عز الهجير
سايرين في عش الدبابير 2
رضا حسن باعو
يعلم سعادة اللواء خليل باشا سايرين وزير الداخلية أن المرحلة التي تولي فيها هذا المنصب مفصلية وحساسة جداً وانه سيكون مجابه بعدة مشكلات وأزمات ستقف في طريقه لكن قبل وتوكل على الحي الدائم ووافق علي التحدي الكبير في أن يكون وزيراً للداخلية في ظل هذا الظرف الصعب.
يدرك سايرين أنه وضع نفسه في مرمي النيران خاصة وأنه بدأ ترتيب عمله الداخلي حتي يتمكن من الإنطلاق بقوة في عديد من الملفات التي تحتاج لضبط وربط كملفات الجمارك والسجل المدني والأجانب وهي من الملفات الحساسة والشائكة جداً فهذه الملفات كان يديرها بعض ضعاف النفوس يكرسونها لمصالحهم الشخصية لهم ولأصحاب العزوة منهم وصار العمل فيها تجارياً أكثر من كونه عمل دولة إذ تجد أحدهم يستغل نفوذه وصلاحياته لتمرير هذه الورقة أو ذاك الاستثناء ويستلم المقابل حتي تخمت كروشهم من المال العام،لذلك نجد أن وزير الداخلية عندما حاول معالجة هذه الاختلالات وحسم الفوضي الضاربة باطنابها ووجه بمحاولات ضغوط لاثناءه عن أداء وظيفته التي جاء من أجلها وهي بناء سودان العزة والكرامة الذي باعه أبناءه بثمن بخس من أجل مصالحهم دون أن يكون للوطن سهم في ذلك.
عندما لم يجد المرجفون في المدينة طريقا لإيقاف سعادة اللواء سايرين عن مهمته في ضرب أوكار الفساد وكنسه باتوا يتفنون في ابداع الحيل والتهم ظانين وهم يعلمون أن الظن إثم كبير بأنهم يمكن أن يشغلوا الرجل عن أداء مهمته العظيمة فصاروا يتحدثون عن أنه قام بترقية ضابط لديه إجراءات محاكمة دون أن يبصروا الرأي العام ماهو سبب قضية هذا الضابط ولماذا لم يتناولوا التفاصيل وهل مثل أمام المحكمة المختصة ام لا؟ لكن بالطبع ليس المقصود هنا الضابط بشحمه ولحمه وانما الوزير الذي قام بدك أوكار الفساد واوقف المهازل التي كانت تتم في هذه المؤسسات لأنه يدرك أن المرحلة التي تمر بها البلاد مفصلية ولامكان فيها لضعاف النفوس والفاسدين وان كلفه ذلك حياته دعك من منصبه.
هذا جزء قليل من كثير يتعرض له سعادة اللواء سايرين من مؤامرات تحاك ضده في الخفاء من أجل التشويش عليه حتي لايكمل مسيرته التي بدأها،اما قصة الضابط الذي اثير حوله الحديث سنتناولها بالتفصيل وبالاسماء وسننشر قضيته كاملة خاصة وأن المحكمة المختصة براءته ممانسب ليه لكن هذا ليس بيت القصيد فالقصة أكبر لأن هذا الضابط النزيه تجرأ وقال كلمة حق في وجه مدير جائر..التفاصيل الكاملة في الحلقة المقبلة أن مد الله في اجالنا.