كرم الله سليطين يكتب
البرهان وبراغماتية المحاور الخارجية
تعد الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السعودي إلى السودان لمقابلة الرئيس عبد الفتاح البرهان خطوة مهمة تعكس تداخل وتعقيد السياسات السعودية في المنطقة. تأتي هذه الزيارة في ظل جملة من التحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية، والتي تسعى إلى لعب دور محوري في حل النزاعات الإقليمية والحفاظ على استقرار المنطقة.
من خلال منبر جدة، تسعى السعودية إلى إيجاد حل لوقف الحرب في السودان، وهو جهد يستهدف إنهاء الصراع الدامي الذي أضر بالشعب السوداني واقتصاده. ورغم الجهود المبذولة، فإن مليشيا الدعم السريع المتمردة لم تلتزم بمخرجات اتفاق جدة، مما يزيد من تعقيد الوضع ويضع تحديات إضافية أمام الجهود السعودية.
في السياق ذاته، تُجرى الزيارة في وقت يشهد فيه التوتر بين السعودية وجماعة الحوثي في اليمن تصاعدًا ملحوظًا. فقد هدد الحوثيون بضرب العمق السعودي، مما يستدعي تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة هذه التهديدات. علاوة على ذلك، يشكل التقارب السوداني الإيراني تهديدًا إضافيًا للأمن القومي السعودي، خاصة فيما يتعلق بأمن البحر الأحمر الذي يُعد ممرًا مائيًا حيويًا للتجارة الدولية.
وفي هذا الإطار، يمكن للرئيس البرهان استغلال هذه الزيارة لتحقيق مكاسب عسكرية واقتصادية تدعم موقفه في مواجهة المليشيا المتمردة وسحقها فضابط الجيش الماكر معروف بدهائه المدهش وله المقدرة علي التمحور بمايحقق مصالحه فالرجل حينما اسندت إليه رئاسة المجلس العسكري غازل جموع الثوار بأنه كان بعثي التوجه بل ان له نصف جنيه كتأكيد علي مشاركته في انقلاب البعث مطلع التسعينات وغازل الرجل جموع الاسلاميين بأنه الاقرب إليهم عندما اندلعت الحرب التي اشعلتها المليشيا المتمردة وجناحها السياسي وحلفاءها الاقليميين وقبلها كان داعما لمبادرة الشيخ ود بدر الذي وإن لم يعرف له انتماءا مباشرا للمؤتمر الوطني إلا أنه اسلامي الوجه والتوجه فالمسيد ظل دوما داعما للتيارات الوطنية الحقيقية خصوصا ذات التوجه الديني .
دعم السعودية للسودان يمكن أن يسهم في تحقيق نصر سريع وحاسم ضد هذه المليشيا، مما يعزز استقرار البلاد ويُسهم في تحقيق الأمن الإقليمي ويقوي مواقف البرهان في الاستمرار في حكم البلاد حيث ان للرجل شعبية كبيرة تتزايد حينما يعلو قدم الجيش في المحاور العسكرية الملتهبة ويحقق انتصارات ضد المليشيا المتمردة.
البرهان عليه ان يكون واضحا في الحديث ووضع المطالب بلا تردد وهي سحب السعودية لجنود المليشيا المتمردة وتقديم دعم عسكري مباشر والسماح بعبور السفن المحملة بالسلاح ووضع وديعة مليارية لوقف نزيف الجنيه السوداني المستمر بسبب الحرب وقيام بنك السودان المركزي بكل الشأن الاقتصادي حتي اليومي الذي كان يجب أن تقوم به وزارات مختصة ولكن لشح الإيرادات يكافح البنك المركزي لإيجاد حلول عاجلة ويومية لإقتصاد ينزف كل ساعة
تظل العلاقات السعودية السودانية محورية في تحقيق الاستقرار في المنطقة. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الزيارة إلى تعزيز التعاون بين البلدين، بما يخدم مصالحهما المشتركة ويُسهم في حل النزاعات الإقليمية وتحقيق السلام.