بعد قطيعة 8 سنوات.. الخرطوم و طهران … بدء مرحلة جديدة من العلاقات
تقرير- النورس نيوز
في فترة الرئيس المعزول عمر حسن أحمد البشير وخلال العام 2016م قطعت الخرطوم علاقتها مع طهران على خلفية التدخلات الإيرانية في المنطقة على أسس طائفية واعتداءاتها على سفارة وقنصلية السعودية في طهران وبعد قطيعة استمرت 8 سنوات يعود السودان لاستئناف علاقاته مع إيران بعد إعلانه الخطوة في أكتوبر من العام الماضي .
مرحلة جديدة
رسمياً تدخل العلاقات بين الخرطوم وطهران مرحلة جديدة بعد تسلم رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اليوم أوراق اعتماد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى السودان، حسن شاه حسيني سفيراً ومفوضاً فوق العادة لبلاده لدى السودان.
وقال وكيل الخارجية في تصريح صحفي أن السفير الإيراني قدم أوراق اعتماده لرئيس مجلس السيادة مبيناً أن البرهان رحب بالسفير الجديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية ،مؤكداً متانة العلاقات بين السودان وإيران وقال أن تقديم السفير لأوراق اعتماده تعد إيذاناً ببدء مرحلة جديدة في مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين.
إشارة قوية
مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والاستراتيجية د. حسن شايب دنقس قال إن تسلم أوراق اعتماد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى السودان حسن شاه حسيني دلالة على أن هنالك تحول في محور العلاقات الخارجية و يعطي إشارة قوية إلى أن الحكومة ستتوجه شرقاً تجاه روسيا وحلفائها الدوليين في المنطقة لا سيما طهران لذلك هذه خطوة نحو الدخول في حلف مع موسكو فإيران تعتبر من الحلفاء والشركاء الاستراتيجيين لدى روسيا.
وأضاف دنقس لـ ( النورس نيوز) : ستكون هنالك ردود أفعال على هذا التبادل الدبلوماسي بين الخرطوم وطهران خاصةً من المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة مما يؤدي إلى تعقيد المشهد السياسي السوداني الداخلي والخارجي معاً بإعتبار أنهم فواعل رئيسة فيما يتعلق بالأزمة السودانية، لكن أعتقد أن الحكومة السودانية وضعت سيناريوهات لردود أفعالهم وتأثيرها على الأوضاع داخل البلاد ، وقال تبقى الدولة السودانية كاملة السيادة ولها الحرية في إقامة علاقتها الدولية بما يحقق لها مصالحها الإستراتيجية ويحفظ أمنها القومي.
توافق مشترك
وقال السفير الإيراني أن تقديم أوراق اعتماده يأتي في إطار التوافق المشترك بين البلدين بشأن تبادل السفراء وترقية العلاقات الثنائية معرباً عن شكره وتقديره لرئيس مجلس السيادة على قبوله لأوراق اعتماده مؤكداً أنه سيبذل قصارى جهده من أجل تعزيز علاقات التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسودان ،مبيناً أن بلاده تدعم السيادة الوطنية ووحدة وسلامة الأراضي السودانية.
استعجال خطوة
تبادل السفراء بين الخرطوم وطهران يأتي بعد شهرين من زيارة وزير الخارجية السوداني حسين عوض لإيران حيث التقى خلالها القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني، علي باقري، واتفقا على استعجال إكمال فتح سفارتي البلدين للمساهمة في دفع العلاقات بوتيرة سريعة إلى أعلى المستويات، وتناولا سبل انطلاق التعاون بين البلدين بقوة في شتى المجالات”.
عودة مطلوبة
ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الماجد عبد الحميد أن عودة العلاقات بين الخرطوم وطهران مطلوبة وأعتبر أن السودان خسر كثيراً بالقرار الأهوج والمتسرع لقطع العلاقات السودانية الإيرانية، وقال عبد الحميد في منشور على صفحته بال(الفيسبوك) : مرحباً بإيران التي عادت إلينا في مرحلة تخلّي عنا فيها من كنا نظن أنهم أقرب إلينا في الهم والغم لكنهم تركونا نواجه مصيرنا وحدنا.. نحتاج لإيران لتقف معنا في وجه العاصفة فالمؤامرة واحدة.. والعدو واحد وإن اختلفت أسلحة وأماكن المعركة.
عودة تدريجية
وقبل قطع العلاقات بين السودان وإيران كانت العلاقات وثيقة بين البلدين، وكانت الأخيرة مصدراً ومورداً للأسلحة إلى الخرطوم منذ تسعينيات القرن الماضي، كما تضمنت العلاقات آنذاك اتفاقيات تعاون عسكرية ودفاعية بالإضافة إلى مشاريع مشتركة وبعد 3 أشهر من تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية بدأت العلاقات بين البلدين تعود تدريجياً ففي يوليو الماضي التأم أول لقاء بين وزيري خارجية السودان وإيران على هامش اجتماع وزراء خارجية دول “حركة عدم الانحياز” بالعاصمة الأذربيجانية باكو، وأعلن الوزيران في ذلك اللقاء “استئنافاً وشيكاً للعلاقات بين البلدين ليعلنا رسمياً في أكتوبر من العام الماضي، قرار استئناف علاقاتهما الدبلوماسية وعلى هامش القمة المشتركة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية بالرياض في نوفمبر/ 2023، التقى الرئيس الإيراني برئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وبحثا تعزيز العلاقات بين البلدين.