كرم الله سليطين … يكتب … إثيوبيا ياجارة
كرم الله سليطين يكتب
إثيوبيا ياجارة
خطوة لافتة، سيقوم الدكتور أبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، بزيارة لبورتسودان بعد زيارة نائب وزير الخارجية السعودي. تأتي هذه الزيارة في وقت حساس تشهده العلاقات الإثيوبية السودانية، حيث أطلع أبي أحمد البرلمان الإثيوبي مؤخراً على مستجدات هذه العلاقات وأكد التزامه بعدم التصعيد مع السودان. تعكس زيارة أبي أحمد لبورتسودان حرصه على تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتأكيده على نهج الحوار والتعاون .
تتزامن هذه الزيارة مع تواجد مليشيا الدعم السريع المتمردة في سنجة ومحاولاتها التسلل إلى القضارف، مما يعتبر تهديدًا إضافيًا للأمن القومي الإثيوبي. يدرك أبي أحمد أن هذه التحركات قد تشكل خطرًا على استقرار بلاده، خصوصًا في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة مع وجود عدد كبير من القناصة الإثيوبيين في صفوف المليشيا المتمردة الأمر الذي يغري المليشيا وبعد ان فقدت قيادتها السيطرة عليها بالتوغل في الأراضي الاثيوبية بحثا عن العربات والمؤن وشفشفة بيوت المواطنين الإثيوبيين وهو مايجعلها تجد الكثير من العاطلين للانضمام الي صفوفها وربما تتحول المليشيا المتمردة الي حركة شفشفة عابرة للحدود والدول وتكون نواة لعصابة عالمية الأمر الذي لا تدركه الكثير من الدول المجاورة والتي تتسم بالصراع الذي ينتظر لحظات الصفر.
من جهة أخرى، تشير بعض التقارير إلى أن أبي أحمد قد اطلع على معلومات استخباراتية تشير إلى دور محتمل للإمارات في دعم مصر ضد إثيوبيا. يُذكر أن الإمارات كانت قد تخلت عن دعمها لأبي أحمد بشكل مفاجئ، وبدأت في إدارة الملف السوداني من تشاد ولعل ذلك يأتي من حيث المطالب الذاتية للقيادة التشادية والتي تمحورت في حافلات ركاب وعربات مطافئ وبعض الملايين من الدولارات لشخص الرئيس وبعض معاونيه ، مما أتاح للصوماليين منح مصر قاعدة عسكرية يمكن أن تهدد الأمن القومي الإثيوبي وبهذا فإن الزيارة تأتي بعد استشعار أبي احمد للمخاطر الكبري التي تهدد عرش حكمه بل تتجاوزه لضرب الامن القومي الإثيوبي وربما تأتي الزيارة بتنسيق مع السعودية لتشكيل حلف جديد للمساهمة في حل المشكل السوداني بعد مؤتمر القاهرة حتي لا ينسحب البساط من تحت ارجلهم
تأتي هذه التطورات في ظل توترات إقليمية متزايدة، حيث تلعب العديد من الدول أدوارًا معقدة في المنطقة. يبدو أن الإمارات تسعى لاستخدام التقراى كقوة زعزعة لحكم أبي أحمد حيث أنه من المعروف أنها لن تتخلي عن دعم مصر مقابل إثيوبيا التي رفضت التعاون معها في جعل الأراضي الإثيوبية نقطة انطلاق للمؤن والطيران الحربي فالاثيوبيين ادركوا مؤخرا ان المشهد السياسي والأمني في القرن الأفريقي سيشهد زعزعة كبري ربما تجعل من افريقيا مسرحا للفوضي والدمار .
تسعى إثيوبيا، من خلال زيارة أبي أحمد لبورتسودان، إلى تعزيز الحوار والتعاون مع السودان، ومحاولة نزع فتيل التوترات المتزايدة. ومع ذلك، يبقى الوضع هشًا ويتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة لتجنب أي تصعيد محتمل قد يؤثر على استقرار المنطقة برمتها.