الإمارات على خط التسوية السودانية.. سيناريوهات مقبلة؟

تقرير- هبة علي

ماتزال تتوالى ردود أفعال الاتصال الذي جمع قيادة البلاد و قيادة دولة الإمارات، واتت الردود من طيف واسع بالقوى السياسية والحركات المسلحة، ترحيباً واستبشاراً بالسلام، آملةً أن تسهم هذه الخطوة التي وصفوها بالمهمة، في إنهاء الحرب..

مناقشة علاقات البلدين

بيوم الخميس الماضي ، قالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية “وام” إن رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وناقشا خلاله العلاقات بين البلدين والتطورات الأخيرة في السودان، كما أعلن بن زايد دعم بلاده لأي جهود ترمي إلى وقف الحرب في السودان.

التوقف عن الدعم

تلى “وام” بيوم تأكيد إعلام مجلس السيادة السوداني الذي قال إن البرهان أبلغ بن زايد أن بلاده متهمة من قبل السودانيين بدعم قوات الدعم السريع، وبأدلة وشواهد كثيرة تثبت دعم الإمارات  للمتمردين ، ودعمها لمن يقتل السودانيين ويدمر بلدهم ويشردهم  ، وعلى الإمارات  التوقف عن ذلك. من جانبه أعرب زايد عن رغبته في المساعدة على وقف الحرب الدائرة في السودان.

قمة ثلاثية مرتقبة

مراقبون يرون أن إتصال قيادة البلدين أتى بوساطة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الذي حلّ ضيفاً على البلاد قبل أسبوعين، فيما أكدت مصادر دبلوماسية أفريقية لـ(السُوداني)، إنّ قمة ثلاثية مرتقبة تجمع  البرهان، وبن زايد، و آبي أحمد، ستنعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، عبر وساطة يقودها آبي أحمد لرأب الصدع بين السودان والإمارات،اما اجندة القمة، ارتكزت على وقف التصعيد الدبلوماسي والإعلامي بين البلدين، ومناقشة جميع الاتهامات المرفوعة لمجلس الأمن في القمة، وبحث الأزمة السودانية وطرح حلول ناجعة لها.

أصل الموقف التصعيدي

وكان السودان قد اتخذ خطوات تصعيدية دبلوماسية ضد الإمارات وعقبها تصعيد دولي وذلك بتقديم شكوى ضد الإمارات أمام مجلس الأمن الدولي بسبب دعمها لقوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني، فالسودان كان قد اتهم الإمارات مُسبقاً بتوفير السلاح والدعم اللوجستي للدعم السريع عبر تشاد وأفريقيا الوسطي المجاورتين لدارفور ، بيد أن الإمارات نفت تلك الاتهامات،رغم تقرير خبراء الأمم المتحدة الذي وصف أدلة السودان بأنها ذات مصداقية.

أولى خطوات المراجعات

أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أفريقيا العالمية د. محمد خليفة العلاقات الخارجية والدولية ابتدر حديثه لـ”صدى السودان” قائلاً : ” العلاقات الدولية ليس بها عدو دائم او صديق دائم”، مشيراً إلى أن العلاقات السودانية الإماراتية طويلة التاريخ ويجمع بينهما كثير من المشتركات كاللغة العربية والإسلام وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة،إضافةً إلى الجالية السودانية الكبيرة الموجودة بالإمارات.
خليفة نوه إلى أن الذي حدث أخيراً ربما يحتاج لمراجعات، موضحاً أن المكالمة التي تمت هي أولى خطوات المراجعات وبعدها يمكن أن تعود العلاقات إلى سابق عهدها إذا تمت معالجة ماحدث بالاعتذار وتعويض الذين تضرروا ورفع اليد عن المليشيا وجميع المطلوبات الأخرى مما يجعل العلاقات تعود كما كانت ويزول سوء التفاهم الذي تم.
وأردف: “بداية العودة سيكون لها مابعدها، ويحتاج الأمر إلى إرادة سياسية من الطرفين حتى يتعجلوا في هذا الجانب لاتمام ماتبقى، وعودة الأمور إلى نصابها”.

البحث عن الخروج

من جانبه يرى خبير التفاوض وإدارة الأزمات اللواء م /د. أمين إسماعيل المجذوب، أن الإتصال الدبلوماسي الذي تم بين القيادة السودانية والقيادة الإماراتية نتاج لوساطة جمعت بين القيادتين في هذا الإتصال، مشيراً إلى أنه خطوة أولى لقراءة المواقف وتحسس اتجاهات القيادة الإماراتية تجاه مايحدث في السودان والاتهامات التي وجهت إليها.
وقطع المجذوب بحديثه لـ”النورس نيوز” بأن هذه الخطوة لن تكون لها نتائج قريبة وتحتاج لخطوات أخرى من إتصالات أخرى ولقاءات وقمة كما رشح بها، لافتاً إلى أن الجانب السوداني يريد أن يوضح أنه حريص على السلام وإيقاف الحرب ولكن بما يحفظ وحدة المؤسسات الوطنية السودانية وبما يحفظ كرامة وحقوق الشعب السوداني في التعويض عما لحق به ومعاقبة من تسببوا في هذه الحرب والانتهاكات التي تمت من جانب الدعم السريع.
وأردف: من هنا جاءت الموافقة على الإتصال ويجب ألا نتجه نحو التجريم والاستنتاجات السلبية خاصة في حق القيادة السودانية، الإمارات تبحث هي نفسها عن الخروج من الطوق الذي وضعته فيها الاتهامات السودانية بمجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية.
وتابع: بالتالي تريد أن توضح أنها لم تخطئ وأنها دولة تحقق السلام والرفاه وستعمل على إزالة هذه الاتهامات بمعنى وقف الدعم للمتمردين الذي أثبتته تقارير الأمم المتحدة وبأدلة وشواهد قدمت من الحكومة السودانية لمجلس الأمن، عموماً هذه المحادثة حركت الساكن وحركت مياه كثيرة ربما تنتج عنها تحركات دبلوماسية هنا وهناك تفضي إلى إنهاء هذه الحرب.

Exit mobile version