الاسلاميون وحرب الكرامة (١)
لماذا نساند الفريق اول البرهان
بقلم:- كرم الله محمدالامين سليطين
خضم الأحداث الجارية في السودان، والتي تتسم بالصراع العنيف بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان ومليشيا الدعم السريع المتمردة، يثار التساؤل حول سبب مساندة الإسلاميين للبرهان في هذه الحرب، رغم ما قام به من إجراءات ضد قيادات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية.
**الدفاع عن الوطن وأمنه**
أول وأهم الأسباب هو الدفاع عن الوطن وأمنه. الإسلاميون، مثلهم مثل باقي أطياف الشعب السوداني، يرون في مليشيا الدعم السريع تهديداً كبيراً لسلامة السودان واستقراره. هذه المليشيات قامت بنهب خيرات البلاد وضرب اقتصادها، وانتهكت الحرمات واغتصبت الحرائر، مما جعل من الضروري التصدي لها بكل قوة. في هذه الحالة، يتجاوز الأمر الخلافات السياسية أو الأيديولوجية، ليصبح الدفاع عن الوطن هو الأولوية المطلقة.
**مبدأ الوحدة الوطنية**
الإسلاميون يرون أن الوحدة الوطنية في مواجهة الأخطار الخارجية والداخلية هي السبيل الوحيد للحفاظ على السودان. بغض النظر عن الخلافات السابقة مع الفريق البرهان، فإن المرحلة الراهنة تتطلب تضافر جميع الجهود لمواجهة هذا العدو المشترك الذي يهدد كيان الدولة نفسها. إن مبدأ الوحدة الوطنية يحتم عليهم الوقوف جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة السودانية في هذه الحرب.
**مصلحة الشعب السوداني**
على الرغم من أن البرهان لا ينتمي للتيار الإسلامي وسجن قادة المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، إلا أن الإسلاميين يضعون مصلحة الشعب السوداني فوق كل اعتبار. الأوضاع الكارثية التي تسبب بها التمرد، من تدمير للاقتصاد ونهب للموارد وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، تستدعي وقفة قوية وحاسمة. الإسلاميون يرون أن الوقوف مع البرهان في هذه الحرب هو واجب وطني وأخلاقي للحفاظ على مصلحة الشعب السوداني.
**التضحية من أجل المستقبل**
تدرك الحركة الإسلامية أن التضحيات الحالية قد تؤدي إلى مستقبل أفضل للسودان. دعم البرهان في حربه ضد المليشيات المتمردة هو خطوة نحو استعادة الاستقرار والأمن، مما يتيح المجال فيما بعد للعمل على بناء سودان جديد يقوم على أسس العدالة والمساواة والحكم الرشيد. الإسلاميون يؤمنون أن تضحياتهم الآن ستثمر في المستقبل عن وطن مستقر ومزدهر.
**الإيمان بالمصير المشترك**
الإسلاميون يؤمنون بالمصير المشترك لجميع أبناء السودان. إن ما يواجهه السودان الآن ليس مجرد صراع عسكري، بل هو صراع من أجل البقاء والوحدة والسيادة. التحديات الكبيرة تستدعي تعاون الجميع، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة والخلافات السياسية. إن الإيمان بالمصير المشترك يحتم على الإسلاميين دعم كل جهد يصب في مصلحة الوطن، حتى لو كان ذلك يعني دعم قائد لم يكن حليفاً لهم في السابق.
في النهاية، يمكن القول إن مساندة الإسلاميين للفريق البرهان في حربه ضد المليشيا المتمردة تنبع من التزامهم العميق بمصلحة السودان وشعبه. على الرغم من الخلافات السياسية والأيديولوجية، فإن التحديات الكبرى تستدعي الوحدة والتكاتف من أجل حماية الوطن وضمان مستقبل أفضل للجميع.