رئيس وفد الحكومة لمشاورات جدة محمد بشير أبو نمو يكشف في حوار: اقتراح جنيف تجاوز لـ(جدة) وإنشاء لمنبر جديد
حوار- محمد جمال قندول
أعلن وفد الحكومة لمشاورات جدة برئاسة وزير المعادن محمد عبد الله بشير أبو نمو عدم التوصل لاتفاق مع الجانب الأمريكي في جولة التشاور بخصوص مباحثات جنيف، وأوصي أبو نمو الحكومة بعدم المشاركة وترك التقديرات الأخيرة للقيادة قبل أن تخرج الحكومة مساءً امس في ببيان رسمي تعلن فيه عدم مشاركتها.
(الكرامة) استنطقت رئيس وفد التفاوض أبو نمو حول تفاصيل وكواليس المشاورات مع واشنطن، وما حمل الوفد على التوصية بعدم الذهاب الى جنيف، وخرجت بالحصيلة التالية:
*السيد الوزير.. على أي حيثيات بنيت توصيتك للحكومة بعدم المشاركة في جنيف؟
أولًا: أنا لست لوحدي بل كنت أرأس فريقًا متمكنًا وكلهم خبراء في مجالاتهم، فريق ولواء ومقدم من الجيش، وهم من قادوا مفاوضات جدة في كل جولاتها، ويضم الفريق أيضًا دبلوماسيًا مخضرمًا من الخارجية وهو سفيرنا في الرياض، ثم لواءا من المخابرات وهو المسؤول من ملف أمريكا وأوروبا، بالإضافة إلى مستشار قانوني من وزارة العدل.
وبالتالي في ظل هذه المجموعة المتنوعة من الظلم مخاطبتي بالمفرد او ذلك الذى انفرد بالقرار، وبالتالي السؤال الصحيح هو : على أي حيثيات بنيتم توصيتكم للحكومة بعدم المشاركة في جنيف؟ هذا أولًا.
أما الحيثيات فهي عديدة، على مستوى العموم فإن الوفد الأمريكي جاء بمبدأ (take it or leave it)، مثلًا: عندما حضرنا وجدنا أنهم قد جاؤوا بأجندة جاهزة دون مشاورتنا في الإعداد.
ثانيًا: لم يأتوا بسبب واحد عن لماذا ينوون نقل المفاوضات من جدة إلى سويسرا.
ثالثًا: رغم أنهم أكدوا بضرورة تنفيذ مقررات منبر جدة الموقع في مايو 2023، إلّا أنهم فشلوا في توفير أي ضمانات أو آلية أو فترة زمنية للتنفيذ.
رابعًا: رغم أنهم قبلوا بوفد ممثل للحكومة السودانية بدل الوفد العسكري حسب الترتيب السابق، إلّا أنهم أصروا على وفد عسكري بقيادة رفيعة لو قررت الحكومة الذهاب إلى جنيف، أي المعاملة بالمزاج أقبلك هنا في جدة بوفد ممثل للحكومة، وأقبلك هناك في جنيف بوفد عسكري، هذا غير التهديد والوعيد المبطن والذي لم نستجيب له أبدًا، حيث أظهرنا أننا لا نفهم تلك اللغة.
*ما الذي حمله الوفد التشاوري للجانب الأمريكي في جدة، وما هي أبرز نقاط الخلاف؟
أبرز نقاط الخلاف هي نفسها أسباب التوصية بعدم الذهاب لمؤتمر جنيف، بالإضافة إلى أنّ للحكومة خطوطً حمراء بعدم قبول بعض الدول والمنظمات الإقليمية بأي صفة كوسطاء أو مراقبين أو مسهلين، ورفضوا بقبول اعتراضنا وأصروا على إحضارهم.
*هل تعني توصيتك بإغلاق الباب أمام جنيف، أم أنّ الباب لازال مواربًا؟
ليس ذلك إغلاقًا للباب بقدر ما أننا نريد محادثاتٍ جادة تكون فيها الترتيبات بالاتفاق والتراضي بين الأطراف مع قيام كل طرف بدوره بنزاهة وحيادية، وهذه سلعة صارت نادرة في هذه الأيام.
*هنالك اتهامات لشخصكم الكريم بأنّك حملت مواقف حركة جيش تحرير السودان التي كان لديها موقف مسبق من المباحثات؟
أبدًا.. هذا هراء للأسف زعيم حركة تحرير السودان القائد مناوى أكثر من نبه لخطورة التصعيد والذهاب للحرب وبل وحذر حتى من تبعاتها الخطيرة، والأمر لم يكن قراءة فقط، بل اعتبره البعض بمثابة النبوءة لتطابق الأحداث بعد الحرب مع قراءاته، ثم إنّ موقف حركة تحرير السودان مطابق لموقف الشعب السوداني الرافض لأي دور للميليشيا في المستقبل سياسيًا أو عسكريًا، سياسيًا وهي ليست حزبًا سياسيًا، وعسكريًا هي كانت قوة مساعدة للجيش تمردت عليه وتم حلها.
*واجهت عاصفةً من الانتقادات بسبب الحديث للإعلام قبل تنوير القيادة بمخرجات التشاور؟
سؤال؟
من أين لهؤلاء المعلومة من أني لم أنور القيادة بمجريات الحوار الجاري في جدة؟ أنا نورت الرئيس ثلاث مرات أثناء سير المفاوضات والمرة الرابعة صباح هذا اليوم (السبت)، حيث زوّدته بالتقرير النهائي الذي ساهرنا كوفد على إعداده البارحة، ولم أُصرح لأي جهة قبل تسليم التقرير هذا الصباح لفخامة الرئيس البرهان وأتحدى أي جهة صحفية أو قناة أو فرد تحدثت إليه طوال يومي التفاوض. وكمثال أسألك أنت يا قندول كم مرة اتصلت علي ولم تجد مني الرد؟ ومثلك كانوا بالعشرات!
هذه انتقادات صادرة من السياسيين اليائسين الذين عفا عليهم الدهر، والذين لهم مواقف تاريخية من ثوار وقضايا الهامش، وهؤلاء السياسيون يعتقدون أنّ ظهور سياسيين جدد من هذه المناطق يتم على حساب “حصاد” هذه الأحزاب البالية وغير الابهة لأصوات البؤساء من أهل الهامش.
*مبارك الفاضل قال إنّ حركة مناوي مستفيدة من استمرار الحرب ولذلك ليس لديها مصلحة في تحقيق السلام؟
مبارك الفاضل هو من عنيته بالفقرة أعلاه، ولكن أين الفائدة من غير حماية البلاد من الغزاة، من تقديم عشرات الشهداء من جيش التحرير في كل ساحات القتال.
*ما هو مستقبل مباحثات جدة؟
الخطوة التي أقبل عليها الأمريكان باقتراح جنيف هي في حقيقتها تجاوز لمنبر جدة وإنشاء منبر جديد، وهو أمرٌ لا نجد له مبررًا حتى الآن.