احمد جبريل … يكتب… هل يستحق والي الخرطوم منصب رئيس الوزراء؟
هل يستحق والي الخرطوم منصب رئيس الوزراء؟
كتب احمد جبريل
اغلب الاقلام التي روت سيرة وعمل والي الخرطوم احمد عثمان حمزة خلال فترة الحرب تحديدا اتفقت علي امانته وتاهيله الممتاز وترتيبه واتخاذه منهج علمي في الادارة والتنفيذ ، لم يسبق لي معرفة الوالي لكنني قرات عنه الكثير سيما قصة صموده داخل ولايته وهي جزئية لايغفلها صاحب قلم وبصيرة في مواقيت فر فيها الناس من الموت لكن الرجل ثبت و( ركز) ضاربا المثل الاعلي في التضحية والفداء.
عقب وصولي ام درمان وطوافي بشوارعها واحياءها قديمها وجديدها،باديها والحضر،ايقنت ان الرجل يستحق نجوميته بلا منازع بل يجب ان يطلق عليه ( والي الولاة ) ،الشخص الذي رشحه لرئاسة الوزراء صاحب بصر وبصيرة متقدة و( كشيف) من طراز رفيع.
تحدث الينا الوالي ونحن ثلة من الصحفيين بالولايات زهاء الساعة بعد ان قدمه الاستاذ الطيب مدير اعلام الولاية بطريقة مباشرة دون حشو مفردات ومقدمات باردة وماسخة ، الوالي طوف بنا ماقبل الحرب ومؤشراتها التي تبدت في محاولة المليشيا فرض الاتفاق الاطاري علي الجميع وحشدها لقوتها وجندها وملء المواقع الاستراتيجية بهم بل والذهاب شمالا الي مروي،ثم الافاقة المبكرة للولاية من صدمة بداية الحرب واتخاذ الوالي سبيلا سريعا وقصيرا لانجاز حزمة محددات مهمة تتعلق بعدم انهيار الولاية رغم فقد اغلب محلياتها وتكوين فريق ادارة ازمة رشيق يدير ملفات المياه والكهرباء والصحة ومعاش الناس وشكر الوالي اعضاء،حكومته علي اداءهم وصبرهم واحتمالهم المخاطر والمشاق.
تحدث الوالي في نقاط كثيرة لايتسع المجال لذكرها سننشرها بمكان اخر من هذه الصحيفة، لكن خلاصة ما اود ايصاله ان الرجل مرتب بشكل دقيق جدا هادئ النبرات ثقته في نفسه تتبدي لك من طريقة جلوسه وكلامه ، اعتقد ان من وسمه بوسام النجومية محق،لم يدعي النجاح بلسانه بل بعمله ونشاطه،واجه الحرب بجسارة وعمل علي اعادة تدوير سلبياتها الي ايجابيات وقد كان،ام درمان الان اكثر امانا ومع تقدم القوات المسلحة كل صباح تتلقي ولاية الخرطوم عبئا اضافيا يتمثل في توفير الحياة الكريمة للمواطنين الذين تجليهم القوات المسلحة من مناطق الاشتباكات او من الحصار بعد فكه لتقدم لهم ولاية الخرطوم الماء والغذاء والدواء،اعباء كبري تنوء بحملها الدول دعك من ولاية فقدت ٩٥٪ من مواردها ولاتتلقي دعما يلبي حاجتها في فصول موازنتها وقد التقيت ببعض اقاربي ممن يعملون في الخدمة المدنية ذكروا انهم لمدة عشر اشهر لم يتلقوا رواتبهم في ولاية كل عمل فيها متوقف الا عمل الرصاص والدانات التي لاتكف عن قتل الابرياء وقد نجاني الخالق عز وجل منها اليوم ، مليشيا تؤذي المواطن تحرمه عيش حياته الطبيعية باقل المطلوبات رغم رضاءه الاانها تحسده علي تلك الحياةالبائسة فتطلق قذائفها وسط الاحياء السكنية لتحصد الابرياء اذ لايوجد معسكر للجيش وسط الاحياءالسكنية التي تستهدفها المليشيا بالتالي تؤكد ان هدفها المواطن البسيط الذي تدعي انها تحارب لتجلب له الديمقراطية !!
شاهدت المستشفيات والعمل المقدم داخلها للمرضي وجرحي العمليات،وقفت علي وفرة السلع والخدمات والدواء ، وغير ذلك الكثير مما يؤشر الي اسطورة ورمزية احمد عثمان التي استحقها بجهده وعلمه وثراء خبرته واجزم ان السيادي لن يجد افضل او اكفا منه لرئاسة الوزارة فقد استحقها بمايملك بلامنازع.