عبدالماجد عبدالحميد يكتب.. الرجل الذي وقف خطيبًا في جنازة البيشي
الرجل الذي وقف خطيباً علي حافة قبر البيشي هو عيسي سليمان الذي كان يحمل لقب شيخ عيسي قبل أن يغطي دقنو ويلتحق بصفوف مليشيا التمرد مقاتلاً وواعظاً في صفوف القتلة والمجرمين..
عيسي سليمان هذا هو الرجل الذي شهد حسبو محمد عبدالرحمن عقد قران ابنيه.. المناسبة التي لاحقت لعنتها نائب الرئيس البشير وألحقته بصفوف التمرد السريع .. عيسي سليمان هذا يحمل لقب فلولي بامتياز فقد عمل بالشرطة الشعبية أيام مولانا أحمد هرون.. وكان عضواً بأمانة الرعاة بحزب المؤتمر الوطني.. وكانت لديه عربة لاندكروزر يحمل علي ظهرها مفارش وأباريق ومعينات الصلاة في الساحات العامة مثل الساحة الخضراء.. منتزه بري وحدائق شارع النيل قبالة برج الإتصالات.. وكان لديه مركز للتداوي بالقران جوار حديقة القرشي بالخرطوم!!
ماقاله عيسي سليمان علي شاهد قبر البيشي سيكون حاضراً يوم القيامة.. يوم يقف الناس لرب العالمين.. سيأتي عيسي سليمان وحميدتي والبيشي وكيكل وحمدوك ومحمد بن زايد وسيقفون بين يدي الله ليجيبوا علي سؤال الشهود والضحايا : بأي ذنبٍ قتلتم الأبرياء في سنجة والدندر ودونتاي وكركوج والدبيبة وأبونعامة؟.. سيُسألون بأي ذنبٍ شرّدتم أكثر من مليون ونصف من المواطنين الأبرياء من ديارهم بمدن وقري ولاية سنار ودفعتهم بهم إلي المجهول بعد أن نهبتهم أموالهم وخرّبتهم مزارعهم ومنازلهم ومراتع صباهم؟
من ناحية أخري تكشف لحظات دفن البيشي حجم الصدمة التي لحقت بجنوده ومن كانوا يظنون أنه سيحقق لهم علي تراب ولاية سنار ماعجزوا عن تحقيقه في الفاشر وبابنوسة والمدرعات والقيادة العامة للجيش السوداني البطل..
تكشف لحظات دفن البيشي عن نهاية مؤامرة التمرد السريع في محور سنار بعد قطع رأس الحية والذي كان أحد أهم قادة المليشيا الذين بقوا علي قيد الحياة.. وبقتله ودفنه تم دفن وقتل أخطر مرحلة من مراحل تمدد مليشيا التمرد السريع في عمق السودان..
قُتِل البيشي وتم دفنه.. لكن دماء الأبرياء والضحايا لاتموت.. ستبقي أرواحهم تطارد القتلة في قبورهم..
وعند الله تجتمع الخصوم