أن يلعبه المدنيين إزاء الخروج من هذه الأزمة؟
المدنيون يمكنهم إحداث إختراق في إيقاف الحرب من خلال دورهم السياسي والعمل المكثف مع المقاومة الشعبية والتعبئة السياسية وإعداد المقاومة الشعبية، كل هذا يمكن أن تقوم به القوى المدنية والوقوف مع النازحين واللاجئين وأيضاً إيصال صوت السودانيين للعالم من الظلم الذي تعرضوا له، كل هذه مهمة القوى السياسية والمدنية، لكن الحقيقة الوحيدة التي ستنهي هذه الحرب هو الحسم العسكري، فالدور العسكري يسبق الدور المدني في حسم هذه الحرب التي يخسمها الجيش بمساعدة المدنيين بالعمل السياسي الذي يدعم العمل العسكري ويدعم المعركة
_ كيف تقيّمين مؤتمر القاهرة لتوحيد الفرقاء المدنيين السودانيين؟
مؤتمر القاهرة فشل، فلقد حاول أن يفعل شيء مستحيل وهو أن يلتقي تقدم بالقوى السياسية الداعمة للجيش السوداني، تقدم حليفة وليها ارتباط وثيق بقوات الدعم السريع، وقد طلب منهم السياسيين أن يتخلوا عن ارتباطهم بالدعم السريع ولم يحدث هذا فلا يمكن أن يحدث إتفاق بين قوى تدعم الجيش وقوى تدعم الدعم السريع.