تقرير- هبة علي- تبادل السفراء بين السودان والجمهورية الإسلامية الإيرانية أتى كآخر خطوة رسمية وعملية في استعادة أواصر العلاقات بين البلدين والتي انقطعت زهاء الثماني سنوات.
وافتتح وزير الخارجية المكلف حسين عوض علي، أمس والثلاثاء ،سفارة السودان في طهران، مُعلناً عمل السفارة السودانية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد قطيعة قاربت الثماني سنوات.
وحضر مراسم الافتتاح ممثل وزارة الخارجية الإيرانية رضا مصطفائي، وسفير السودان المعين لدى طهران عبد العزيز حسن صالح، ، إضافةً إلى عدد من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين في إيران، ومن ضمنهم سفراء كل من المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، و دولة الكويت، والجمهورية العراقية .
وبفبراير الماضي كانت أولى الخطوات العملية لإعادة العلاقات بين البلدين ونهاية للقطيعة حيث استقبل الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، وزير الخارجية السوداني السابق علي الصادق والوفد المرافق له، وفي تلك الزيارة اتفق الجانبان على إعادة فتح السفارتين الإيرانية والسودانية واستئناف المهام الدبلوماسية لسفيري البلدين.
واعتمد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان قبل أكثر من أسبوع أوراق حسن شاه حسيني سفيراً ومفوضاً إيرانيا فوق العادة لدى الخرطوم.
إثارة المخاوف والقلق
مراقبون أبدوا مخاوفهم من عودة علاقات السودان مع إيران لجهة أن التمحور بجانبها يثير قلق دول عديدة، مرجحين أن ينعكس سلباً على البلاد، ويرى المحلل السياسي محمد خليل أن السودان في هذه المرحلة الحرجة من تاريخيه أهمل ملف العلاقات الدولية التي يجب أن تُبنى على التوازن وتخيّر الدول التي لا تستعدي المجتمعين الإقليمي والدولي، لافتاً إلى أن البعد عن المتشددين والجماعات الجهادية أصبح ضرورة.
و أوضح خليل من خلال حديثه لـ”صدى السودان” أن القلق في العلاقة يكمن في التعاون العسكري بعد حظر السودان من السلاح من عدة دول لإيقاف الحرب، وفي ذات الوقت السلاح الإيراني مصدر قلق دولي.
يُذكر أنه في وقت سابق نقلت وكالة “بلومبيرغ” تقرير لها عن مسؤولين غربيين أن إيران زودت الجيش السوداني بطائرات دون طيار من نوع “مهاجر 6″ مؤهلة لمهام الرصد ونقل المتفجرات، وذكرت أن “أقمارا صناعية التقطت في يناير الماضي صوراً لطائرة “مهاجر 6″ الإيرانية في قاعدة وادي سيدنا شمالي أم درمان، الخاضعة لسيطرة الجيش”.
فتح باب نافذ
الخبير الاستراتيجي والعسكري عميد ركن م خالد محمد عبيد الله أكد أن السياسة السودانية حمالة أوجه دبلوماسية تتأثر بالأقطاب والمحاور لمصالحهم ومصالح النظم الحاكمة ولا مصلحة للشعب السوداني فيها، منوهاً إلى أن هذا واضح في علاقة السودان مع دول العالم والاقليم والجوار.
وأوضح خليل بحديثه لـ”النورس نيوز” أن سبب قطع العلاقات مع إيران لم يكن دبلوماسياً ولا دينياً، فقط السودان وافق المملكة العربية السعودية في حربها ضد اليمن.
وأردف: “بالرغم من ذلك أرى أن الدبلوماسية السودانية تريد من إيران فتح باب نافذ لتجمع ايران َروسيا والصين”.
وأضاف: “بالطبع يمكن أن يحتفظ السودان بدبلوماسية فاترة مع إيران، إذا نجحت دبلوماسية وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في إحداث إختراق في مفاوضات الجيش بسويسرا”.
وتابع:” لا يمكن قياس العلاقات بدون مواقف ظاهرة لصالح الشعب السوداني لتتمترس السياسة السودانية خلفها و مثل هذه العلاقات لا تؤثر ولا تتأثر”.