دول الرباعية والسودان… فشل الاستعانة بالمليشيا
تقرير إخباري- النورس نيوز- يتفق مراقبون للشأن السوداني إلى أن الأزمة التي تمر بها البلاد جاءت نتاج للتدخلات الخارجية في الشأن السوداني ودعم المليشيا خصوصاً ما يسمى دول مجموعة الرباعية (المملكة العربية السعودية – دولة الإمارات العربية المتحدة – المملكة المتحدة – الولايات المتحدة الأمريكية) هذه الدول التي كان لها السبق في إشعال نيران الحرب في السودان ومع ذلك تدعي أنها تسعى لتحقيق السلام بعد عمليات القتل وتشريد الملايين من السودانيين على يد مليشيا الدعم السريع التي تمردت على القوات المسلحة السودانية منذ أبريل من العام الماضي مسنودة بهذه الدول.
دور رئيسي
لعبت دولة الإمارات دوراً رئيساً في إشعال الحرب في السودان عبر حليفها الداخلي ميليشيا الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين الأبرياء ونزوح وتهجير الملايين من السكان وتعريض الملايين إلى التأثّر غير المسبوق بالفجوة الغذائية وانعدام الرعاية الصحية ونقصان الأدوية وتصاعد الشقاء والمعاناة المهولة، ووقف عجلة الإنتاج وإنهيار الإقتصاد وانتهاكات حقوق الإنسان وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم ترقى للإبادة الجماعية”.
وشكلت أفعال الإمارات تهديداً جدياً للسلم الإقليمي والدولي، وضرباً من ضروب أعمال العدوان والإخلال بالسلم وانتهاكاً صارخاً لسيادة السودان، كما مثّلت أسوأ صور التدخّلات غير المشروعة وأخطرها وهي التدخّلات العدوانية التي تهدّد السيادة والسلامة الإقليمية وحرية الشعوب واستقلالها ورفاهها”.
خيار آخر
يؤكد القيادي بحزب المؤتمر الشعبي عمار السجاد إن الحرب التي إندلعت في السودان هي مشروع أمريكي وأن الإمارات وقحت وحميدتي والإطاري وفولكر مجرد أدوات للحرب الأمريكية الصهيونية.
وأشار السجاد لـ (النورس نيوز) إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن خسرت الحرب أصبحت تبحث عن خيار آخر بإتجاهها للخطة
(ب) بعد فشل الخطة (أ) وإنقاذ مايمكن إنقاذه والإعتراف بالبرهان والجيش والتخلي عن خيار المليشيا والإستعانة ب(قحت) خصوصاً بعد دخول روسيا وإيران والاصطفاف الدولي الذي حدث بالمنطقة الذي لم تكن تريده أمريكا.
إلتفاف حبل
بدوره يقول الملحق الإعلامي السابق بسفارة السودان بواشنطن مكي المغربي أن الحبل بدأ يلتف حول الدول الداعمة للمليشيا المتمردة التي أصبحت تواجه مصيراً محزناً بسبب حمايتها لأخطاء المليشيا.
وأشار المغربي لـ (النورس نيوز) إلى أن المليشيا والدول المساندة لها ظلت بصورة مستمرة ترتكب أخطاء وتستند على الدعم الذي تتلقاه من أمريكا وعدد من الدول، ولفت إلى أن الدول المعادية للسودان لم تستطيع السيطرة على المليشيا وصارت عبئاً على الولايات المتحدة الأمريكية وهذا مابرر لأمريكا عبر مبعوثها الخاص أن تتخذ مواقف مغايرة وأن تحتفظ بمسافة من خط الدولة المعادية للسودان.
تنديد علني
ظل السودان يُندد علناً بعدوان دولة الإمارات على السودان وشعبه، وتسميتها صراحة ومطالبتها بشكل حازم بالكف عن التدخّل في الشؤون الداخلية للسودان والوقف الفوري لتجنيد المرتزقة، وقطع الدعم العسكري واللوجستي والإمدادات والمؤن إلى مليشيا الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها.
وطالب مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس في وقتِ سابق دولة الإمارات بجبر الأضرار والتعويض عن الخسائر التي تسبّب فيها هجوم مليشيا الدعم السريع المدعومة من قبلها، وفقاً لمبادئ القانون الدولي المتصلة بمسؤولية الدول عن الأفعال غير المشروعة دولياً”.
وأدان إدريس الدعم الإماراتي المقدم من قبلها لمليشيا الدعم السريع وسلم مندوب السودان 6 جوازات سفر إماراتية وجدت في جيوب مقاتلين مع المليشيا، وقال إن مليشيا الدعم السريع التي ترعاها الإمارات وتقدم لها الدعم وتحرضها على القتال وارتكاب الجرائم والاغتصابات هي التي حالت دون أن تفيء مليشيا الدعم السريع بالتزاماتها في منبر جدة.
عدم إدانة
الظاهر للعلن أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي التي أشعلت الحرب في السودان بدعمها لمليشيا الدعم السريع لكن إلى جانبها فإن الولايات المتحدة الأمريكية كذلك من بين دول الرباعية التي تتعمد عدم ادانة ممارسات مليشيا والتحامل على القوات المسلحة السودانية
فسبق أن عبّرت وزارة الخارجية السودانية عن استغرابها ورفضها للاتهامات، التي وصفتها بـ”الباطلة”، والتي تضمنها بيان وزارة الخارجية الأميركية، ضد القوات المسلحة وحكومة السودان فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والأنشطة المدنية.
وذكرت الخارجية السودانية: “تجنب البيان إصدار إدانة صريحة وواضحة وحصرية ضد المليشيا الإرهابية المسؤولة عن جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعنف الجنسي والجرائم ضد الإنسانية في السودان، وهو ما أقرته الإدارة والمؤسسة التشريعية بالولايات المتحدة نفسها. وسعى بطريقة متعسفة لتوزيع الإدانة، بإقحام القوات المسلحة السودانية في مسائل لا صلة لها بها.
وتابعت: “تجاهل البيان حقيقة أن الحدود السودانية التشادية، التي تنتشر فيها المليشيا الإرهابية، هي المعبر الأساسي للأسلحة والمعدات التي تستخدمها المليشيا لقتل الشعب السوداني وارتكاب كل الفظائع المعروفة عنها، وقد وثقت ذلك جهات محايدة عديدة.
أدوار سلبية
إلى جانب مواقف دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الأزمة السودانية فإن المملكة العربية السعوديه رغم إستضافتها للمحادثات الأولى لحل النزاع عبر منبر جدة إلا أن هنالك من يرى أن لها دور لايختلف عن دور الإمارات العربية المتحدة في إشعال الحرب في السودان وقد يكون أسوأ منها كذلك فإن الأمم المتحدة لها أدوار سلبية بشأن الأزمة السودانية وهي مواقف لاشك سيحفظها التاريخ السوداني لهذه الدول بعد نجاح القوات المسلحة السودانية في حسم المعركة ودحر المليشيا المتمردة وحينها لاشك سيكون لكل حدث حديث.