مؤتمر القاهرة.. حضور الجيش
*أسامه عبد الماجد*
¤ لا اعتقد ان مصافحة جبريل ابراهيم ومنى مناوي وغيرهم لحمدوك و(شلته) من عدمها ذات قيمة في مؤتمر القاهرة.. أو هي موضوع يصلح للتداول.. وكذلك لا تثريب عليهم حتى لو القوا عليهم (التحية) ولو على الطريقة (الخليحية) !!.. الشعب السوداني هو من سيقول كلمته في نهاية المطاف.. وهو يعلم من ساند المليشيا الاجرامية في مواجهته، وصمت على جرائمها المروعة.
¤ لو كان من مكسب واحد تحقق من قيام المؤتمر.. هو ثبات الموقف المصري، على مبدأ مناصرة السودان جيشاً وشعباً.. كلمات وزير الخارجية المصري السفير بدر عبد العاطي – وبهذة المناسبة دعواتنا له بالتوفيق في منصبه الجديد – لخصت المؤتمر، وفي ذلك قيمة كبيرة وتثبيت للقضية الوطنية
¤ احرجت مصر، كل من طعن الجيش في خاصرته.. عندما شدد عبد العاطي على “وحدة القوات السودانية”، لما لها من أهمية بالغة أثبتتها التطورات الجارية.. ودوره في حماية السودان والحفاظ على سلامته ووحدته ومواجهة أي تهديدات ضد هذه السلامة مهما كان مصدره.
¤ الرأي المصري يستحق التأمل.. ترى القاهرة ان التطورات الراهنة – أي الحرب الجارية – اكدت اهمية وحدة القوات المسلحة السودانية.. لمعرفتها التامة ان الحرب نفسها انطلقت من ثنايا دعوة (قحتاوية) خبيثة لهيكلة الجيش وتفكيك القوات النظامية الأخرى.. بدأ تنفيذ المخطط في يناير 2020 بحل هيئة العمليات، الذراع القتالي لجهاز المخابرات.. من خلال تمثيلية مكشوفة بفرية وجود تمرد داخل العاصمة، يقوده منسوبي الهيئة
¤ ابتلع الباغي الشقي حميدتي كل اصول وسلاح الهيئة واهمها مقارها التي تحتل مواقعا استراتيجية اختيرت بعين امنية استخباراتية فاحصة.. وبعد ستة اشهر من كسر عظم المخابرات تم نزع سلاح الاحتياطي المركزي.. لذلك كان مقر الاخير هدفا للمليشيا عقب اشعالها الحرب.
¤ فشلت مخططات هيكلة الجيش وحل جهاز الأمن.. ولم تجد المليشيا واعوان الداخل وكفيل الخارج من سبيل سوى استخدام القوة للاستيلاء على السلطة.. وبذلك غطت الأزمة على المشهد، ابعادها واضحة وتفاصيلها معلومة واسبابها لا تحتاج (لشروحات).. وبالتالي لم تعد الساحة حصرية على قحت كما كانت تزعم، ولن تعود المليشيا الى ما قبل منتصف ابريل 2023.
¤ بالتالي اي حل ذو بعد سياسي لابد ان يستند إلى رؤية سودانية خالصة، دون ضغوط خارجية.. وكذلك قالت مصر .. كان ذلك الحجر الثاني الذي القمت به القاهرة حمدوك وشلته.. رغم تغييبها اطرافا مهمة عن المؤتمر ، وهي تعلم تأثيرها وفاعليتها في المشهد السوداني وفي ميدان المعركة.
¤ اوصلت مصر رسالتها حتى لو فسَّر جهدها الكبير بمثابة اعادة الحياة لقحت.. وقارب المسافات بينها والكتل والقوى الوطنية والمدنية المناصرة للقوات المسلحة.. ولمصلحة اعوان المليشيا بالخارج.. لكن الذي تدركه مصر وتجهله دولا بالمنطقة ان الاوضاع التي تمر بها بلادنا لها تداعياتها الخطيرة على امن واستقرار المنطقة ودول الجوار وفي مقدمتها مصر نفسها.. ان الرابح من مؤتمر القاهرة، جيشنا الباسل وبالتالي الشعب السوداني.. حتى لو كان المؤتمر يمهد الطريق الى تفاوض والذي لن يكون الا بعزة.
¤ ومهما يكن من امر.. عزة وعدنا بها البرهان.. وسنأخذ هذا وعد رئيس.