بينما يمضي الوقت … لا ضير ولا غضاضة … أمل أبو القاسم
بينما يمضي الوقت
لا ضير ولا غضاضة
أمل أبو القاسم
ما زال النقاش محتدم حول طلب الدعوة الأميركية للتفاوض في جنيف أو استئنافه ان جاز التعبير كونه ليس بمنبر جديد انما استكمال لمنبر جدة وتبنى مخرجاته عليه.
رفضت الدعوة من البعض بحسبان ان امريكا لا أمان لها ولديها سوابق خذلان في الخصوص، فيما يرى آخرون ان لا بأس للذهاب والاستماع لما ستود قوله، بينما قيادة الجيش التى قدمت لها الدعوة وضعت اشتراطات من بينها استصحاب الحكومة في هذه الجولة.
امريكا وبعد ان كانت تتعامل بفوقية وتهديدات مبطنة فجأة غيرت اسلوبها ليس ل180درجة بل 270، وتقمصت الوداعة فقبلت بكل الشروط واغدقت من عندها بكم “هيل” من العطايا حيث انها قامت بتسمية القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بصفته الثانية كرئيس لمجلس السيادة الانتقالي اي الاعتراف به كرأس للدولة.
هذا التحول وبدلا من ان يجد القبول وجد استنكارا أو تشكيكا بفعل التجارب السابقة ولسان حال البعض: ان لن ينطلي علينا هذا التحول وثمة تساؤلات: ترى على ماذا تنطوى هذه الوداعة؟.
ذهب البعض على انها ربما ارادت ان تقطع الطريق نحو القيادة التى بدأت فعليا التحول والتواصل مع الشرق ستتبعه زيارات لاحقة، وهذا أمر مؤكد في ظل التنافس على السودان.
لكنى أكاد اجزم انها صادقة في هذا التحول لذات السبب أعلاه، فضلا عن سعي الرئاسة تبييض صفحتها قبيل التنحى والانتخابات على الأبواب وقالها المبعوث الأمريكى خلال مؤتمر صحفي عقد باوغندا.
أيضا وحيث ان الولايات المتحدة لا يهمها سوى مصلحتها في هذا الحراك الذي شاركت فيه بطريقة او بأخرى أملا في ان يدين لها وحلفائها أمر السودان وبذلوا في ذلك الغالي والنفيس، وحيث انه لم يتأتى لهم مرادهم رغم سيطرة المليشيا على بعض المدن والمناطق بالسودان لكنها تدرك تماما انها سيطرة جوفاء وان ما يحدث محض فوضى من عصابات متفلتة وليس أمرا مؤسسا، ولأنها وعت تماما ان السنة وكم شهر اهدرت وعبثا محاولتها التمادى، إضافة لما لمسته من تعنت الجيش وصلابة موقفه على الأرض وعلى رأيه، لذا قررت التنصل من المليشيا و(بيعها) لصالح التقرب من الجيش، ربما يدلل على ذلك ما تسرب من تسجيل للمهتوهة “لنا مهدى” وهى تحرض المليشيا على السودان واهلها وتذهب إلى ان مفاوضات جنيف نفسها ليست لصالحهم وان امريكا تنوى عرض انتهاكاتهم وفضحهم.
حتى وان لم يكن ذلك كذلك _ اي ما قالت به المعتوهة_ فجل الاحتمالات تشى بصدق نوايا امريكا من أجل مصلحتها التى لم تجدها في دعم المليشيا من الباطن.
اعتقد ان لا ضير في ان يجلس مدنيون كما اقترحت الولايات المتحدة ذلك، وليكن وفد مقدمة واستكشاف، ومن ثم وعلى ضوئه تقرر القيادة. وفي كلا الحالات لا اظنها ستجبر على فعل أمر لا ترغبه ودونكم جولات منبر جدة التى فشلت بسبب قوة صلابة موقف الجيش من بعض الشروط.