حوار- هبة علي- تحدث رئيس منظمة مشاد أحمد عبد الله عن الأوضاع الإنسانية في السودان، واصفاً إياها بالأخطر في تاريخ الإنسانية، وكشف في حوار لـ”النورس نيوز” معه عن الانتهاكات التي تقع على المواطنين وأماكن وقوعها، موضحاً حقيقة الانتهاكات التي مورست ضد المرأة وما نجم عنها من حالات ولادة و انتحار، ولفت عبد الله إلى مجهوداتهم الدولية إزاء هذه الانتهاكات والحرب عموماً ومعاقبة من يقف خلفها..
_صف لنا الأزمة الإنسانية في السودان؟
الوضاع الإنسانية في السودان في أخطر حالة إنسانية تمر على الإنسانية، فالمواطن السوداني يموت في كل مكان بالجوع والأمراض داخل وخارج السودان، وهذا ناتج عن عدم مناشدة الدولة السودانية للعالم في سبيل التدخل بطريقة مشروعة لأجل إنقاذ الوضع الإنساني المتردي والمتدهور، ماتزال الجهات المسؤولة عن الجانب الإنساني تتمادى في عدم إظهار الحقيقة أو الوضع الحقيقي الذي يعانيه المواطن السوداني في حين أنهم لا يستطيعون توفير قطعة خبز لمواطن واحد ولا دواء ولا مياه، بل يتمادوا في اخفاء الحقيقة عن العالم لأجل أن لا يتدخلوا، ظناً منهم أن التدخل سيكون سالباً في حق الدولة السودانية، هذا عمل غير أخلاقي وغير ديني وغير إنساني ويجب على الحكومة السودانية تحمل مسؤوليتها وأن تقول الحقيقة لتنقذ المواطن.
_ماذا عن مسؤولية المجتمع الدولي تجاه السودان؟
الضمير الإنساني العالمي يتحمل مسؤولية هذه المعاناة لأنه يعلم حقيقة ما يعانيه السودانيون في مناطق الحرب والنزوح، إلى الآن الأمم المتحدة غير مهتمة بعملية توفير الدعم للسودانيين وتسعى فقط في دعم السلام لأجسام هلامية مشاركة في دعم الحرب ويجب إدانة ممولي الحرب.
_ماهي أكثر المناطق التي تقع فيها انتهاكات الحرب؟
المناطق المتأثرة هي الفاشر كردفان والجزيرة وسنار وجزء من ولاية النيل الأبيض هي أكثر مناطق الانتهاكات بوتيرة مقلقة وفي تكتم تام دون وجود إعلام يعكس معاناة الأبرياء، الانتهاكات التي نرصدها خطيرة ضد المواطن الذي أصبح يعاني اليأس اليومي بأن الحال ترك من دون اهتمام أحد بأمره وتتنصل كثير من الجهات عن مسؤوليتها خاصة الحكومة السودانية بالتالي أصبح المواطن الآن يواجه هذه الانتهاكات بنوع من الألم البالغ في جميع الولايات وهي انتهاكات مستمرة ومتجددة سواء كان قتل أو تصفية او اغتصاب أو نهب او سرقة وما إلى ذلك
المواطنين استسلموا لهذا الواقع وينتظرون مصيرهم من الانتهاكات وهذا وضع كارثي ويؤسفنا أن نرى المدنيين يتساقطون بهذه الطريقة دون أن تتحرك جهة لكف الانتهاكات
_ ما نوع هذه الإنتهاكات؟
قتل ونهب واغتصاب وتعذيب واعتقالات.
_ هل لديكم إحصائيات الإنتهاكات؟
عدد الضحايا يتزايد و وصل إلى “90” ألف من بينهم “50” ألف مواطن قتيل، فضلاً عن تزايد حالات الاغتصاب و الاعتقالات والقصف المتعمد، عموماً الأرقام مخيفة وهنالك حالات لم نستطع الوصول إليها نسبة لتعقيد الظروف في المناطق التي تنشط فيها الحرب لكن نأمل أن نصل لكل المتضررين في سبيل ألا تضيع حقوق المنتهكين ودون محاسبة لكل من اجرم بحقهم
_مانوع الانتهاكات التي تمارس ضد المرأة؟
الاغتصابات والاختطافات والتعديات التي مورست ضد المرأة في السودان لم تحدث في العالم و وصل الأمر إلى التجارة في كثير من الولايات، وكذلك الزواج الإجباري بتهديد السلاح إضافة إلى الخطف والاستعباد وهنالك عدد كبير تحت ايدي الدعم السريع يعملن كخادمات تحت وتيرة السلاح، وأيضا الاغتصاب الممنهج وخاصة للفتيات اللائي لم يبلغن الرشد وهذا يستمر في جميع ولايات السودان ومطلوب من الجهات الإعلامية التحرك بصدق في سبيل توضيح مايجري والمطالبة بالحماية العالمية، رصدنا أكثر من حالة انتحار وسط النساء بعد تعرضهن للاغتصاب، أو بعد إصابتهن باليأس لسوء الأوضاع،
_هل هنالك من أصبحن أمهات بسبب الاغتصاب؟ وكيف تتعاملون معهم؟
رصدنا أكثر من “40” حالة ولادة نتيجة للاغتصاب، نتواصل مع المغتصابات لأجل التبليغ والمحافظة على حقوقهن، تحدثنا إلى الأمهات بضرورة عرض حالاتهم على جهات خارجية وعدلية، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي وايضاح أنهن لسن مذنبات بل مظلومات، كثير من الفتيات يتلقين العلاج من الاغتصاب الوحشي والجماعي وصدمته فهناك مغتصبات تم اغتصابهن من قبل أكثر من “20” شخص.
_ماهي تحركاتكم الدولية للحد من الإنتهاكات ضد المدنيين؟
مجهوداتنا منصبة في إتجاه أن هذه الحرب لايمكن أن تتوقف عدون تجريم المسؤولين عنها والذين يخصونها، إضافة إلى تجريم الجهات السياسية التي تشجع الحرب وكذلك تجريم الدول التي تمول وتدعم وتساند الحرب، ولايمكن مكافأة الذين اشعلوا الحرب والذين يقاتلون الآن ولابد ان يجدوا نصيبهم من العقاب حتى إذا تحقق السلام.
وفي هذا الشأن تحركنا في المحاكم الأوربية والدولية والهيئات الحكومية التي لديها القدرة في التأثير بقرارات معينة بحق القوى السياسية وحق القيادات الذين يقودون هذه الحرب، لابد أن تكون هنالك عقوبة رادعة من المحكمة الجنائية الدولية.