مخرجات أديس أبابا.. هل تُكمل ما بدأته القاهرة وتُطلق الحوار الشامل؟
تقرير أخباري – هبة علي
رغم المقاطعة لها من أطراف أساسية وفاعلة بالمشهد السياسي المحلي، عُقدت الاجتماعات التحضيرية لإطلاق عملية الحوار السياسي في أديس أبابا وخرجت بتوصيات أثارت جدلاً واسعاً عن مدى فعاليتها في وضع أساس لحوار سوداني_سوداني، سيما وأن الاجتماعات أتت عقب فترة وجيزة من اجتماعات القاهرة..
أبرز مخرجات أديس؟
البيان الختامي لاجتماع القوى السياسية بأديس أبابا دعا الى تشكيل حكومة تصريف أعمال مؤقتة من غير محاصصة حزبية يتم التشاور حول مهامها واختصاصاتها.
وادان الانتهاكات الجسيمة التي قامت بها “ميليشيا” الدعم السريع من قتل واغتصاب وتشريد واحتلال للمنازل.
و وضعت الإجتماعات الأسس والمعايير والجوانب الفنية الخاصة بالتحضير للحوار السياسي السوداني – السوداني محددين اطرافه المشاركة وموضوعاته لا سيما وقف الحرب وقضايا السلام والانتقال الديمقراطي، وكذلك زمان الحوار ومكان انعقاده وطريقة إدارته.
البيان الختامي أكد على ان الأولوية القصوى للوقف الفوري للحرب في إطار التأكيد على سيادة الدولة السودانية ووحدة هياكلها وشعبها وكامل مسئوليتها عن ارض الوطن، وتسهيل ايصال المساعدات الإنسانية على نحو عاجل ودون عائق، وفي هذا السياق نؤكد على اهمية الالتزام بتنفيذ اتفاق جدة الموقع في الحادي عشر من مايو ۲۰۲۳
وتوافق أطراف الإجتماعات على ان يكون الحوار شاملاً لا يستثني أحد إلا من صدرت ضده تهم او احكام متعلقة بجرائم حرب او جرائم ضد الإنسانية أو جرائم الابادة الجماعية ضد المدنيين وفقا للقانون أو الوثيقة.
وشدد البيان على ضرورة الحوار والتنسيق والتحضير الجاد له منذ الآن، بما يفضي الى تأسيس دولة ديمقراطية موحدة قوامها المواطنة المتساوية والسلام المستدام.
يُذكر أن الاجتماع التحضيري لإطلاق عملية الحوار السياسي عُقد في مقر الاتحاد الأفريقي باديس ابابا اثيوبيا، في الفترة من ١٠ – 15 يوليو ٢٠٢٤م، فيما تم التوقيع على بيانه الختامي بواسطة “14” كتلة سودانية.
التوصل لرأي وفاقي
وفي مقارنة بين إجتماعات العاصمتين وماخلصتا له قال
القيادي في “الكتلة الديمقراطية”، مبارك أردول إن القاهرة نجحت فيما فشلت فيه جهات عدة، واصفاً الاجتماعات التي عُقدت في العاصمة المصرية بأنها كانت “مثمرة” بجمع كل الأطراف السياسية في منبر واحد.
ولفت أردول لـ “الشرق” إلى أن المجتمعين في القاهرة اتفقوا على ضرورة الحوار، لكنهم اختلفوا على قضايا أخرى مثل “إدانة الدعم السريع”، وتم التوصل إلى رأي “وفاقي”، لكنه هو الآخر لم يحظ بقبول بعض الأطراف. وكشف عن تكوين لجنة وطنية لدفع الحوار قدماً إلى الأمام
أما أديس أبابا، يقول أردول لـ”الشرق”، فهي اجتماعات تحضيرية تسبق الحوار السوداني – السوداني، للإجابة على 6 أسئلة تتعلق بمكان وتمويل وأطراف وموضوعات وزمان الحوار إلى جانب القضايا الإجرائية المتعلقة به.
وشدد على ضرورة أن تكون العملية السياسية شاملة لا تستثني طرفاً بخلاف المؤتمر الوطني الذي أطاحت بحكمه ثورة شعبية شاملة، ولا يمكن أن يعود عبر صيغة الحوار، على حد قوله.
وقال إن العملية ستشمل غالباً مرحلتين هما الحوار السياسي ثم حوار سوداني–سوداني يركز على قضايا الدستور.
لم تتعلم من الإطاري
من جهته يرى المحلل السياسي الطاهر ساتي أن مؤتمر أديس كان أكثر وضوحاً و وضع الكثير من النقاط على الحروف بشكل واضح وشفاف وخرج متفقاً على حوار سوداني سوداني لا يستثني أحداً إلا المتهمين والمدانين في جرائم، كما أنه أدان الدعم السريع بصورة واضحة، إضافة إلى إتفاقه بتشكيل حكومة تكنوقراط.
وأعتبر ساتي من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” أن أهم ما في اجتماعات أديس أنها أكد على الحوار السوداني الشامل.
وأردف: “إذا اتينا باوجه الشبه او العوامل المشتركة مابين مؤتمري القاهرة وأديس هنالك اتفاق على إنهاء الحرب، وعلى حوار سوداني شامل، واتفاق على قوات مسلحة واحدة، و وحدة وطنية جميعها نقاط اتفاق”.
و قطع بأن مؤتمر أديس حقق أهدافه، مشيراً إلى أن غياب “تقدم” غير مبرر خاصة وأنهم يزعمون أنهم يريدون السلام والحوار ومن الغريب غيابهم من خطوة يمكن أن تؤدي إلى الحوار والسلام.
وتابع:” تقدم” تحالف مصاب بانفصام الشخصية ولم تتعلم من درس الإطاري والاقصاء الإطاري الذي قادنا نحو الحرب.
تناسي ومكافأة الإنقاذ
أما المحلل السياسي أحمد خليل أكد أنه قبل البيان الختامي وقبل مؤتمر أديس يحاول الاتحاد الافريقي عبر أكثر من فعالية او لقاءات أن يدخل المؤتمر الوطني في العملية السياسية ناسياً ومُتناسيا أن جميع عزابات السودانيين وكل الفساد واخفاقات الاقتصاد الذي حدث في عهد الإنقاذ وعهد المؤتمر الوطني الذي عانى السودانيين من حكمهم.
وشدد خليل من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” على أن الحرب المشتعلة هي صنيعة المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، وأضاف: “ما قبل الحرب رأينا كيف كانوا يحشدون للحرب فكيف بعاقل أن يدعوهم إلى العملية السياسية، مكانهم السجن والمحاكم لكن الاتحاد الافريقي يريد أن يكافئهم على ذلك”.
ولفت خليل إلى أن مشاركة المؤتمر الوطني هي ما دعا القوى المدنية بما فيها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية” تقدم” لمقاطعة اجتماعات أديس أبابا.
وأردف: الكتلة الديمقراطية التي كانت تدعو إلى إستمرار الحرب رأينا جزء منهم ذهبوا في طريق إيقاف الحرب وهذه محمدة لاجتماعات القاهرة.
ونوه إلى أن البيان الختامي لأديس لم يكن واضح في شأن عدم إدخال المؤتمر الوطني المحلول، كان تجميلا ولم يكن صراحة ولم تملك الشجاعة للصراحة.